القراءة ليس لها هدف وحيد ...

القراءة عمل عظيم ... نفهم هذا من افتتاح شيء عظيم كالوحي بكلمة ( إقرأ ) ..

القراءة المتعددة الحقول والمجالات تمكّنك من فك لغز الكون وحل رموزه أي باختصار ( فهم حكمة الله عزوجل في خلقه ) وياله من شيء عظيم تنوء بحمله الجبال الرواسي !

هل تتذكّر يامالك قصة موسى والخضر حينما كانوا يتحدثان على قارب في البحر فجاء عصفور فشرب شربة من البحر فقال له الخضر علي السلام : أنت ياموسى على علم علمكه الله , وأنا على علم علمنيه الله , وما علمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ العصفور من هذا البحر ...

أنت كمسلم يجب أن تكون لك فلسفة في الحياة تختلف عن فلسفة غيرك !

مادمت تعتقد أن هذه الحياة القصيرة سوف تذهب وتأتي حياة أخرى كلها خلود , وأن هنا المزرعة وهناك الحصاد .. فلابد من أن تجعل كل شيء كل شيء في حياتك قناة فرعية تصبب في النهاية في هذا المصب الكبير ... الذي يوصل الى هذا النهر : نهر تكبير الله وتعظيمه والتعلق به ..

إنك اذا ركّزت على نفسك وحاولت الانشغال بها لتصبح كبيرة في أعين الناس فسوف تتعب ... سوف تتعب كثيرا ... لأن حقيقتها كنفس بشرية : ضعيفة وصغيرة لاتكبر إلا بنسيانها والانشغال بالله ... وإلا نكون وضعنا الاشياء في غير مواضعها وكبرنا الصغير وصغرنا الكبير ... ولذلك نتعب .. لأنا نتقمص دور أكبر من دورنا ونحمل حملا أكبر من حملنا ...

فياسعادة المتواضع المنشغل بربه .. انه هنا في راحة يتبعها راحة أكبر بعد رحيله .. لأنه نجح في الاختبار .

هذه هي حقيقة وفلسفة وجودنا هنا على هذه الأرض ..

لذلك يجب أن نقرأ لكي نفهم ..

فلولا القراءة في أسرار النفس وطلاسم الكون لما فهمنا شيئا إلا مايدور في مجالس النساء !



فتأمل الفرق !!