لا أقرأ لأجل المجتمع وإنْ كان المثقف في أي مكان ينال التقدير والإحترام وعاجلاً أم آجلاً يظهر للناس من هو دون أن يعلن هو عن ذلك ويسمعون له لأن الثقافة هنا صارت جزء من تكوينه وليست مجرد أفكار يستعرضها أمامهم و لكنهم يرون شخص مثلهم مثله ولكن له رؤية وبعد إضافي وبالتالي يسمعون له. العلم قوة. هذا شعار دولي. الجهل وباء. عامة أقرأ لنفسي ولتحقيق أهداف خاصة بي وبشخصيتي وبالواقع الذي أعيش فيه.. قد أقرأ فقط للمتعة كما أفعل هذه الأيام في كتب أبي العلاء المعري فأتمتع متعة لا تدانيها متعة وفي الوقت نفسه أجد شخصيتي تزداد صقلا فوق صقل بخلاف ما كنت عليه الأمس مثلا.

لا أريد أن أعرف سر الوجود بل أن أحيا هذا الوجود والسر سوف ينكشف لي دون أدري وعلى غفلة مني.

بسبب الثقافة، ورغم أني كنت أعمل عمل يدوي من طبيعة ميكانيكية، كان الجميع يحترمني احترام شديد ويطلب أن يتحدث إليّ وذات مرة دخلت محل بطيخ بناء على طلب صاحب المحل وإذ بالجميع بلا استثناء يقفون لي احتراما وأنا لم أزل أقل من العشرين بعد وفي قريتنا كانوا بسبب المعرفة ينادوني إما "يا شيخ إبراهيم" أو "يا أستاذ" وأنا لم أطلب ولا أحب أكثر من يا إبراهيم وبس.

ما أتمنى لو أني فعلته هو أني لم أضع الوقت في قراءات دينية عديدة ولكن كنت أدخل في مؤلفات زكي نجيب محمود وبرتراند رسل وميخائيل نعيمة وكل هذه الروائع التي تصقل الحس الإنساني. لكن الكتب الدينية هي كان كل المتوفر ومجبر أخاك لا بطل وبالتالي بدأت بـ جزء عم وعذاب القبر وكتب رابطة العالم الإسلامي والسلفيين عامة وقليل جدا من الكتب الأدبية للأسف. لكن لا بأس وأنا حاليا أعوض ما فاتني من قراءات وأسعد بما هو متاح وأقدر على الحصول عليه وأسعى لتوفيره مادام هو معرض احتياج. لا أمانع أو أحارب الكتب الدينية ولكن كثرتها تتحول لإدمان والحياة أكثر من الكتب الدينية.. ما أحتاج إليه هو تمنية شخصيتي وهذا ما فاتني من قبل.