مسالة تصدير الازمات والقاء اللوم علىالاخر في الاوقات العصيبة من طبيعة البشر وهناك حكمة ايرانية قديمة تقول:اذا كانت الحمير تصعد الجبل محملة بالاثقال فانها بعد مدة نتيجة الاجهاد ستبدا بعض بعضها البعض.

هل ايران هي المشكلة بالنسبة للعرب ام العرب مشكلة بالنسبة لايران ؟

ساورد امثلة سياسية اظنها هامة.

اولا: الثورة:

ايران في بواكير الثورة الاسلامية اعلنت منهج تصدير الثورة وفي نظري ان الحكومات العربية وخاصة الخليجية احست ان عروشها ستتزلزل لو ارادت الشعوب العربية المغلوب على امرها ان تثور كالشعب الايراني وتطالب بحقوقها وحريتها بالتالي حاربتها عن طريق صدام حسين حربا لا هوادة فيه والكل يعلم ان الخميني بمجرد نجاح ثورته الغى صفقات بمليارات الدولارات للاسلحة كان الشاه قد تعاقد عليها مع اميركا وبريطانيا (بالتالي فالرجل لم يكن يستعد للحرب او يخطط لها).

نفس الامر تطالب به اميركا والغرب الدول العربية والخليجية اليوم باسم الديمقراطية وتصديرها للعرب لاحظ ايران كانت ثورية ونادت بتصدير الثورة للشعوب الاخرى والغرب ديمقراطي وينادي بتصدير الديمقراطية بالمحصلة انظمة الحكم العائلية والدكتاتورية و العسكرية عفا عليها الزمن وكانت ايران ستكون نبراسا للثورة في الشرق الاوسط كما كانت فرنسا لاوروبا لولا اميركا وصدام والدعم الحكومي العربي للحرب وتدمير ايران.
وبالتالي اجهاض او تاخير حرية الشعوب العربية التي ستاتي يوما ما رغم انف الحكومات.

ما افهمه واتقبله رفض الحكومات العربية وعداءها لمبدا تصدير الثورة التي نادت بها ايران ولكن ما لا افهمه هو عداء بعض المثقفين العرب لهذا المبدا.
انا لا ادعي هنا ان الثورة الايرانية ايجابية في كل نواحيها بل في نواحي كثيرة سلبياتها اكثر خاصة مبدا ولاية الفقيه ولكن لا يختلف معي اثنان ان الشعب الايراني اصبحت له كلمة ومشاركة في الحياة السياسية اكثر بكثير من زمن الشاه.

واخيرا فهذا المبدا وؤد في مهده وما عادت ايران تتكلم عنه اطلاقا.

ثانيا:القضية الفلسطينية و اللبنانية والسورية.

ايران مبداها ثابت ومعلن في دعم حقوق الشعب الفلسطيني سواء بفتح سفارة لفلسطين او بالسماح للفصائل الفلسطينية بفتح مكاتب تمثلهم في ايران او التصويت لصالح القرارات الداعمة للحقوق الفلسطينية في الامم المتحدة او الدعم المادي غير المعلن وحتى محاولة ارسال اسلحة للفلسطينيين مباشرة عن طريق البحر او عن طريق حزب الله (مع الاسف احبطت اغلبها عن طريق دول الطوق).
واما لبنان فموقف ايران معروف ولا يحتاج للاطالة وان كان البعض يضع الدعم الايراني في خانة الطائفية ولكن فلسطين وسوريا ليستا شيعة (اثنا عشرية).
واما سوريا العضو في جامعة الدول العربية فلم يتعهد العرب بالدفاع عنها في حال تعرضت لهجوم اسرائيلي في ازمة اسرائيل مع حزب الله ولكن ايران اعلنت انها ستدخل الحرب دفاعا عن سوريا ان اعتدت عليها اسرائل.

فهل ايران اكثر عروبة من بعض العرب؟

الله اعلم




والقائمة طويلة فلنتركها للمستقبل.

نحياتي للجميع.