مساء الفل

عزيزي محارب النور.
أنا أعلم أنّ طرحي يشوبه الغموض ويبدو ناقصاً كما قلت من قبل.
ولكن هذا بسبب أنّ رؤيتي لم تكتمل بعد..

أنا معجب بهذا الموضوع لأنّه لأول مرة يناقش أحد المحاور الثلاثة التي طالما قرأت عنها كثيراً من قبل، وجمال هذا الموضوع هو أنّه اتخذ مدخلاً متفردا عن كل ما قرأته حول هذا الموضوع.

النظريّة طرحها العالم الفيزيائي البروفيسور فريتجوف كابرا في كتابه The Turning Point وكان ذلك في السبعينيات من القرن الماضي.
فريتجوف كابرا تحدث عن الفيزياء، وثنائيّة الجسد/الروح على يد ديكارت ونيوتن، وأنّ استغلال الأرض والمرأة جاء بالتّوازي وبالتزامن، وان تشويه الجنس وتلوث البيئة جاءا معاً بالتزامن وكتطبيق لنفس الفلسفة. غير أنّ فريتجوف كابرا كان يكتب بشكل شامل ولم يفصّل في موضوع الجنس، ولكنّه ناقش وركز على جانب "المعرفة"، وبيّن كيف أن التحول أو "الحل" قد بدأ بتغيّر رؤية الفيزيائيين عن "العالم ذي الوحدات الصلبة التي لا تنقسم" بعد اكتشافه لبطلان هذا الطرح فيزيائيّا.

لهذا جاءت الدكتورة ليندا جين شيفرد ، وأصدرت كتابها " أنثويّة العلم" وتوسعت في نظريّة فريتجوف كابرا عن ( العلم المكبوت ) وشرحت كيف أنّ الفلسفة الثنائيّة التي أدت إلى استغلال الأنثى والطبيعة جنباً إلى جنب، قد أنتجت معرفة "مدمرة" بدأ العالم ينتبه إلى كارثيّتها، وبدأت " نقطة التحوّل" أو الـ Turning Point التي تحدث عنها فريتجوف كابرا بشكل واسع في كل أنحاء العالم، وكان تركيز الدكتورة ليندا عن الرؤية " الجنسية" كبداية للتحول.

بعد هذا الكتاب وهذا الكتاب صدر كتاب " نحو شركات خضراء" ليتوسع في نظريّة فريتجوف كابرا من ناحية "إكولوجيّة"، وتسير جنباً إلى جنب مع محوري "الجنس" الذي تحدثت عنه د.ليندا ، و"المعرفة" التي ركز عليها فريتجوف كابرا.

لهذا عندما نظرت إلى هذا الموضوع رأيت أنّه يدخل كأحد محاور هذه الثلاثيّة والتي لا بد أن تمشي بالتوازي مع بعضها البعض نحو التغيير.

ذكرت الكتب لمن يحب أن يقرأ عن هذه الرؤية الشاملة. والكتابان الأخيران تم ترجمتهما إلى العربيّة وصدرا عن سلسلة " عالم المعرفة".

أتمنّى لكم التوفيق.

أراكم بعد حين