في الحقيقة إن الموضوع في بعض جوانبه ينال درجة امتياز، مع تحفظي على بعض ما فيه من نقاط، وأرى أفكارا طُرحت لا بأس بها بل هي متميزة، ومن ذلك أن الكبت العاطفي أو الجنسي يؤثر في إنتاج المرء وإبداعه لا سيما في الرجال، ولنلقي بعوارض الخجل جانبا ونتقدم خطوة للأمام في جانب لا مجال للحياء فيه ولا للاستحياء، فكم من رجل متدين صار إلى الزنا وكم من امرأة عدت في الصالحين في وقت من الأوقات وقعت في هذه الجريمة النكراء، وكم من رجل في أوج الشباب يعيش في فراغ من غير ما إبداع أو نتاج، وكم وكم من مصائب وطوام وقعت من وراء الخجل في هذا الجانب والاستحياء، لا سيما وأن الرغبات الجنسية تتفاوت من شخص لآخر تفاوتا كبيرا، فقد يقوى البعض على ضبط أنفسهم وقد يتلوى آخرون من ألم الكبت والحرمان حتى لترى البعض لا يكاد يقوى على النوم أو الرقاد، وقد يرى الواحد منا في هذه المجتمعات الباليات ما يقصم ظهره ويجعله كالثور الهائج لا يجد مكانا يفرغ فيه ما شُحن فيه من بلاء، وهنا يقف أمام أحد طريقين إما ما يُسمى بالعادة السرية التي لا تقضي شهوته بتمامها في حال من الأحوال وإن ادعى هذا وذاك، وإما أن يصير إلى الزنا والعياذ بالله، مع امرأة لا حب يناله منها ولا احترام، ولا تبذل له شرفها وعفتها إلا لأجل المال، وهذا يُشعر الرجل فيما أظن بنقص في العاطفة والحنان الصادق من تلك المرأة ومنه إليها في ذات الوقت والآن.

لكن المرء يقف حائرا هنا يبحث عن الحل، أيظل كابتا في نفسه أم يذهب لإفراغ ما فيه مما لو تركه لصار إلى الأمراض النفسية قبل الجسدية وأضاع نفسه وإبداعه وما وجد إلى الحياة السعيدة من طريق، وهل يا ترى لو أفرغ في الطريقين السابقين يجد السعادة التامة والهناء، أم يظل شاعرا بنقص ما؟

لا شك عندي بأنه سيظل محتاجا إلى جو الأسرة وحنو الزوجة بلا شك ولا ريب، وسيبقى محتاجا إلى طلة الزوجة الباذلة لعمرها لإرضاء زوجها وعيالها، المضحية والمضحى لأجلها.

ولا أجد هنا برأيي المتواضع حلا مثاليا لإشباع هذه الرغبات إلا بالزواج في ظل الأسرة المتكاملة القائمة على الحب والمحبة والود والاحترام، لكن المشكلة في رأيي المتواضع كذلك لا تُحل بزوجة واحدة، فالزوجة تتعرض للحيض والنفاس وأواخر أيام الولادة، بل لعل بعض النساء حتى في أوائل أيام الحمل لا يحبذن هذه الأنواع من الاتصال، لا سيما من اشتد عندهن ما يُسمى بالوحام، وتجد الرجل في هذه الأيام يعاني الأمرين مرض زوجته وألمها وتغير طبعها والكبت الذي يزداد يوما إثر آخر حتى ليكاد أحدنا ينفجر انفجارا.

لكن هل تقبل النساء المسلمات مبدأ التعدد؟ وهل في مجتمعنا من يجرؤ ويتجرأ على الزواج بأخرى أو حتى ذكر التعدد أمام أم ولده وعياله؟

الغرب قد حل هذه المشكلة بطريقته الخاصة التي لا أراها تؤدي المطلوب أو تحقق المقصود.. قد تشبع الغريزة لكنها لا تُرضي المرء حق الرضا ولا توصله للمبتغى.

وتبقى وجهة نظر