اقتباس:وما داموا يقبلون بقواعد اللعبة الديمقراطية فالمفروض ان يرحب بهم ضمنها..
على كل حال..
بعيدا عن التغني بامجاد الماضي فما ذكرته تلك الفتاة عن موقف الغرب منا كعرب امر سليم..
اما حكاية اننا السبب الوحيد وان الغرب يتمنى لنا الخير فهذه اظنها نكتة..
1) من قال لك بأنهم يقبلون بقواعد اللعبة؟
قواعد اللعبة الديمقراطية تقتضي حياد "الدولة الديني" وإلا فإن "الديمقراطية" تصبح "ثيوقراطية".
ما هو موجود في "فلسطين" اليوم، وما كان مقترحاً أمس في الجزائر" مع "جبهة الانقاذ وحماس" هو تحويل وتحوير "للديمقراطية" إلى "ثيوقراطية". وهذه الأخيرة لها الكثير من "مقومات الديمقراطية" ولكنها ليست "ديمقراطية" بل هي "حكم رجال الدين" و"مفوضي السماء" و"عابدي الملائكة ونابذي الشياطين". إنها عودة "خبيثة" نحو "العصور الوسطى" ومفاهيمها القائمة على الطائفية والانتساب للأنبياء والرسل والملائكة.
جوهر "الديمقراطية" في ظل وجود "دين للدولة"هو جوهر مهزوز مختل. "فدين الدولة" يحطم الأسس الأولى للديمقراطية؛ أعني بها "حكم الشعب" كمرجع أعلى و"المساواة في القانون وأمام القانون" كقاعدة عامة للحكم.
2) من الذي تحدث عن أننا "السبب الوحيد" في تخلفنا؟
لسناً السبب الوحيد حتماً، ولكننا السبب الأكبر والأعظم والأشد تأثيراً، ولو عدنا للتاريخ فإننا سوف نرى بأننا بعد طرد الصليبيين في القرن الثاني عشر "نمنا على ودانا" (كما يقول المصريون) ستة قرون كاملة لم نتقدم فيها "بوصة" واحدة مع انعدام "التأثير الغربي" علينا في هذه الفترة.
كنا في القرن الثاني عشر أسياد الحضارة وكان الغرب متخلفاً، وعندما طرقت جيوش نابليون أبواب القاهرة (1799م) استفقنا فجأة من حلم "خير أمة أخرجت للناس" كي نرى بأن "أوباش الغرب" قد حققوا ثورات اجتماعية وثقافية وإنسانية وفلسفية وتقنية وها هم يأتون إلى بلادنا كي يستعمروها.
ستة قرون مضت منذ طرد الصليبيين ولم يكن للغرب علينا أي تأثير يذكر، ومع هذا فلم يجد شيوخ "دار الإسلام" إلا الصلوات والأدعية كي يجابهوا بها جيوش "بونابرت"، فكيف حدث هذا؟ ولماذا؟
كيف لم يستطع العالم العربي أن ينجب عالماً واحداً أو فيلسوفاً أو حتى شاعراً فذاً بين "سقوط بغداد"(1258م) والحملة الفرنسية على مصر (1799 - 1801م)؟
في هذه القرون الستة التي دخلنا خلالها في "غيبوبة حضارية" تكمن "بذور التخلف وعوامله". هذه "العوامل والعناصر" التي ما زالت تعرك مجتمعاتنا حتى اليوم، أما "العوامل الخارجية" من أطماع ومصالح غربية في بلادنا فهي عندي بالمقام الثاني بل والهامشي بالنسبة لمسيرة "تخلفنا".. فتخلقنا هو الذي جعل للدول الغربية دوراً وأطماعاً "طبيعية" في بلادنا؛ فالقوي يوسع نفوذه على حساب الضعيف. ولسنا وحدنا من عانى من نفوذ "بريطانيا وفرنسا"، فجميع دول العالم، بما فيها الدول الغربية نفسها، قد عانت من هذا النفوذ، فلماذا بقينا نحن متخلفين وتقدم الآخرون؟
واسلم لي
العلماني