أخي خالد
يبدو أنك ترجمت "الحركة" إلى قيام وقعود، وترجمت "واعية" إلى فهم عقلي. ولا ألومك لأنه يبدو أنني أنا السبب إذ لم أبين مقصدي واعتقدت أنه واضح.

الحركة لا تتوقف في الكائن الحي، وقولك أن الإنسان ينام فهذا لا يعني أن حركته توقفت تماماً. فقلبه ينبض وهذه حركة، ودماؤه تجري، وسيالاته العصبية لم تتوقف، ورموش عينيه ليست ثابتة، وصدره يعلو ويهبط ورئتاه تتحركان ... الخ.

أما عن كلمة "واعية" فهو لتمييز حركة الكائن الحي عن حركة ذرات المادة الجامدة مثلاً. "واعية" أي موجهة بوعي، فحركة القلب مثلاً تابعة لعصب لا إرادي والذي هو تابع بدوره للدماغ الذي يوجهه وهكذا دواليك.

وهذا ينطبق على الأطفال والمجانين الذين بالرغم من ضعف محاكمتهم العقلية إلا أن أدمغتهم تعي واجباتها بتوجيه الأعضاء التابعة لها. أليس كذلك؟

هذا ما قصدته بقولي: الحياة حركة واعية.

أخونا الصفي اعتبر أن مادة البروتوبلازما هي سر الحياة. وأقول: قد تكون وقد لا تكون. لا نريد التفتيش عن سر الحياة يا صديقي بقدر ما نريد فهم ماهيتها، لذلك قلت لكم أنني أحاول الابتعاد عن العلم في هكذا بحث لأن العلم غالباً ما يبحث عن الأسباب ونحن لا نريد الأسباب. إنما أوافق وبشدة على إضافته [ القدرة على النمو والتكاثر ] كمظهر من مظاهر الحياة يضاف إلى المظهر الآخر الذي هو الحركة الواعية. وأقول مظاهر لأن ماسبق ليس هو الحياة تماماً، فحياة العاقر ليست معدومة بل هو حي بالرغم من انعدام قدرته على التكاثر، يضاف لذلك وجود بشر أحياء مع انعدام القدرة على النمو كلياً أو جزئياً وهذا لم ينف عنهم الحياة.

الحركة الواعية مظهر من مظاهر الحياة.
والنمو والتكاثر هما أيضاً من مظاهرها.
ولي أن أقبل مفهوم الحياة كمرادف لما تبديه من مظاهر، فهل توافقون؟

أما الموت فهو، وبكل بساطة، عكس ما سبق.

وقبل أن نصل لبحث تساؤلك عزيزي خالد: [ ما دور الروح وعلاقتها بالحياة؟ ]. أقول أنه لا يمكنني معرفة دور الأشكلوزات :saint:. عليّ أن أعرف ماهية الروح قبل أن أعرف دورها.

صديقي خالد
بعد ما قلت أنت أن الحياة هي القدرة على النمو والتكاثر موافقاً الأخ الصفي، أسألك: هل لديك تصوراً لمفهوم الروح؟

(f)