قبل أن أسافر الى الخارج كل ما كنت اسمعه عن الكرد هو ما كان يقال عنهم في الأوساط الشعبية من أنهم همج و متخلفين و ( راسون يابس) حتى أني علمت أن كثيرا من العائلات في المدن الكبيرة تحاول قدر الامكان اخفاء أصلها الكردي لتجنب تعليقات هم بغنى عنها و كأن الانتماء لهم تهمة يجب تحاشيها..... و مرت الأيام و سنحت لي الفرصة لأحتك بالأكراد في الجامعة و الشارع على حد سواء و كونت صداقات عديدة معهم... كانت اللحظة التي تعرفت بها على زميلة من أصل كردي في الجامعة لحظة تحول بالنسبة و لي و اعادة نظر -أو فتح نظر بالأحرى -على الشعوب و القوميات المتعددة الموجودة في المنطقة.
روت لي زميلتي قصة و ضع المخابرات الايرانية طرد بريدي متفجر في صندوق رسائلهم أمام بيتهم الاسكندنافي الصغير و أن المقصود بالعملية و قتها كان أباها ,الذي هو بدوره أبن زعيم وطني كردي في ايران,و كيف شاءت الأقدار أن تفتح والدتها الطرد و تقتل على الفور و كان هذا قبل أن تروي زميلتي القصة بعامين.
وبعد سنوات من العشرة اكتشفت أن الكرد راسهم يابس بالفعل و لكن بتمسكهم بهويتهم و رفضهم استبدالها باي هوية حاولت أن تذيبهم بها و تطمس ثقافتهم و فلسفاتهم القديمة و تاريخهم الضارب في المنطقة لألاف السنين على عكس معظم شعوب المنطقة التي يعاني شعوبها من أزمة هوية مهولة منعتهم و ستمنعهم بالتأكيد عن رفع علم ما يكون عنوانا "لمجمل" حضاراتهم الضاربة في القدم هي الأخرى.

هنيئا لك محارب و لكل الكرد برفع علم أصيل كهذا و عقبالنا :97: