الفلسطيني لا يستطيع دفع ثمن "قلم رصاص"، من هو المسؤول يا ترى؟
واحد من سبعة
الحل : حل السلطة الوطنية !!
د. عبدالله أبو نبعة
تمارس العصابات الصهيونية عمليات القتل والهدم اليومي المبرمج والخطف والقرصنة في فلسطين ولا نسمع صوتا أو إدانة لما يجري!! النواب والوزراء ورئيس وأمين سر المجلس التشريعي ونائب رئيس الوزراء- وربما نسمع غدا اختطاف رئيس الوزراء- يختطفون ويعتقلون.. والأمر عادي جدا وكأن شيئا لم يكن !!...المعابر والمنافذ تغلق, والشعب والحكومة تخنق, والحصار المالي والاقتصادي مستمر ولا حراك عربي أو إدانة دولية لإرهاب الدولة الذي يمارسه أو لمرت!! فما هو الحل؟
يجدر بالفصائل الفلسطينية أن تعيد النظر بطريقة التعامل مع المجتمع الدولي الظالم الذي وضع القضية الفلسطينية في المرتبة الأخيرة من أولياته. . لقد تخيل العالم طيلة السنوات الماضية أن هناك سلطة وطنية تمتلك جيشا مقابل العدو الصهيوني المحتل,وان هناك "إرهابيون" يطلقون الصواريخ على المستوطنات الصهيونية , وان" إسرائيل" تدافع عن مواطنيها!!. هذا ما يبثه الإعلام الغربي المنحاز, ويفهمه المواطن الأمريكي والغربي عموما. انهم لا يعلمون شيئا عن القتل والهدم والاعتقالات اليومية وان" إسرائيل" قد أقيمت على فلسطين, وتحتل غزة والضفة الغربية منذ أربعين عاما , وأن رئيس السلطة الوطنية هذه لا يستطيع السفر من رام الله إلى غزة وبالعكس إلا بموافقة السلطات الإسرائيلية !!
اعتقد أن حل السلطة الوطنية هو الحل , لكي يوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته. فهل يخرج علينا رئيس السلطة الوطنية ويتحمل مسئولياته ويعلن استقالته, وحل السلطة الوطنية؟؟ ويعلن للعالم أنه لا يستطيع أن يحكم شعبا محاصرا جائعا, يقتل رجاله,ويعتقل أحراره, وتهدم بيوته, وتحتل أرضه, وان السلطة الوطنية كذبة كبيرة اتاحت للمحتل أن يقوم بكل الممارسات اللانسانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل .عند ذلك سيكون المجتمع الدولي والعدو المحتل هو المسئول عن توفير حاجات الشعب اليومية من مواد غذائية وكهرباء وماء ورواتب للموظفين بدلا من تهريبها في الحقائب. ولن تكون السلطة الوطنية بحاجة لأن تستنكر وتدين مقاومة العدو الصهيوني وتصفها بالحقيرة أو أن نعانق اولمرت ونستجديه لاجتماع أو لقاء. ولن نكون بحاجة لكبير مفاوضين أو مستشارين للأمن القومي ومتحدث باسم الرئاسة وحرس الشرف وكل الأسماء والنعوت التي لا تعبر عن معناها!!. من الطبيعي أن ترتفع أصوات المتاجرين والقطط السمان في السلطة وحملة بطاقات ال (V.I.P) الذين يصولون ويجولون دون خوف أو وجل تحت حماية ونظر الجيش الصهيوني , ويقولوا أن السلطة الوطنية هي نتاج سنين من المقاومة والنضال ولا يمكن أن نتخلى عن هذه السلطة التي حققناها بدماء الشهداء!! وان ما يسعى إليه العدو الصهيوني هو تدمير السلطة ومكتسباتها وليقول للعالم: لا يوجد شريك فلسطيني!! سيخرج علينا المنظرون بألف حجة وحجة ليبرروا ضرورة بقاء السلطة ليس حرصا على القضية, ولكن لتحقيق أطماعهم, ولحفظ مكتسباتهم الشخصية وسيعضوا عليها بالنواجذ حتى اللحظة الأخيرة!! ويدرك أولئك قبل غيرهم, أن العدو الصهيوني لن يعترف إلا بشريك "يبصم" بالعشرة ويقول" نعم" .. أما الذين يقولون" "لا" فإما يقتلون أو يعتقلون!!. إلى متى سنبقى نضحك على أنفسنا ونقول سلطة وطنية؟؟؟.
البعض من ازلام السلطة الوطنية الذين خسروا الانتخابات السابقة عادوا إلى المسرح, وخرجوا بعد صمت يتحدثون عن ضرورة التمسك بالسلطة الوطنية, ودعا أحدهم رئيسها أن يمارس" سلطاته" لإخراج الشعب الفلسطيني من أزمته , مدعيا أن حكومة حماس قد وضعت شروطا تعجيزية لتشكيل حكومة وحدة وطنية بطلبها إطلاق سراح النواب والوزراء المعتقلين!! هل يضمن ذاك الوزير السابق أن لا يعتقل وزراء الحكومة الوطنية المقترحة؟؟. الصهاينة يريدون حكومة ترفع الراية البيضاء, تأتمر بأمرهم, وتحقق أهدافهم وتقول دائما : حاضر سيدي ..مع التحية !! ألم تقرأوا وتسمعوا أيها المرجفون والمتاجرون بما حدث في جنوب لبنان؟؟ لقد فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كنتم تبنون عليه آمالكم وأحلامكم!! أفيقوا من غفوتكم وأوهامكم .. هل ما زلتم تأملون أن الإدارة الأمريكية ستقيم لكم دولة مستقلة؟؟ ..ألم تسمعوا الأمين العام للجامعة العربية الذي نعى عملية السلام ؟؟ الحقوق تنتزع ولا تستجدى..وعلى الشعب الفلسطيني أن يقرأ نتائج الحرب السادسة جيدا ويتعلم الدروس ويأخذ العبر منها.
|