مقال غث يعج بالجمل المكرورة و التي فقدت كل نكهة .فيه تلاعب بالمفاهيم و المصطلحات و قفز فوق الحقائق عبر التمويه و التسطيح و الجعجعة غير المجدية . و لنرى كيف يكون الرد على بعض تفاهات بالع الدولارات هذا ، لان بقية ما يطرح لا يستاهل ردا :

1. " مذ بدأ بوش حملته على الارهاب ، حيث قام بانجازات هامة جدا في مجال تجفيف منابعه و مصادره ، لم يتوقف امثال عبد البالع دولارا عن وصفه بالرجل الغبي ( مظهره يدل عليه كما كانوا يدعون يومها ) و الرجل الذي لا يفقه في السياسة شيئا ( مجرد كاوبوي ، كما كانوا يصفونه نقلا عن منتقديه الاوروبيين ) . و الآن صاحبنا يصفه بالمتميز بعناده ( طبعا لانه لم يتوقف عن ملاحقة الارهابليين حتى هذه اللحظة ! )

----اما لماذا " يؤيد بوش اجراء الانتخابات العراقية في موعدها، ويعتبرها لحظة تاريخية ." فتلك مسألة لا تفوت عبد البالع د
ولار و امثاله ممن يتجاهلون الحقائق و يحاولون التمويه عما يشغل بالهم بابوالهم .

يعرف بوش بانه اذا تخلى عن الموعد الذي تم تحديده للانتخابات فان ذلك يعتبر نصرا للقوى الارهابية في العراق ، و هذا يعطيها شعورا بالنصر و يمدها بزخم التفوق على امريكا في العراق و بتصعيد مواقفها ( القوى الارهابية ) والامعان في جر البلاد الى الهاوية . و لهذا فقد قرر و بكل صلابة الا يقدم أي تنازل لتلك القوى و من يعمل من خلفها . و هو بذلك ، من وجهة نظر سياسية ، على حق تماما . لكن شلل التمويه و الكذب تضلل الرأي العام بالقول بان عناد بوش هو السبب . لكن تكمل القافلة شسيرها مهما نبحت قوى الارهاب !

--- "ولكن ما نعرفه ان جميع قرارات الرئيس بوش بشأن العراق والشرق الاوسط كانت كارثية علي المنطقة والولايات المتحدة نفسها"

هنا أيضا ، اما ان بالع الدولارات يتجاهل عن قصد و تصميم ام انه اغبى من ان يدرك الحقائق التالية :
ان الهيمنة الامريكية على العالمة و من ضمنه الشرق الاوسط بما فيه العراق ، هي مسالة تعود الى سقوط الاتحاد السوفييتي و نشوء فراغ سياسي عسكري يجب ان تملاه قوة ما ، و بما ان اوروبا اعجز من ان تواجه امريكا ، كان لا بد ان تكون امركا هي القوة الوحيدة المؤهلة بناءا على ما تملك من طاقات و امكانيات ، تزيد عن قدرات اقوى تسع دول عالمية بعد امريكا ، مجتمعة !

لهذا فان ما تقوم به امريكا هو ضرورة كانت ستفعلها اية قوة أخرى كانت محل امريكاو ضمن الشروط نفسها . اذا فان اعادة تشكيل الشرق الاوسط سياسيا هي مهمة لا بد منها حاليا لدى امريكا ، و السيطرة على العراق ، ولو عبر منحه استقلاله و جعله يدور في فلك امريكا ، هي مهمة لا بد منها امريكيا . اما اذا لم تحاول القوى الممسكة بالسلطة الامريكية ذلك فتلك هي الحالة الشاذة . فعندما ربح الحلفاء الحرب العالمية الثانية تم تقسيم العالم و من ضمنه الشرق الاوسط بما يتناسب مع مصالح الدول المنتصرة . و هذا ما تفعله امريكا ، و ليس هناك من امر خطا من ودهة النظر السياسية ! بغض النظر عن الخسائر التي قد تسببها مسالة اعادة تشكيل الشرق الاوسط و الذي هو بحسب وجهة النظر الامريكية يمتد من الباكستان شرقا و حى دول المغرب العربي غربا !

اذا فصاحبنا عبد البالع دولارات ، اما انه خبيث او اغبى من ان يدرك ما نتحدث عنه ، و الاولى هي الارجح !!!!

---- " والطرف الوحيد الذي يؤيد الانتخابات بحماسة ملفتة للنظر غير الرئيس بوش، وتابعه توني بلير، هو السيد علي السيستاني المرجع الشعي الأعلي."

و كان صاحبنا عبد.... يتجاهل بان الحرب الحقيقية في العراق مذ استلمت القوى الحالية السلطة في العراق ، هي بين قوتين اجتماعيتين تحديدا : السنة و الشيعة . و لهذا فليس من المستغرب ان يكون من يقتلون اغتيالا عبر الارهاب من الشعب العراقي هم الشيعة فقط ، حوالي الثلاثين مقابل كل امريكي يسقط !!

اذا عبد الدولارات يحاول اقناع من يحملون عقلية طلاب المرحلة الثانوية ، ضيقي الافق،و سطحيي التفكير ، بان الارهابيين و من يدعمهم سياسيا من مقاطعجية هم وطنيين ، و ان المقاطعة هي عمل وطني و ليس مجرد موقف سني !! و لهذا فهو يعجب ، بل يتصنع العجب ، كيف ان السيستاني الحريص على مصلحة العراقيين الشيعة ، هو حريص على قيام الانتخابات مهما فعل الارهاب السني بشيعته . فهو يدرك بان ىخر حجة لدى ارهابيي السنة الهعراقية كانت ان الحكومة الحالية هي غير شرعية و غير منتخبة . و لذلك فان الحكومة التي سينتخبها الشعب العراقي ، في الانتخابات المزمعة ، ستكون شرعية الى درحة انه لن تبقى هناك حجة للارهاب العراقي في تقتيل الشيعة من شرطة و جيش و موظفين غيرهم و قادة سياسيين بحجة انهم عملاء لعدو محتل . و بذلك تصبح الحكومة الجديدة ملزمة بالتعامل معهم- و مع القوى الخاجية التي تدعمهم - شرعيا و باي اسلوب ترتئيه ، عبر دعم عالمي يهتم بمصالحه في العراق اكثر من اهتمامه بالديموقراطية العراقية و الشرعية المتنازع عليها !

---- " كل الوقائع علي الارض تشير الي ان الشروط الملائمة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة شعبية واسعة، غير متوفرة علي الاطلاق. فالأمن شبه معدوم"

بالطبع يعرف عبد الدولارات سبب عدم وجود الامن . و لكنه يتجاهل ان الانتخابات ستكون مرحلة انعطاف في التاريخ العراقي داخليا و خارجيا . و انها ستكون الضربة القاصمة لقوى الارهاب و لطموحاتها غير المشروعة في الهيمنة من جديد على العراق و التهام الكعكة بكل ما فيها !

---- " كيف سيصوت المواطن العراقي لمرشحين لا يعرف اسماءهم، ولاحزاب تتزعمها في الغالب شخصيات عراقية عادت الي البلاد علي ظهور الدبابات الامريكية، ومارست الخداع عليه طوال الاعوام الماضية"

قلب عبد الدولارات على الشعب العراقي الذي سيصعب عليه اختيار مرشحه من بين المرشحين للحكومة العراقية الجديدة في العراق الجديد !!! و هو يعتقد بان الشعب العراقي الذي رحب بالامريكيين و ما زال ساكتا عن كل ما يجري ، دلالة على ترحيبه غير المعلن بكل انجازات الحكومة العراقية ، يعشق قوى الارهاب التي تقتل ابناءه و تحرق نفطه و تدمر بنيته التحتية ..... الخ ،اكثر مما يحترم القوى الايجابية الممثلة بالحكومة و التي تعمل على بناء العراق الجديد بكل وجوهه . فلا خوف على الشعب العراقي ، فهو يعرف من يعمل لمصلحته و من يعمل لمصلحة نظام باد و اندثر و دولا تلعب في ميدان العراق لعبة القط و الفار و تصفية حسابات مع امريكا ، على حساب الدم العراقي .

---- "المسؤولون العراقيون يطوفون بعواصم دول الجوار العراقي، والعربية منها علي وجه الخصوص، من أجل اقناعها بالتدخل لدي ابناء المثلث السني لوقف مقاطعتهم للانتخابات."

يقول لنا بالع الدولارات الجملة السابقة منتشيا، ثثم يكمل "الحكومات العربية التي يستغيث بها هؤلاء لا تملك سلطة حتي علي شعوبها"

و هو هنا اما غبي او يتغابى . فهو يتجاهل مضمون تلك الحركة السياسية .

لو ان امريكا لا تريد الديموقراطية للعراقيين ، فما كان عليهخا الا ان تعطي علاوي الصلاحيات ليكون اكثر دموية من صدام حسين نفسه ، لكنها لا تفعل ! و لهذا فان رجال الحكومة العراقية الحاليين يلجاون الى الطرق الدبلوماسية في التعامل مع التمرد السني في العراق . و ها هم يطلبون من الدول المجاورة و التي ستدفع يوما ما الثمن اذا لم توافق في الضغط على مثلث الارهاب السني في العراق . أما قوله بانها لا تملك سلطة على شعبها ، ففيه من التغابي اكثر ما فيه من الغباء . فليس هناك على وجه الارض حكومة لا تملك سلطة على شعبها سوى في جمل عبد الدولارات المافون هذا !!!!

يعود عبد الدولار للعب و العزف على وتر الصدريين ، و الصدريون ، بعد ان فشلوا عسكريا في الحصول على ما يرغبون ، لجاوا الى الخطاب اللفظي لكسب بعض الاصوات في النسيج العراقي .و لم يجد عبد البالع دولارات سوى التيار الصدري ليتكىء عليه بالقول بان المقاطعة هي مقاطعة وطنية ، متجاهلا بان التيار الصدري اصلا لم يكن وطنيا عندما ضحى بثلاثة آلاف من ابناء الشيعة المعوزين و المحتاجية لرواتب يعيشون منها ، ماتوا في سبيل ان تغض الحكومة النظر عن الجرائم التي قام بها الاحمق مقتدى الصدر ، مسلحا باموال و أسلحة و عتاد و دعم سياسي عبر البوابة الايرانية !!! فاية وطنية هي تلك التي يتغنى بها صاحبنا و مؤيديه الصدريين ؟؟!!!!

---- " ولنبسط الأمور للرئيس بوش، لاننا ندرك حجم مداركه العقلية، ونقول له هل يمكن اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشرعية في امريكا دون مشاركة نيويورك وميامي وواشنطن وكاليفورنيا؟"

و لابسط الامور على القراء أقول و بكل تاكيد ، قد كان مؤتمر دول الجوار خير مثال على ان هناك ضغطا متزايدا و ناجحا سيبدا فعله نحو قوى الارهاب السنية ممثلة فيم يسمى بالمثلث الموبوء بالطائفية و البغضاء و الجشع ! و قريبا يتم تجفيف مصادر تمويله و تسليحه . و مراهنة زيد او عبيد على شلل ذلك المثلث ما عادت تجدي . فالانتخابات ستقوم في وقتها المحدد مهما خسر العراق من قتلى يتم اغتيالهم على يد ارهاب المثلث السني ، فالجزائر و من قبلها دول كثيرة دفعت الكمثير من القتلى في سبيل قيام الدولة الجزائرية المستقلة . و لن يخرج العراق عن ذلك السياق .

أخيرا ، بوش لن يكلف نفسه الاجابة على تساؤلات الاغبياء و المتغابين ، فله اجندته و هو يعمل بكل جد و " عناد " في تنفيذها ، و هو ناجح حتى هذه اللحظة ، رغم انف مؤيدي القمع و الديكتاتورية العرب، من أصحاب البلع و النباح لصالح حفنة من الدولارات !!!

:no2: :no2: :no2: :no2: :no2: :no2:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	مصر الثورة تحتاج لأصدقاء أيضا / عبد الباري عطوان	فارس اللواء	0	577	02-18-2012, 08:48 PM آخر رد: فارس اللواء
	مبارك معتقل.. اللهم لا شماتة / عبدالباري عطوان	فارس اللواء	70	17,369	01-18-2012, 04:35 PM آخر رد: خالد
	تفجيرات دمشق: القادم اعظم / عبدالباري عطوان	فارس اللواء	7	2,323	12-25-2011, 03:50 PM آخر رد: الطرطوسي
	حرب اهلية يجب منعها /عبد الباري عطوان	فارس اللواء	1	794	11-20-2011, 10:24 PM آخر رد: السلام الروحي
	فلتبدأ السعودية بالاصلاح اولا / عبد الباري عطوان	فارس اللواء	0	757	07-15-2011, 10:30 AM آخر رد: فارس اللواء