كتبت بعض السيدات المصريات في بعض مواقع الشبكة العنكبوتية التي تعني بشؤون المرأة منتقدة إحدى البرامج "هالة سرحان" قائلة

\ فاجأت هالة سرحان آلاف الأسر الآمنة داخل منازلها ببرنامج أقل ما يوصف به هو أنه فضيحة. وخصصته عن العادة السرية لدى النساء والرجال!! جلست المذيعة وهي تطلق ضحكاتها النهمة وسط مجموعة من الشباب - فتيانا وفتيات - يتحدثون ببجاحة متناهية عن تجاربهم فى ممارسة العادة السرية!! وزيادة فى التبجح استضافت المذيعة امرأة تزعم انها كاتبة صحفية لتعلن بلا خجل او كسوف انها مارست العادة السرية وانها لا ترى حرجا فى ذلك لأن جسد المرأة ملكها وحدها تتصرف فيه كما تشاء !! ولكي تكتمل الفضيحة..

اذاعت صاحبة البرنامج مكالمات تليفونية من الواضح أنها مرتبة مسبقا احداها لامرأة تعترف بانها تستمتع بممارسة العادة السرية اكثر من استمتاعها بزوجها الذى تزوجته منذ 30 عاما وضيف !! وكل ذلك في حضور شيخ لا حول له ولا قوة كاد يذوب خجلا وهو يستمع لكلمات المذيعة وضيوفها التى تخدش حياء المستمعين!! والغريب والمريب ان صاحبة الفضيحة تعمدت عدم اخراج البرنامج في ثوب تثقيفى علمي محترم بعيد عن الاثارة الجنسية الفجة لكن بدا من البرنامج ان هدفه لم يكن الا كسر حواجز الحياء لدى المشاهدين وتكريس الهجمة الثقافية الاجنبية التي تستهدف تعقيم القيم والاخلاق ونشر الخلاعة والفجور بين الشباب. \

العادة السرية، أولا، هي ممارسة طبيعية لدى البشر والحيوان. هي ممارسة يمارسها الطفل والطفلة، كما يمارسها المراهقون والبالغون على حد السواء. ويقال أن هناك نوعين من الناس:

1. نوع يمارس العادة السرية، و
2. نوع يكذب.

وتمارس كل أنواع القرود ذات الأصبع المقابل (الإبهم) العادة "السرية" بشكل علني. حتى يمكن القول أن كل من زار حديقة حيوان من نوع "السفاري" لا بد وأن يكون قد خبر استمناء القرود، وبالأخص البابون، على سيارته خصوصا إذا كان في السيارة فتيات.

غير أن العادة السريّة، على الرغم من طبيعتها الفطرية، تحيطها أسوار واسوار من المحرمات الإجتماعية المصطنعة التي تعود الى "التابو" أو هالة المحرمات التي تحيط بالممارسات الجنسية بشكل عام. فقيل عنها، في الروايات الفولكلورية أنها تتسبب في ضعف النظر، ولو كان الأمر كذلك لأصاب البشرية العمى. أما في الفكر الديني فقد اصبحت العادة السرية عدوا يجب الإنتصار عليه وآفة يجب علاجها. حتى أصبحت العادة "تسبب إنهاك كامل لقوى الجسم ولا سيما الأجهزة العصبية والعضلية وكذلك مشاكل والآم الظهر والمفاصل والركبتين والرعشة و ضعف البصر".

ولأهمية الموضوع الظاهرة، فقد تحدّثت كل المدارس الفقهية في الإسلام عن العادة السرية، فوضعها بعضهم، كالشافعيين، في مصاف المحرمات لأنها "نكاح غير مشروع لليد". بينما اعتبرها البعض الآخر، كالمالكيين، في حيز السوائل أو القاذورات التي يفرزها الجنس كالبول والغائط.

غير أن البعد الأكثر أهمية لممارسة العادة السرية هي "الإنحطاط الأخلاقي وزوال الحياء والعفة الناتج عنها"

إذا فإن العادة السرية هل ليست فقط فضيحة أخلاقية بحدّ ذاتها، بل هي جزء لا يتجزّا من المنظومة الأخلاقية السائدة، وقلعة من قلاع نظام "الإبتعاد عن الشبهات" الهادف أولا وآخرا الى صيانة الأركان الدينية والأخلاقية.

والحقيقة أنه بالرغم من وجود بعض المضار الصحية والنفسية سببها الإفراط من ممارسة العادة كما هو حال الإفراط في اي شيء حتى الطعام والشراب، غير أن المضار الصحية والنفسية التي يسببها "التابو الجنسي" يزيد بكثير عن مضار الإفراط ومخاطره. وأهمّ هذه المضار هي عقدة الإحساس بالذنب، وتكريس النظرة الغير صحية للمارسات ذات الطابع الجنسي.