الإنسان طاقة حيوية تتطلب الإشباع، وتتمثل هذه الطاقة في:

- حاجات حتمية الإشباع يؤدي عدم إشباعها إلى الموت المحتم، وأسميها الحاجات العضوية، وهي:
* الحاجة إلى الطعام والماء والهواء
* والحاجة إلى الإفراغ
* والحاجة إلى النوم

قد يكون هناك غيرها، إلا أن القاسم المشترك بين هذه الحاجات حتميتها، وأن مثيرها داخلي، لا يتأثر بغياب مادة الإشباع أو حضورها، ويكاد تكون الحاجة موحدة عند بني آدم.

- غرائز غير حتمية الإشباع وإن كان إشباعها لازما، إذ يؤدي عدم إشباعها إلى الاضطراب والقلق، وهي:
* غريزة البقاء: وتهدف إلى المحافظة على بقاء الفرد، وتتمثل في مظاهر كثيرة: الخوف، الشجاعة، القطيع، التملك، القتال، المصالحة،....
* غريزة النوع: وتهدف إلى المحافظة على بقاء نوع البشر، وتتمثل في مظاهر كثيرة: الميل الجنسي، القطيع، الأمومة والأبوة، إغاثة الملهوف،.....
* غريزة التدين: وتهدف إلى المحافظة على بقاء الفرد والنوع عن طريق الالتجاء لقوة أعظم، وتتمثل في مظاهر كثيرة: العبادة، التقديس، اتخاذ الزعماء، تكريم الأبطال، اتخاذ المثل العليا، الإعجاب فوق العادة، اللجوء وقت الشدائد،......

القاسم المشترك بين هذه الحاجات أن عدم إشباعها لا يؤدي إلى موت الإنسان بل إلى اضطرابه وقلقه، وفي أحيان متطرفة إلى أمراض نفسية. وأن هذه الحاجات لا مثير لها من داخل الجسم، مع وجود الهرمونات المتعلقة بها داخل الجسم.
لا يمكن أن يثور مظهر الخوف بما يتعلق به من أدرينالين ونورأدرينالين إلا بوجود ما يخيف في الواقع الحقيقي أو المفترض المتخيل، ولا يمكن أن يثور مظهر الميل الجنسي مع وجود الهرمونات المتعلقة به من أندروجينات وأستروجينات ما لم يوجد موضوع الميل الجنسي في الواقع الحقيقي أو المتخيل في الذهن، ولا يمكن أن يثور مظهر اللجوء وقت الشدائد إلا إن كنت على لوح خشب في وسط الأمواج العاتية في المحيط في ليلة عاصفة شديدة الظلمة، وأقرب نجدة أو بر يبعد ملايين الكيلومترات، حينها يصرخ الإنسان في الظلمات (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
هذه الغرائز بمظاهرها العديدة تتباين بين البشر قوة وضعفا وتوزعا حتى يغدو من العسير إيجاد شخصين متشابهين.

حين يندفع الإنسان لإشباع حاجاته العضوية وغرائزه، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الإنسان لا يعيش فردا بل إجتماعيا في مجتمع بشري، حينها سيحصل التصدام بين البشر على الإشباع، وعلى نتائج الإشباع، وعلى المسؤولية عن الأفعال التي تؤدي إلى الإشباع. من أجل ذلك لزم النظام الذي يحدد موضوع الإشباع، وطريقة الإشباع، ومن يحق له الإشباع في هذا الموضوع.

غير ذلك هو حارة كل مين إيدو إلو....

أما الحديث عن القرود، فلو فرضنا جدلا أن الإنسان قد ترقى من أصل مشترك هو وقرود البونوبو، فلأمر ما توقفت هذه القرود عن التطور رغم إباحيتها، واستمر الإنسان سائرا رغم أن ما يعرف بالثورة الجنسية لم يحصل قبل أخريات ستينات وسبعينات القرن الفائت.

وعلى أن أكثر المجتمعات إباحية وانحلالا هي مجتمعات شديدة البدائية المدنية، متحكم بها محكوم عليها، مصابة بكل العبر.