ليس الحل بأن نطزطز على بعضنا!!

ولست في معرض الدفاع عن السعودية، وإن كان شعارك الذي تذيل به مشاركاتك أن الظن لا يغني عن الحق شيئا، فمن باب الإنصاف دعنا نبتعد قليلا عن أسلوب الظن ونتكلم في الحقائق الشاخصة...

اتهامات الأبواق البعثية السورية للسعودية تحدثت عن زعزعة الأمن والاستقرار في سورية! وأن هذا يعود لسنوات مضت!! والحقائق التي يعرفها القاصي والداني أن سورية أسهمت في زعزعة أمن واستقرار دول الجوار عدوانا منها لا سابق له من تلك الدول!
حوادث الاغتيالات التي شهدها لبنان والأردن واضحة كالشمس في رابعة النهار، ولا يجدي مع يقينها خلط الأوراق بطريقة: فخار يكسر بعضه!!
لكل حادثة حديث، وحين يكون الحديث عن سياسات السعودية الداخلية أو الخارجية بعموم يمكننا أن نتطرق للكثير مما نختلف معها فيه، ولكن الاتتهامات السورية غير! إنها تتحدث عن تدخل بالشؤون الخارجية ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار لدى الدول الأخرى!

أنا لا أتذكر حادثة واحدة قامت بها السعودية تدخلا في شؤون غيرها لزعزعة الأمن، بينما نحن نعرف عشرات الحوادث البعثية السورية التي فعلت ولازالت تفعل، فهل من العدل أن نساوي بين اليقين والظن؟!

أنا لا أعلم بوجود ملحق عسكري سعودي أصلا في السفارة السعودية! ولا أعتقد أن صلة العشائر البدوية في سورية والعراق والأردن واليمن انقطعت يوما عن السعودية، فهذه القبائل تتلقى إعانات سعودية مستمرة، للوشائج القبلية الجامعة، وهي على الدوام تعتبر السعودية وطنها الأم، ولكن هذا الدعم القديم لا يعني تدخلا واضحا لزعزعة أمن واستقرار النظام السوري الذي بادر بسباب الآخرين وضربهم على خدهم، ثم سبقهم بكاء وشكوى!!

وحتى الحديث عن غطاء سعودي للاعتداءات اللإسرائيلية في لبنان ليس أكثر من فجور بالخصومة منطلق من مأثور: (رمتني بدائها وانسلت!!)

فالتاريخ والحاضر لم ينسيا بعد من كان وجوده في لبنان تغطية لاعتداءات إسرائيل في بيروت وتل الزعتر بل وفي صبرا وشاتيلا نفسها إن تجاوزنا المجرم المباشر!

فالقوات البعثية السورية هي القوات العربية الوحيدة في المنطقة، مهمتها كانت ردع إسرائيل حتى سميت بقوات الردع العربية بادئ ذي بدأ! ولكنها للأسف تخاذلت عن دورها، إن لم نقل تواطأت!!

والجميع يعلم أنه ما كان لحزب الله أن يخوض مقاومته الأخيرة لو كان جيش النظام السوري ومخابراته متواجدين حتى اليوم في لبنان!!

أما عن الطائرات الإيرانية التي يزعم هؤلاء الأبواق بأنها كانت تحمل المساعدات الإنسانية، فمن عجب أن الصفيق الذي زعم الخبر نسي أو تناسى بأن مطار بيروت قد قصف منذ اليوم الأول للعدوان وتوقفت حركة الطيران فيه تماما، فكيف وصلت الطائرات الإيرانية بمساعداتها عن طريق دولة غير عربية؟ ومن هي هذه الدولة يا ترى؟ أتراها إسرائيل؟ خاصة وأننا نرى في ظل الحصار بأنه لا طيران يستطيع أن يهبط في مطار الشهيد رفيق الحريري ببيروت دون إذن إسرائيلي!!!

طبعا لا أظن أن إيران أخذت إذنا إسرائيليا، ولا أظن أن هناك مساعدات إيرانية إنسانية للشعب اللبناني أصلا، فالمساعدات الإيرانية موجهة طائفيا من سماحة القائد (دام ظله)، فلا تصل إلا لوكلائه الحصريين!
بينما السعودية قدمت مساعدات عاجلة وودائع بمبلغ مليار ونصف، وهناك ملياران اثنان يسعى رجال أعمال سعوديون اليوم لجمعهما لصالح لبنان واستثمارهم في تعميره استثمارا غير ربحي لدعم الدولة اللبنانية لا حزب أو فصيل أو طائفة!
واسلموا لود واحترام(f)