أرغب لو سمحتم أن أقدم نظرة أقل سوداوية وتشاؤمية وأقل طبعاً "نضالية" (فلا أعتقد أن من يقوم بهذه الألعاب تهمه حرية وإسلام وبطيخ مبسمر، هو طفل ولقى لعبة يلعب فيها).
مشكلة الـ lamers كما معروف عنهم في الأنترنت، مشكلة عالمية لا علاقة لها بعرب أو بغرب، وغالباً هم من الأشخاص الذين لا يستطيعون تحقيق ذاتهم على أرض الواقع فتكون هذه وسيلة لهم لتحقيقها، للاعتراف بأفضالهم "الوهمية/المتوهمة". مثل الذي يقوم بالقص واللصق مثلاً ويفرح بأن يُقال له: بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
فالهاكر الحقيقي مثلاً هو الذي يخفي رقم إيبيه (وأنا بحياتي لم أكن هاكر فهذا يفوق طاقاتي)، أعتقد نقول عن العملية spoof أي إخفاء حقيقي لرقم الإيبي وليس العمل من وراء بروكسي، وهذا طبعاً يحتاج لمهارات ومعرفة بنظام لينوكس، فلا يمكن عمله بنظام ويندوز.
عفكرة الشخص اللطيف المخترق، وضع بكليبه المؤثر :) نافذات دوس ليس فيها إلا ping للنادي.
والهاكر الحقيقي يخترق ليتعلم، ولا يقوم أبداً بتدمير شيء، هو يختبر مناعة أي نظام، وهشاشة أنظمة الأنترنت مشهورة جداً، تلك الثغرات الحقيقية التي تستخدم قلة مناعة النظام نفسه لا البرامج التي عليه.
الـ"لامر" (مخلفات الشبكة كما يسميهم العزيز غورو) يعرفون القليل جداً، يقضون أوقاتاً طويلة لتحميل هذا السكريبت أو ذاك ومعرفة ثغرة أو كيف يستخدمونها، دون معرفة كواهنها. ولا يستطيعون غالباً استغلالها جيداً (الله ستر يعني ما عرفوا يستغلوها أكثر).
لكنهم ضروريون، إذ أنهم يساهمون - بمعرفة أو بدونها - بزيادة مناعة الأنترنت، لأنهم فعلاً يضايقون ويزعجون، ويعرف من خلالهم القائمون على موقع ما بأن لديهم ثغرات يجب سدها. وهم ضروريون لأنهم أيضاً لا يعرفون جيداً ما يفعلون، فيقومون بألعاب طفولية ومن خلالهم يمكن تفادي أخطار كانت ستكون أكبر لو قام بها محترف لا هاوي.

أخيراً عن السؤال للعزيز طنطاوي بما يمكن أن يفعله شخص من الداخل لمساعدته، فأعتقد بأنه لدي فكرة عن الأمر، إذ يمكنه فعل شيء ما فعلاً، الأمر ليس فقط كونه مسجل أو لا. هو أمر آخر أظن أني خمنته الآن. وإذا كان فعلاً ما أعتقده فأقول:
سحقاً للخونة الذين وثقنا بهم يوماً عن طيبة قلب.

(f)