{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحالمون ...
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #2
الحالمون ...
(1)

وتغيرنا ...

كنت أنتظر قابعاً أمام عتبة بيتها، مطرقاً حيناً، وحيناً أنظر للوحات الدعاية في عروض على حيطان شارعها الشعبي، هنا فيلم وهناك فتاة جميلة مغرية تبث ابتسامة بيضاء ناصعة ليس لمعجون أسنان بالتأكيد بل لضمان اجتماعي. ثم عادت لبالي صورتها حين التقيت بها بالصدفة في المترو منذ أيام، كنت أنظر لساقيها الجميلتين، ثم ارتفع نظري لوجهها، لم أعرفها في البداية، قلت لنفسي أين رأيتها قبلا!
لحسن الحظ فلقد عرفتني مباشرة وصاحت: أنتَ! تذكرتها من نبرة صوتها، وحركاتها العفوية، ابتسمت ابتسامة عريضة متفاجئة صارخاً: أهذا أنتِ؟!
لقد أصبحت امرأة، تغيرت طريقة لبسها وكلامها وتسريحة شعرها، لم أقدر على تذكر اللحظات الحميمية بيننا، فلقد فات زمن طويل طويل، وأنا أحياناً أنسى ما أكلته البارحة. أذكر فقط أننا كنا على انسجام ممتاز في فترةٍ ما، وكيف كانت تقول لي: أنت رجلٌ غامض لن أفهمك يوماً، لا أعرف ما تريده. لا أعتقد بأني تغيرت قط!
عدت لنفسي وحاضري، أنظر لساعتي وعقاربها التي تمر ببطء شديد، أخيراً شيء لم يتغير بها، فلقد أخبرتني بأنها ستغير ملابسها بسرعة؛ "انتظر خمس دقائق" (هكذا قالت!)، وها أنا أنتظر منذ نصف ساعة، كنت سأرن على "موبايلها"، ولكني تذكرت بأني لست مستعجلاً. ستعطيني هذه الدقائق الإضافية الفرصة لأتذكرها جيداً.
قلت لنفسي، يبدو أنها تغيرت كثيراً، بينما لم أتغير قيد أنملة!

في المطعم كان المشهد مختلفاً، فلقد استعدنا بسرعة تناغمنا القديم دون الكثير من الحب أو الشغف، كان يمكن أن نكون صديقين مثاليين فعلاً، ربما ما كان علينا أن "نخرج" سوياً يوماً.
بالنهاية فإنها لم تتغير كثيراً، فبعد أن تعودت على مظهرها الجديد، ما عاد ما يفرقها لدي عن صورتها القديمة، عقليتها وأفكارها هي ذاتها، اهتماماتها وأحلامها "هي هي".
وبينما نحن ندخن السيجارة العاشرة سوياً بتفاهم قل نظيره، نظرت إلي ببعض الحنان والحنين لشيء ما لم أفهمه جيداً، نظرة شتوية مفاجئة، أودعتنا لصمت مطبق ثقيل لثوانٍ بلا نهاية. أحسست بشيء من الانقباض والقلق، قالت لي:
أتعرف؟ أصبحت منفتحاً جداً، لم تكن كذلك، ولكن فيك شيء عميق أهم تغير! ولكني لست قادرة على إدارك "ما هو"!
تأملت بها بإصرار ملح لأكتشف ما تعنيه، دون جدوى. أبعدت من ناحيتها نظراتها عني مرتعفة بداخلها، أشاحت بنظرها بكثير من المرونة، أخذت نفساً عميقاً من سيجارتها ونفخته بجهة معاكسة لي كمن لا يريد أن يزعج غيره بمدى تأوهاته الداخلية، ثم قالت دون أن تنظر إلي:
لقد تغيرت كثيراً أنتَ. كثيراً، هناك شيء ما عميق متغير بك.
قلت لها: لا بد أنك تهذرين، كلنا يتغير، لا شيء يبقى على حاله، بعمقي كما بسطحي فإني تغيرت، مثلك صرت أعمل وأذهب لمطاعم لم نكن نعرفها من قبل. لم يعد لدينا وقت كما ذي قبل لكتابة الأشعار.
نظرت لي بعينها بسرعة، ثم أعادت التحديق برسمة على الحائط لفتاة تبكي أمام قهوتها على طاولة لوحدها، وبدون أن تنظر إلي قالت بهدوء خريفي:
عرفت الآن ما الذي تغير بك، أنت لم تعد حالماً يا عزيزي!


الأغنية المرافقة:

من أول لمســـة



عاشق .. اعشقني
كاره .. اكرهني
لكن .. اسمعني
حاول .. تتغيَّر
غيَّر .. غيَّرني
من أول لمسه


من أول لمسه
غيَّر لي سنيني
نسِّيني
رسِّيني
على أول مرسى


صابر .. صبَّرني
إوعى .. تحيَّرني
شارد .. صحِّيني
نسِّيني شرودي
تسبقني وعودي
من أول لمسه


تايه .. قرَّبني
حلوك .. فرَّحني
ما انت بتعرفني
لما بتجرحني
كئن بتدبحني
من أول لمسه


09-15-2006, 11:33 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-15-2006, 10:56 PM,
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-15-2006, 11:33 PM
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-15-2006, 11:43 PM,
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-16-2006, 05:46 PM,
الحالمون ... - بواسطة Shereen - 09-16-2006, 06:36 PM,
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-16-2006, 07:00 PM,
الحالمون ... - بواسطة Shereen - 09-16-2006, 07:28 PM,
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-17-2006, 06:03 PM,
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-17-2006, 06:42 PM,
الحالمون ... - بواسطة روزا لوكسمبرج - 09-17-2006, 06:51 PM,
الحالمون ... - بواسطة ابن سوريا - 09-17-2006, 08:20 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS