الزميلة ربما الدنيا ليست هى نهاية المطالف وليست هى جنة المأوى بل هى دار الابتلاء والاختبار ، والله تعالى لا يظلم أحدا فمن ابتلى بشىء فى هذه الدنيا عوضه الله تعالى خيرا منه بملايين بلا بمليارات بل بما لا يحصى من المرات فى الآخرة ولو فرض مثلا أن ملكا أخذ منك دينارا واراد أن يختبر ولائك وصبرك وأعطاك غدا بدلا منه مليار دينار بل كل كنوز الأرض ورفعك إلى أرفع درجة ألم يكن بذلك قد رحمك وأنصفك غاية الإنصاف .
غير أن الدنيا لا تساوى دينارا ولا حتى جناح بعوضة وإن رآها الملحد ومن لا خلاق له كل شىء فمن سلبت منه فكأنه لم يسلب شيئا ومن لم يمت بالزلزال مات بغيرة ومن لم يمت اليوم مات غدا أو بعد غد فكيف نجعلها مقياسا ؟!
الاخت الفاضلة إنها مغالطة إلحادية تقوم على افتراض أن الدنيا هى كل شىء ويطالبون المؤمن بأن يسلم لهم بتلك المقدمة !! وبما أنها كل شىء فيجب أن يظهر فيها كل ما يتعلق بصفات الرحمة والعدل !! منتهى الاستخفاف بالعقول والجهل بأبسط مبادئ التفكير الصحيح .
لكن ما الذى يدفع بعض الناس لتكرار ذلك السؤال وأحيانا السخط على قضاء الله تعالى ؟
إنه الجزع يا عزيزتى الجزع وقلة الصبر حين يتعرض أحدنا لمصيبة وابتلاء ذلك المرض المعضل الذى لا يقل إعضالا عن الجهل وأمراض العقل والذى يستغله الملاحدة الحاقدين وشياطين الإنس والجن أعداء الله تعالى ويعتبرونه فرصتهم التى لا تعوض للنفوذ إلى ذلك القلب الضعيف المتهالك والقضاء عليه ليكونوا سواء .
:97: