اقتباس:خالد السعيد  
saeed_1619808899@yahoo.com  
الحوار المتمدن - العدد: 1257 - 2005 / 7 / 16  


المجهول في حياة الرسول
-1-
يقال أن في السفر سبعة فوائد. وأنا أضيف فائدة ثامنة لا يعرف قيمتها سوى العربي المتعطش للمعرفة والمتلهف للحقيقة مهما كانت مرارتها وسوداويتها في عصر الاتصالات والفضائيات والتكنولوجيا المتطورة. لقد أتاح لي السفر والإقامة خارج السعودية فرصة نادرة للإبحار في عوالم الانترنت اللامحدودة والدخول إلى أي موقع الكتروني على الشبكة العنكوبتية بلا حارس وبلا رقيب يحول ما بيننا كمتصفحين وبين الاقتراب من حواف الثالوث المحرم (الدين، السياسة، الجنس).  
أول موقع كنت أتطلع لزيارته كان موقع " الحوار المتمدن " والذي سبق للسلطات السعودية حجبه قبل شهور عديدة، إما بتوصية من أحد " الغيورين " على الدين، أو بتبرع من أحد العاملين في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، خاصة وأنها تزخر – بحمد الله وفضله – برجال يخافون الله ويخشون على عقول الأمة من البلبلة والفتنة، وقانا الله وأيكم شرها.
تذكرت فيما بعد أن هناك كتاباً، طالما تمنيت قراءته لما أثاره من ردود فعل واسعة مؤخراً، موسوم ب" المجهول في حياة الرسول ". صاحب الكتاب مجهول، وله كل الحق في إخفاء هويته، وإلا فإن الذبح على الطريقة الإسلامية سيكون مصيره المحتوم. فالمجتمعات الإسلامية بأسرها مصابة بحالة من التشنج اللامعقول والميل للعنف، لدرجة أنك تخاف أن تشتم ابن لادن أو الزرقاوي حتى لا يمسكوا بتلابيبك ويتهمونك " بالإنبطاحية " والولاء للغرب الكافر. ولأن مؤلف الكتاب القنبلة غير معلوم، فقد استثمر المتأسلم التونسي ( راشد الغنوشي ) هذه الفرصة بانتهازية مكشوفة لتصفية حساباته الشخصية مع المفكر التونسي المتألق ( العفيف الأخضر ) متهماً الأخير بأنه المؤلف الحقيقي للعمل دون تقديم أي مستندات تثبت تخرصاته التافهة، وذلك بغرض تحريض الكائنات الدينية المهووسة بالدين والمتشربة للعنف ضد الأخضر. وبهذه المناسبة، أرجوا الله أن يعافي الأخضر من مرضه، ويقيه شر المتأسلمين الدمويين، فما أمس العرب والمسلمين لقلم مفكر بمثل استنارة وعقلانية وجرأة العفيف الأخضر.  
كتاب " المجهول في حياة الرسول " إلى جانب " السيرة الحلبية " للإمام برهان الدين الحلبي و" الشخصية المحمدية: حل اللغز المقدس " لمعروف الرصافي تكاد – حسب علمي – تكون الأكثر جرأة على كسر التابو المحمدي والتعاطي مع شخصيته بتجرد الباحث دون التورط بأي أحكام ونتائج مسبقة. أنا لم أقرأ كتاب " السيرة الحلبية " ولا أعرف حقيقة إن كان متاحاً أم لا، لكن الرصافي نهل كثيراً من " السيرة الحلبية " معتمداً على ما ورد بها من أحاديث وحكايات لتركيب شظايا وأجزاء الشخصية المحمدية المتناثرة. الكتاب الأخير، أي " المجهول في حياة الرسول " يضيء جوانب أخرى معتمة في حياة النبي محمد، ساكباً أكوام من ملح الأسئلة الحارقة على جراحات يريد المسلمون تناسيها وعدم مداواتها.  
لم أفرغ بعد من قراءة الكتاب، فمازلت أحبوا على صفحاته حبواً، فتساؤلات الكاتب وتحليلاته لا تمر هكذا مر السحاب، بل أنها تثير القلق، وتفجر الأسئلة، وتعيد تشكيل القناعات والأفكار، وفق سياق علمي متمرد على بلادة المنهج التلقيني والغيبي.  
وحتى لا يتهمنا من نصبوا أنفسهم للدفاع عن الإسلام والرسول والصحابة بأننا نتقول على النبي أو نعتمد على مؤلفات " المغضوب عليهم والضالين " من اليهود والنصارى المعروفين بحقدهم على الإسلام ونبيه، أود أن ألفت الانتباه هنا إلى الكتب الثلاثة المشار إليها لم تبنى من فراغ أو من خيالات أصحابها، فكل الأحاديث والمرويات والحكايات الواردة فيها مستقاة بالكامل من كتب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي المتوفرة في كل مكتبة خاصة كانت أم عامة. ولكن ليس هناك من يقرأ، وإن قرأ فهو لن يفهم، وإن فهم فهو – بكل أسى - لن ينبس بحرف خوفاً مما قد يصيبه من أذى نفسي أو مادي، أقلها التفريق بينه وبين وزوجته في المضاجع.

-2-
من هو أبو محمد؟
بعيداً عن كل ما قيل ويقال عن الولادة الاستثنائية للنبي محمد، وعن كلام وتنبؤات الكهان بشأن النبي القادم، وعن خروج النبي كنسمة هواء عليل من جوف آمنة بنت وهب، فهي كلها إضافات ومبالغات لا رصيد لها من الحقيقة شيء، أصبغها المؤرخون المتأخرون على حياة النبي تعظيماً لشأنه وتهويلاً لأمره. يطرح المؤلف سؤالاً جاداً ربما لم يفكر به أحد من قبل: من هو أبو محمد الحقيقي؟ هل له أخوة أم لا؟ يبدو السؤال استفزازياً لمشاعر المسلمين قاطبة، وقد يبدو غبياً لدرجة أنه لا يستحق المناقشة لأننا كمسلمين نعلم منذ نعومة أظافرنا أن عبد الله هو أبو محمد وأن عبد المطلب هو جده. صاحب الكتاب شاء إلا أن يهدم كل ما ورثه المسلمون وما تم حقن عقولهم بها من مسلمات، وأن يعيد بناء تاريخ محمد من الصفر معتمداً فقط ( وأشدد على كلمة فقط )على ما خطه أصحاب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي.
يورد المؤلف المجهول نقلاً عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي .. .. عن أبى جعفر محمد بن علىّ بن الحسين قالا: " كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله أبى رسول الله صلعم فخطب ؛ عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله ؛ وخطب إليه عبد المطلب في مجلسه ابنته هالة بنت وهيب على نفسه ؛ فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب وتزوج عبد الله في مجلس واحد ؛ فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب ؛ فكان حمزة عم رسول الله صلعم في النسب وأخاه من الرضاعة. لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها".
نستخلص من ذلك – والكلام للمؤلف - أن عبد الله تزوج بآمنة فولدت له محمد، وأن والده عبد المطلب تزوج بهالة فولدت له حمزة، وكلاهما تزوجا في نفس الليلة. بناء على ذلك، يجب أن يكون حمزة ومحمد في عمر واحد، أو أن يكون محمد أكبر من عمه وأخيه من الرضاعة حمزة بقليل لأن عبد الله توفي بعد شهور قليلة من ارتباطه بآمنة. إن ما يثير الحيرة حقاً أن يكون حمزة رغم هذه المعطيات أكبر من أبن أخيه محمد – حسب أفضل التقديرات – بأربعة أعوام!  
أما كيف يكون حمزة أكبر من محمد بأربعة أعوام، فيورد المؤلف الأدلة التالية. جاء في (الإصابة في تمييز الصحابة) لأبن حجر العسقلاني باب حمزة: " ولد حمزة قبل النبي صلعم بسنتين وقيل بأربع". وجاء كذلك في (الطبقات الكبرى) لأبن سعد باب طبقات البدريين من المهاجرين ذكر الطبقة الأولى: " أخبرنا محمد بن عمر .. .. عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة .. .. وقتل يوم أحد وهو ابن تسع وخمسين سنة وكان أسن (اكبر) من رسول الله بأربع سنين قتله وحشي بن حرب وشق بطنه .. ..".
ومما يؤكد وجاهة تساؤل المؤلف أن النبي محمد – حسب أقرب التقديرات – توفي عن عمر يناهز الثالثة والستين، وكانت وفاته في السنة الحادية عشر من الهجرة. أما غزوة أحد التي قتل فيها حمزة بن عبد المطلب فكانت في السنة الثالثة من الهجرة. الفارق ما بين غزوة أحد وموت النبي إذناً ثمانية أعوام، وبطرح الثماني أعوام من عمر النبي البالغ ثلاثة وستين، يكون عمره يوم أحد خمسة وخمسون عاما، أي أصغر من حمزة بأربعة أعوام والبالغ عمره يوم مقتله في أحد تسعة وخمسين عاماً!!!
هل لمحمد أخوة؟
هل فكر أحد بهذا من قبل؟ ما أعرفه أن آمنة لم تنجب سوى محمد، وأنها قضت بعد ولادة النبي بزمن ليس بالطويل دون أن تتزوج بأحد بعد عبد الله بن عبد المطلب. مرة أخرى، يشكك المؤلف في ذلك مستشهداً بجملة من الأدلة الراقدة منذ قرون في بطون كتبنا القديمة. جاء في ( السيرة الحلبية ) للإمام برهان الدين الحلبي باب ذكر حمل أمه صلعم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ما يلي: " كانت أمه صلعم تقول ما رأيت من حمل هو أخف منه ولا أعظم بركة منه. وروى أبن حبان رحمه الله عن حليمة رضي الله تعالى عنها عن آمنة أم النبي صلعم أنها قالت أن لأبني هذا شأنا إني حملت به فلم أجد حملا قط كان أخف عليّ ولا أعظم بركة منه ". وورد أيضاً في ( السيرة النبوية ) لأبن هشام باب ولادة رسول الله صلعم ورضاعته ما يلي: " قال أبن اسحق .. كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله التي أرضعته تحدث .... فلم يبلغ سنتيه (محمد) حتى كان غلاما جعفرا(غليظ) فكلمنا أمه وقلت لها لو تركت بنيّ عندي حتى يغلظ ... فردته معنا (ثم حدث له شق بطنه فأرجعته حليمة إلى أمه) قالت أمه(آمنة) أفتخوفت عليه الشيطان قالت قلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل ... فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف علىّ ولا أيسر منه ...". وورد كذلك في ( الخصائص الكبرى ) للسيوطي الجزء الأول ص 132؛133؛ 134؛ 135 الحديث التالي: " أخرج ابن اسحق وابن راهويه وأبو يعلي والطبراني والبيهقي وأبو نعيم وابن عساكر عن طريق عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حديث حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلعم التي أرضعته قالت: ....نفس الحديث السابق ... قالت حليمة فاحتملناه حتى قدمنا به إلى أمه(آمنة) ...قالت اخشيتما عليه من الشيطان؟ كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وانه لكائن لابني هذا شأن إلا أخبركما خبره؟ قلنا بلى قالت حملت به فما حملت قط أخف منه فأريت في النوم حين حملت به أنه خرج مني نور....".

-3-
يمضي الكتاب كما يتضح من عناوين فصوله إلى زرع غابات من علامات الاستفهام التي لا تشكك فقط في مصادر القرآن، وهوية جبريل وحقيقة الوحي، وانفراط علاقات النبي النسائية المشبوهة فحسب، بل يشكك حتى في نسب نبي الأمة وجذوره الغامضة. حقائق أو قل شكوك صادمة ومزلزلة، وكما قال المؤلف المجهول: " نحن نعلم أهمية هذه النتيجة وخطورتها لكن الباحث عن الحقيقة لا يهتم بهول النتيجة لأن عينيه على الحقيقة ويعرف مسبقا مرارتها ... نعم إنني لا أعتبر ما وصلت إليه حجرا ألقمه أفواه المتغنين بأشرف خلق الله نسبا وجذورا ؛ لكنه باقة ورد وكوب ماء للسالكين في طريق الحقيقة لأونس قليلا من وحشتهم وأطفأ بعضا من ظمأهم فالطريق طويل وشاق وموحش!! " وختاماً، أطرح بدوري هذا التساؤل المرير: ماذا عن أولئك الذين عاشوا وماتوا متمسكين بما جاء به النبي محمد من إسلام؟ هل وجدوا بعد رحيلهم من الدنيا ما وعدهم به النبي محمد حقاً؟ طبعاً، لا أحد يدعي المعرفة فمن يموت لا يرجع كي يخبرنا عما وجد في العالم الآخر. وماذا عن المسلمين الموحدين المعاصرين الذين نذروا حياتهم لخدمة الإسلام ونصرة الله ورسوله بالفكر والمال والنفس فيما لو ثبت بطلان وزيف ما جاء به خاتم النبيين من دين؟ سؤال يستحق التدبر والتأمل والتعقل والتفكر... أليس كذلك؟

اقتباس:أشرف عبد القادر  
ashraf3@wanadoo.fr  
الحوار المتمدن - العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18  


هل تجنيت على الأب بطرس؟!
" قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" (81 الإسراء)
حاول بعض المتأسلمين التونسيين الصائدين في الماء العكر، ممن يهمهم إثبات التهة الكاذبة بتأليف كتاب "المجهول في حياة الرسول" للأستاذ العفيف الأخضر – شفاه الله وعافاه – أن يثيروا الفتنة بيني وبين مواطنيّ الأقباط الذين أكن لهم عميق المحبة وطالما تضامنت مع جميع المحن التي مرت بهم على أيدي العناصر المتأسلمة والمجرمة في الأمن المصري. الزعم بأني عرضت حياة الأب زكريا بطرس للخطر عندما قلت أن مضمون "المجهول في حياة الرسول" يتطابق مع لقاءات في فضائية "الحياة" زعم باطل. لأنني لم أنسب أبداً الكتاب المذكور والكتب الثلاثة الأخرى وأكثر من 14 كتاب أخرى ضد الإسلام موجودة جميعاً على موقع فضائية "الحياة" التي يديرها الأب المذكور، إلى الأب زكريا بطرس، لم أصدر حكماً لأنني لست قاضياً. وجود هذه الكتب على موقع فضائيته وتوريج مضامينها في لقاءاته على فضائية "الحياة" التي يشاهدها الملايين ليس بالضرورة حجة على الأب المذكور. حتى وإن كان هو يتبني بجرأة نادرة مضمون هذه الكتب في لقاءاته المتلفزة ويفتخر بأنه أدخل آلاف المسلمين في المسيحية بفضل لقاءاته التلفزيونية.وهو سيعتبر مثل هذه التهمة وساماً على صدره كمبشر لا يكل ولا يمل بأفكاره معتبراً أن رسالته هي تنصير أكبر عدد ممكن من المسلمين. وقد قال لي صديق قبطي في باريس أن رأس القمص المذكور مطلوب مقابل 25 مليون دولار . فكيف ينسب لي "النهضويون" كيداً وفتنة وكذباً أني أعرض حياة الأب زكريا للخطر لمجرد ملاحظة أن لقاءاته المتلفزة والمنشورة في شرائط فيديو والموجودة على موقع فضائية "الحياة" يتطابق مع مضمون الكتب الأربعة وهي "المجهول في حياة الرسول" و"أخلاق نبي الإسلام" و"أمية محمد" و"محمد تحت المجهر"؟ هل يجهلون أن حياة القس المذكور في خطر منذ عشرين سنة على الأقل؟.
موقع "النهضة" الذي لفق خبر – فتوى نسب كيداً وكذباً "المجهول في حياة الرسول" إلى العفيف الأخضر أخرجه مقالي "هل العفيف الأخضر هو مؤلف المجهول في حياة الرسول"عن طوره. لأن مقالي أثبت بالبراهين القاطعة أن لا علاقة للأخضر بالكتاب الذي حاول موقع "النهضة" إلصاقه به تحريضاً على قتله على فارش مرضه، وهو يعلم تماماً براءة العفيف الأخضر منه كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
كانت بعض الصحف في مصر قد أثارت منذ عدة سنوات ومازالت تثير حتى الآن ضجة كبيرة حول لقاءات الأب زكريا بطرس التي تبثها فضائية "الحياة" وحاولت – كما فعل موقع "النهضة"نسبة كتاب "المجهول في حياة الرسول" للعفيف الأخضر – نسبة الفضائية المذكورة للكنيسة القبطية. وقد ذكر الأستاذ حسنين كروم مراسل جريدة "القدس العربي" من القاهرة أن الكنيسة القبطية نفت تماماً علاقتها بهذه الفضائية وبرائتها مما تبثه عن الإسلام ورسوله. جميع هذه الحقائق لا تنهض دليلاً على أن الأب زكريا بطرس هو مؤلف الكتب الكثيرة جداً التي تهاجم الإسلام ورسوله فهي كتب تتطلب جهود مجموعة كبيرة من المبشرين وإن كان يتبني من دون أي تردد مضمونها ويروج له في فضائيته وشرائطه الفيدو المسجلة بصوته وصورته.
أقدم أمثلة قليلة جداً على شرائط الفيديو التي شاهدتها على موقع "الحياة" بصوت وصورة الأب زكريا بطرس والتي تتطابق مع مضمون "المجهول في حياة الرسول" وكتاب "أخلاق نبي الإسلام" مثلاً شريط فيديو الأب زكريا بطرس "الأحدايث النبوية ورضاعة الكبير" الذي شاهده الملايين وشاهدته قبل يومين بصوت وصورة الأب المذكور يتطابق مع ما جاء في كتاب "المجهول في حياة الرسول" ص 93، وشريط فيديو "صفات ورسالة الرسول الحقيقي : هل تنطبق على محمد؟" وهو تلخيص لما جاء في كتاب "المجهول في حياة الرسول" وكتاب "أخلاق نبي الإسلام" وشريط فيديو للأب زكريا بطرس بعنوان "محمد ذو الخلق العظيم واغتيالات معارضيه" الشريط عرض حرفي لما هو مذكور في الكتابين . ولا سيما كتاب "أخلاق نبي الإسلام" والذي يحمل عنوان فرعي " وإنك لعلى خلق عظيم"، وفي شريط فيديو "زوجات الرسول، وزواجه من عائشة وعمرها ست سنوات وغيرها" موجود أيضاً في "المجهول في حياة الرسول"من ص 41 إلى ص 92، أى حوالي نصف الكتاب المؤلف من 105 صفحة. يقول مثلاً في صفحة 75 تحت عنوان "الطفلة والأرجوحه" :"عن عائشة قالت تزوجني النبي وأنا بنت 6 سنين ..."وشريط فيديو "هل القرآن كلام الله أم وحي من عمر والصحابة والشيطان"، يتطابق مع ما جاء في كتاب "المجهول في حياة الرسول" ابتداء من صفحة 36 حيث يقول الكتاب أن الوحى الذي تلقاه محمد "وحى جاء به الشيطان". ويؤكد أن محمد ليس بنبي بل "كاهن وعراف" لأن مؤلف الكتاب يتعبر أن "النبوة في ذرية اسحاق " ولا يجوز أن تخرج منها إلى ذرية اسماعيل. وبناء على هذه المقدمة الفاسدة استخلص المؤلف نتيجة فاسدة وهي أن أنبياء ذرية اسحاق تلقوا وحيهم من جبريل أما "محمد فهو كان عراف ويتلقى وحيه من الشيطان".
ويقول في صفحة 85 "نبوة محمد كاذبة ونبوة الأنبياء الحقيقيين صادقة" ويقول في صفحة 24 "محمد جزع من الشيطان الذي كان يتارءى له" ويقول في صفحة 38 " لكنها ثقافة الكهانة والعرافة وضرب الودع وخرافات الجن التي كانت تغص بها جزيرة العرب فسيرها محمد وحى يقرأ به المسلمون صباح مساء". وأخيراً يوجه على موقع فضائية "الحياة" شريط فيديو بصوت وصورة الأب زكريا تم طبعاً بثه في سلسلة لقاءات الأب المذكورة على فضائية "الحياة" وشاهده الملايين ومازالوا يشاهدونه على شرائط الفيديو وعنوانه "براهين الوحى: أفخاذ خديجة" وهو عنوان الفصل 34 من كتاب "أخلاق نبي الإسلام" وهو يتطابق أيضاً مع ما هو مكتوب في "المجهول في حياة الرسول" ص 41 :" قم يا ابن العم فاجلس على فخذي الأيسر ..." أرأيتم كيف كان الإختبار الفصل بين النبوة والكهانة ... ما معني أن يكون عنوان شريط فيديو الأب زكريا بطرس الذي أذاعه بنفسه أمام ملايين المشاهدين، متطابقاً حرفياً مع الفصل 34 من كتاب "المجهول في حياة الرسول"؟ معناه الواضح حتى لدى الصبيان أن الأب يتبني بكل شجاعة محتوى الفصل المذكور الوارد في كتاب موقّع بإسم مستعار "الشيخ المقدسي". هذا التطابق بين شرائط الفيديو بصوت وصورة الأب زكريا بطرس التي تسجلها له "سلسلة الإيمان : سلسلة لقاءات الأب زكريا بطرس وناهد محمد ..." أردت إثباته كباحث ولم أقصد منه قط إلزام الأب المذكور ببنوة الكتب المسجلة على موقعه. ويجوز أن يكون الأب قد تبني أفكار هذه الكتب التي يزيد عددها عن 14 كتاب دون أن يكون هو مؤلفها. وكباحث أثبت كذب موقع "النهضة" ورئيسها راشد الغنوشي الذي نسب للعفيف الأخضر كتاب "المجهول في حياة الرسول" المفترى عليه. وأطلب من القراء أن يقارنوا شرائط الفيديو مع هذا الكتاب ليتاكدوا بأنفسهم مما أقول على موقع www.islameyat.com أيها الدنيا اعلمي واسمعي إن حبل الكذب قصير ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
وعلى بريد الشخصي وصلتني رسالتين إلكترونيتين الأولي:
الراسل: وليد مسلم
الموضوع:مركز الدراسات والإبحاث العلمية في العالم العربي
يا استاذ اشرف
مجرد عنوان مقالك يلصق التهمه ويكرسها في شخص الاخضر الذي سيصير احمرا.....بالدم.....ما كان من المفروض ان يكون هذا هو عنوان المقال.....وانت تعرف القارئ العربي...يحب قراءة العناوين فقط...؟؟؟
والعنوان يوحي....بانك تشير الى ان الاخضر هو المؤلف....؟؟؟
كم هو مسكين هذا الاخضر؟
مع فائق تقديري واحترامي....اتمنى ان تطلب من موقع الحوار المتمدن ان يغير عنوان مقالتك بما يوحي بمضمونه فعلا.....وهو الدفاع عن الاخضر؟
كل الود والاحترام
وليد
العراق
ملحوظة التوقيع وليد ، والمرسل "وليد مسلم"، أما "مركز الراسات والأبحاث العلمية في العالم العربي " فلا وجود له إلا في خيال فقيه الإرهاب. والرسالة كما هو واضح فتوى ثانية لرؤية "الأخضر... أحمر بالدم"!!!
أما الرسالة الثانية فهي:
لعنة الله عليك يا قرد  
واللبيب بالإشارة يفهم.  
ملحوظة: هاتفني اليوم د. محمد المستيري رئيس تحرير مجلة "رؤى" وعاتبني عتاب الأصدقاء لأنني كتبت في مقالي "رسالة إلى شباب "النهضة" أن" د. محمد المستيري ضمن حركة "النهضة" وهو ما نفاه جملة وتفصيلاً، بل على العكس فهو ضد "نهضة" الغنوشي وطلب مني إما حذف هذه العبارة من مقالي السابق وإما توضيح موقفه الواضح والصريح من "النهضة" ورئيسها راشد الغنوشي هو على طرفي نقيض من فكر "النهضة " ورئيسها، وأنه وعشرة كتاب أخرين أصدروا مجلة "رؤى" لمعارضة فكر "النهضة". فأعتذر لصديقي د. محمد المستيري عن هذه الهفوة التي صدرت مني ، كما أن اتصاله بي اليوم وتأكيده على أن تياره الفكري ضد فكر "النهضة" وزعيمها قد زاده غلاوة في نظرى. وعلى فكره د. محمد المستيري قال لي إنه لم يعثر على الفتوى التي لفقها راشد الغنوشي و"نهضته" في موقعها. فأخبرته بأن رئيس "النهضة" مدى الحياة أخفاها تماماً من الموقع ومن الأرشيف بعد أن نشر الأستاذ العفيف الأخضر في 13/6/2005 نداءه لمساعدته على مقاضاة "النهضة" ورئيسها أمام القضاء البريطاني. لقد استولى عليه الجبن بعد افتضاح كذبته السوداء. وصدق الإمام الشافعي القائل:
شيئان ما اجتمعا في قلب واحد / أعني بذاك الجبن والإيمان