أخي العزيز الطيب القلب داعية:

أولا، خذ راحتك تماما أن تكتب كيفما تريد معي. أنا موقن جيداً أن الدين لصيق بالـ "أنا". و أخوك هنا مؤهل نفسيا لسماع كل ما تحب أن تقول لأني أحترمك وأثق بطيبتك. هذا ما يهمني. متى توفر ذلك فقل ما قال أبو نُواس في الخمر دون هوادة.

ثانيا، أعجبني كتاب شارل جانيبير كثيرا وعندي علم سابق به ومادام هو رجل أكاديمي وفي جامعة باريس فهذا يزيد من قدره عندي. لاحظت أن كتابه يبدأ باقتباس من أناتول فرانس وأنا من المولعين بأناتول فرانس. هذا يعطيك فكرة أن المؤلف ليس بمؤمن ولكنه من الممكن جدا أن يكون ملحد ولا اعتراض على ذلك. هو سيقرأ في التاريخ ويعالج الموضوع من زاوية بحثية تاريخية. أيضا يعجبني في كتابك أنه مترجم للرجل الآخر الذي أحب وهو الدكتور عبد الحليم محمود وكم اعتدت سماع أحاديثه الصباحية بشوق وتقدير. قطعا ستجد البحث يتناوله كثيرون ويصلون لنتائج وكل واحد يعطيها المعنى الذي يريد بحسب قناعته الإيمانية. مادام الإيمان وارد كفرض مسبق أي a priori فكل شيء متوقع بعد ذلك. شكرا على وصلة الكتاب وننتظر أن تتحفنا بالمزيد ومعجب كذلك بموضوعك الآخر عن وصلات الكتب الإسلامية والفكرية الجميلة التي وضعت هنا.

(f)