تحياتي للجميع
الشكر الجزيل للغالي العلماني للموضوع القيم الذي طرحه
:redrose:
الزميل حارث
اقتباس:[SIZE=4]فى البداية كان الهدف من تأسيس علم للأخلاق هو وضع الضوابط والمعايير التى يسير بمقتضاها الإنسان فى حياته فتنتظم سيرته مع ربه ومع أفراد جنسه والكون من حوله وقد صيغت منذ فجر التاريخ نماذج لنظريات أخلاقية تأثرت بمجتمعاتها أكثر مما أثرت فيها ثم تطورت فى العصر الحديث واشتملت على مذاهب أكثر تعقيدًا وإن لم ترق بالإنسانية إلى ما كانت تصبو إليه بل لعلها قد تأخرت من هذا المنظور عن سابقتها ولقد تجاذبتها المناهج السائدة بعيدًا عن المقصد الذى وضع لأجله هذا العلم .
1- ينطلق الزميل حارث في تحديده للأخلاق بعمومها – بحسب الفرض - مما افترض كونها مسلمة ألا وهي اعتباره الاخلاق "علم"،وهذا على الرغم من ذهاب كثيرين في هذا المنحى، غير انه ليس بالأمر المسلم، ما اقتضى التنويه. ويخرج هذا الاشكال ان قصد الزميل خصوص الاخلاق في الدين الاسلامي حيث يسمى البحث في الاخلاق "علم الاخلاق" او "علم السلوك" ... الخ.. .. وهذا امر لم يتناوله الشريط تخصيصا
2- التزام الزميل بالحديث عن الاخلاق في الاسلام خاصة، يتبدي من خلال قوله "تنظيم سيرته مع ربه" الأمر الذي يخرج التصورات الأخرى لمفهوم الاخلاق لدى من يدرس الأخلاق من خارج المنظومة الاسلامية. وتتأكد هذه الوجهة بالسياق الذي التزمه الزميل فيما بعد بحديثه عن المدارس الفقهية، وما الى هنالك.
3- أخذا بالتعريف المساق هنا، إذ يقول الزميل في البداية "وضع الضوابط والمعايير ...... فتنظم سيرته مع ربه ... صيغت منذ فجر التاريخ نماذج لنظريات أخلاقية تأثرت بمجتمعاتها أكثر مما أثرت بها" ، ترد على الزميل الاشكالات التالية:
أ – الانطلاق في مقاربة مفهوم الاخلاق من بعد إسلامي يصب في تحديد تعريف يراعي المنظومة الاسلامية ومن ثم اسقاط ذلك التعريف المراعي لخصوصية الأخلاق في الاسلام على الانسانية وهو الامر الملموس من قوله ".. واشتملت على مذاهب أكثر تعقيدا وإن لم ترق بالانسانية"، "لم ترق المناهج السائدة بعيدا...." بما تقتضيه خصوصية التعريف المانع للاغيار، تقتضي وقوع الزميل في خطأ منهجي بين ما انطلق في معالجته له وفق معايير محكومة بمنظمومة يؤمن بها، وبين الآراء والمذاهب الاخرى التي تعالج هذا المفهوم في سياقات وآليات مختلفة.
ب – تحديد الهدف من "تأسيس علم الاخلاق" يقتضي المعالجة التنظيرية الايديولوجية لهذا المفهوم، وهو أمر متخطى ..
ج – اعتبار وجود هدف ومقصد "بالعموم" لعلم الاخلاق يشعر بوجود "تعيين" في وضع "علم الاخلاق"، وهو أمر غير مسلم حتى في المنظومة الاسلامية نفسها، والدليل اختلاف الشرائع بين كل نبوة ونبوة أخرى.
د- تحديد الهدف بأنه "الضوابط والمعايير التي يسير بمقتضاها الانسان.." يخلط بين ما هو نظري وما هو سلوكي منهجي بمنحى أنه يوظف النظري لخدمة السلوكي ولا يوصفه، وذلك على اعتبار الالزام الشرعي بالعمل الاخلاقي في الدين .. هذا فضلا عن كونه يؤكد التعارض المذكور آنفا بين منطلق الزميل في تحديده ومعالجته لمفهوم الاخلاق "بعمومها" واتخاذه لذلك طريق الاخلاق في الاسلام خاصة.
هـ - السياق المطروح ما بين المنحى العملي لمفهوم الاخلاق باعتبارها "تنظم حياة الفرد مع ربه .." ومن ثم اعتباره "انها تأثرت بمجتمعها اكثر مما تأثرت المجتمعات فيها" يعارض البند "ج" مما ذكرت في نقاشي لما ذهب اليه من كلامه .. خصوصا انه لم يحدد أي المنظومات الاخلاقية هذه التي تأثرت بمجتمعاتها أكثر مما تأثرت فيها .. الأمر الذي يحمل الكافة على العموم، ويجعل "المسلك" الاخلاقي في الدين الاسلامي ايضا متأثرا بمجتمعه أكثر مما هو مؤثر فيه .. الامر الذي يذهب لتأكيد ما طرحته في النقطة "ج" .. ويؤكد بالمقابل تعارض ما ابتدى الزميل به عما انتهى اليه.. هذا ولو خرج معنا ان لا اشكال في البين على اعتبار كون الهدف الاخلاقي واحد .. يتمحور لدينا اشكال آخر حينها باعتبار التعميم المفهوم من كلامه بالقول "تأثرت بمجتمعاتها .. الخ" ويتمثل بوجود هدف اخلاقي يرعى علاقة الفرد بربه – على ما ذكر الزميل – بمنحى من الثبات .. ومع كون هذا الهدف متأثر بالمجتمعات لا مؤثر بها – وفق ما قد طرح - ..
وهناك أمور أخرى في هذا المجال اتركها لوقتها ..
يتبع (مع التمنيات من الزميل حارث بالانتظار قليلا حتى أفرغ من نقاش ما قد ذهب اليه .. شكرا)
تحياتي
:redrose: