أنا أصنفك بالفعل كزحفطون، ولكن الزحفطون في نظري ليس مخابرات بالضرورة، ولا قرداحي ولا بعثي ولا نصيري ولا عميل ولا....من هذه القائمة التي افترضت أنني أصنفك في سياقها!!

زحفطون وبس! :lol:


لماذا زحفطون؟

لأنك تتلهى عن أزمة وطنك الحقيقية في فساد سلطته، ويتلهى بك فرعونه ويستخف بأمثالك حتى تتحركون بلا شعور من خلال أجندته وبرمجته المسبقة وتقويمه!

{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }الزخرف54

تحدثني عن معارضتك للنظام من الداخل! فهل تعلم بأن يحيى العريضي ورياض نعسان آغا وأيمن عبد النور وأحمد الحاج علي يقولون مثل ما تقول! فهل نسمي هؤلاء بالمعارضين؟!

حين أراك تتحرك من خلال أجندة النظام، فهذا لا يعني بالضرورة أنك عميل ومخابرات ووو، ولكنه يعني فقط أنك شربت مقلب النظام واستخف بك وبأمثالك!!

أما حيثيات هذا الاستخفاف فهي ما يلي:

1- تقسيمك للمعارضة الوطنية إلى داخل وخارج (وعلى فكرة فليس نظام بشار فقط من يتكلم بهذه الطريقة، شارون وأولمرت أيضا يتكلمون عن فتح الداخل وفتح الخارج، وحماس الداخل وحماس الخارج!!) والحقيقة أن التقسيم المقبول هو وطني وعميل، مصلح ومفسد، عادل ومستبد، صادق ومتاجر.....

وكم من شخص لم تسمح له ظروفه بالهجرة لسبب أو آخر، فمارس عمالته وارتباطاته المشبوهة وهو في الداخل، وكم من مهاجر أخرج من داره بغير حق، لا يزال الوطن مزروعا في سويداء قلبه لا يفارقه.... وقد قلت لك سابقا، الوطن نعمة قد يذهل عنها بعض من لم يحرمها، فالقرب حجاب كما تعلم، لكنه هيهات هيهات أن يذهل عنه من أخرج وتشرد من أجل أن يعيد للوطن عزته وكرامته...

2- محاولتك الدائبة لخلط الأوراق، فدائما تكرر في حق المعارضة والسلطة مثال شهاب الدين وأخيه!!

3- مطالبة المعارضة بما تطالب به النظام في ما تستطيع ممارسته كمعارضة، وما لا تستطيع فعله حتى تتبوأ السلطة! ولو أنك كلفت نفسك بمتابعة موضوعاتك فستجد أنك تكلمت عن أخطاء النظام التي تطال كل فرد في سورية، بمقال أو اثنتين، وبنقد ناعم يتفوق عليه نقد أزلام النظام في بعض المناسبات التي تقتضي إبراز وجه آخر! بينما تجد عشرات المشاركات وهي تقدح في المعارضة بكل سكنة وهمسة!
خذ مثلا هذا الموضوع...
أنت لم تتحمل من جماعة معارضة ظروفها الأمنية غير مستقرة من أن تجدد لمراقبها بآليات انتخابية للمرة الثالثة، بينما لم تكلف نفسك بالتعقيب بكلمة على مؤتمر العار القطري العاشر الذي كرس الديكتاتورية والاستبداد، بل وكنت تتصدى مرارا لكل من يتناول النظام بنقد بطريقة الخلط غير الساذجة والتي تذكر بشهاب الدين وأخيه!!! فهل سيقنعني بعد هذا حديثك عن معارضة وأشباه ذلك!!

لقد رأيتك تقتحم موضوعات زحفطونية لاتخصك، فقط لتدافع عن أشخاص لم يعرف عنهم في النادي غير الدفاع المطلق عن النظام، فهل يقبل هذا ممن يزعم أنه معارض داخلي، إلا أن تكون معارضا للمعارضة لا للسلطة، للمواطن المقموع لا للطاغية المستبد!!

4- تبسيط أزمة المواطن مع السلطة، فحديثك الذي تسميه معارضة (ومع أنه حديث استثنائي بالنظر لمجمل مشاركاتك) غير أنه يتسم بسمة خطيرة معارضة الداخل والخارج ترفضها!

إنك تتكلم باستمرار عن إصلاحات مطلوبة من النظام، في حين أن إعلان دمشق وسائر أطياف المعارضة الأخرى تتكلم عن تغيير جذري...

بشار طبعا سيرحب بمن يحدثه عن أخطاء هنا وهناك، وسينظر قبل غيره بأن مسيرته لا تخلو من أخطاء، قال هذا عن وضع مخابراته وجيشه في لبنان، ولا أعتقد أنه يؤذيه قول ذلك عنهم في سورية، لكن الذي يخرج عن أجندته الأمنية والإعلامية هو ما استقر في وجداننا جميعا من أن إصلاح وضع نظام فاسد مستبد كنظامه ميؤوس منه...

ربنا قال في كتابه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ }يونس81

الفاسد لا يُصلِح، والمستبد لا يعدل، وذيل الكلب لا يعتدل!

5- أحزاب (الجبهة الوطنية التقدمية) التسعة في عداد تفسيرك لمعارضة الداخل، يلزم أن تكون أحزاب معارضة!:lol: وأرى أنك غير مخطئ حين فكرت يوما بالانضواء في أحدها، وقد سمعت من صوان والمسلط وعثمان عبد العزيز وآخرين ما يشي بأنكم تقتبسون من مشكاة واحدة هي مشكاة الزحفطة، ولكنها ليست بالضرورة مشكاة النفاق ولا العمالة ولا القردحة التي تنسبها لاتهاماتي، مع أنني ما أذكر بأنني اتهمت بها شخصا!!



باختصار:

لست مهتما لتصنيفك كمخابرات، ولا كعميل، ولا أرى أن مقتضى كلامك يضعك في هذا القالب بالضرورة، أما الزحفطة، فأنت أحدهم مع احترامي لشخصك الكريم

الزحفطة هي الزحف على البطون

هي أن نعمل بأجندة المستبد، حتى ولو زعمنا أننا نعارضه!

أن نصفق عند الزمر والطبل، ونجري عند العصا، ثم نخرج من بعد هذا بادعاء عريض مفاده أننا معارضون من الداخل!!

{لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }آل عمران188


بين يديك يا معارض الداخل أن تحدثني عن معاناة معارضة الداخل اليسارية أو الليبرالية أو الحقوقية!

حين أراك تشتم هيثم المالح بكلمة

وتنال من رياض سيف بأخرى

وهيثم حقي ومأمون الحمصي ومحمد العبدالله

وتسفه هذا وذاك

ولا تحفل لسجن هذا واعتصام ذاك

ثم تأتيني لتتاجر بمعارضة الداخل، فاسمح لي!!

فالمعارضة ليست دعوى

المعارض الوطني لا يقبل أن يجعل أمنه في وطنه مبررا لشن حملة قبيحة على من في الخارج، فيطعن في سعيد حوى في قبره لمجرد الغل

ويطعن في خدام بينما يخرس لسانه عن طلاس والشهابي وكل من لم يعمل بطريقة خدام حين خرج عن النظام!!


أعطني لتخرسني مقالا واحدا لك طعنت فيه بخدام قبل أن يخرج من السلطة حتى تثبت لي حقيقة معارضتك وأنك لا تعمل بأجندة النظام في هذه القضية!

وأكرر بأن عملك بأجندته ليس بالضرورة عمالة، فكم من ساذج يستخف به النظام عبر ماكينته الإعلامية فيتلهى بما يسميه معارضة، والنظام يملي له ويقول: بمثل هؤلاء الشرفاء وخطابهم نريد للمعارضة أن تستمر!:P

نعم أنا إخواني لي برنامجي الحزبي الذي أحترمه، وهو على كل حال يضبطني من هذه النطوطة التي تسميها استقلال!!

ماذا تستطيع أن تفعل أنت من الداخل:

لا أحد يطالبك بأن تخرج من الوطن ما دام خروجك ليس اضطراريا، بل بقاؤك على أرضه يسد ثغرة لا يمكن أن يسدها غيرك...

كن درعا حصينة لمن أخرجوا من ديارهم بغير حث، احمل قضايا المواطنين المفقودين والمنفيين والمسجونين واطرحا بما استطعت من محافل...

لا تستطيع أن تقول كلمة الحق فلا تقولن على الأقل كلمة الباطل...

وأن تكف أذاك عن الناس صدقة!

أما أن تطعن مواطنيك بخاصرتهم، وتشرخ صفوفهم بتقسيمهم لداخل وخارج، وأنيكون غلك على سعيد حوى مثلا أكثر من غلك على حافظ ورفعت رغم كل الذي فعلوه من مجازر، فهذا لا يمكن أن يصنف كسلوك معارض، ولا أن يقوم كعمل وطني شريف!

ماذا نستطيع أن نفعل نحن؟

نحارب أجندة النظام، وقد نجحنا حتى الساعة بكسر رهاب النظام من تعاون المعارضة معنا، وأسهمنا في توحيد المعارضة من خلال (إعلان دمشق) الذي شاركنا فيه مشاركة فعالة...
ونجحنا في تجميع طاقات أخرى ندخرها كطاقة كامنة إلى ساعة العصيان المدني والتغيير المنشود...

ونجحنا في اختراق الساحة الداخلية بأكثر من طريقة ليس من الحكمة الإفصاح عنها، ولكننا حتما موجودن في الداخل الآن، مع أننا لم نكن نتنتع بأي وجود داخلي قبل سنوات...

ورويدا رويدا، وجنبا إلى جنب مع كل الشرفاء والوطنيين، نحن نقتلع ثقافة الرعب من نفوس المواطنين، ونلاحق النظام عالميا حتى نرفع عنه الغطاء الدولي الذي كان يواري فساده واستبداده...

طبعا النظام يستشعر الخطر، ولكن أبواقه كأبواق صدام ستبقى تكابر حتى لحظة السقوط!!

لشخصك الكريم (لا لطرحك السياسي الزحفطوني) وافر التقدير والاحترام


واسلموا لود وإكرام(f)