اقتباس:ولقد وجدنا المدارس الفقهية تضع القواعد العامة والضوابط التى تحكم حياة الناس فى معاملاتهم وعلاقاتهم معتمدة فى ذلك على القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة وما اجتمعت عليه الأمة وعبرت عن تلك الضوابط والمعايير بعبارات دينية كالحلال والحرام وما يجوز وما لا يجوز بحيث يمتزج المعنى الأخلاقى بالأمر الدينى ذى الأبعاد العقائدية الإلزامية وبحيث يشمل ذلك كل الأفراد بلا استثناء ويشمل حياتهم اليومية .
ثم وجدنا ذلك قد أتى فى إطار منهج عملى متكامل لم يكتف بالنموذج النظرى الذى ألفناه فى النتاج الفلسفى ، كما وجدناه يتميز إلى جانب ذلك بالواقعية والشمول والروح الاجتماعية مما يشكل نموذجا عمليًا لحياة أخلاقية واقعية شاملة تهدف إلى صلاح الدنيا من أجل صلاح الآخرة .
1- تخصيص المدارس الفقهية بكونها من يضع "القواعد العامة ....الخ" .. ينسحب معنا الى بعدين:
أ – تخصيص مفهوم الاخلاق في الاسلام بالخطاب الشرعي الدائر بعمومه باطار الاحكام التكليفية (وجوب – تحريم – استحباب – كراهية – إباحة) .. يقزم مفهوم الاخلاق ويدمجه بالمؤسسة الدينية الارثوذكسية .. الامر الذي يجعل مثار البحث في هذا الشريط خارج عما قصده الزميل بالمطلق ..
ب – يخرج الزميل بقوله هذا التصوف باعتبار كونه مستقل عن المدارس الفقهية.
2- يعود الزميل من خصوصية معالجته للطرح، وتقزيم تلك الخصوصية الى مستوى المؤسسة الدينية الفقهية الحاكمة، ليقارنها دونما اي دليل أو برهان بالنتاج الفلسفي فيما ذكر ..
3- جعل غاية الاخلاق في "صلاح الدنيا والاخرة" – على ما تفضل به .. له وجهان أيضا:
أ – اخراج بعض المذاهب الكلامية عن حيز المنظومة الاسلامية .. ممن فسر الاخلاق بمناحي الحسن والقبح، ورأى ان لا نتيجة للاخلاق العملية المتبعة اسلاميا في "صلاح" الآخرة
ب- اخذا بأن تجليات الاخلاق تتركز في اطار الآداب العامة والتقاليد والاعراف – حتى وفقا لما هو اسلامي – فهذه التجليات لا تتركز على ما هو مسلكي عبادي فردي فحسب بل قد تتخطاه لما هو خارجي اجتماعي ، وهذه التجليات او التجارب تنتج تفاوتا من حيثية الواجبات ومضمونها .. الامر الذي يخرج تأكيد الزميل للفرد وصلاحه ونجاته دنيا وآخرة.
1
اقتباس:خلق ومع الخلق بلا نفس ومع النفس بلا هوى وهو ما يتضح من ربط الأوامر- دوافع الفعل الأخلاقى :
إن عناية الفقه الإسلامى بدوافع الفعل الأخلاقى إنما تنبع من أهمية معرفة ذلك فى خطاب النفوس وتوجيهها إلى انتهاج منهج أخلاقى ، لكن الذى يلفت الانتباه أن النظرة الفقهية إلى النفس البشرية تميزت بالشمول والواقعية :
فهو يخاطب دوافع الإيمان والذى يتمثل فى توحيد القلوب لله تعالى وإخلاصها له بحيث يكون المرأ مع الله تعالى بلا والنواهى بالإيمان بالله تعالى وأما ما يتقوى به ذلك من فطرة سليمة وعقل مستنير فيناسبه توضيح ما فى هذه الأوامر والنواهى من علل مطردة تتفق مع ما يراه العقل وتطمئن إليه الفطرة .
1- كنا ننتظر تعريفا مستقلا بالحد التام لمفهوم "الدوافع" في المنظومة الاسلامية .. كما ان ذكر "الفعل" يقتضي وجود "نظرية" وهو الامر الذي لم يشر اليه الزميل من قريب او بعيد فيما ذكر فيما سبق .. بل اتخذ البعد العملي من الاخلاق كأساسا فيما ساق من تعريف سابق.
2- تحديد مفهوم الدوافع بالايمان عند قوله "... يخاطب دوافع الايمان .." يخرج من هو ليس مؤمنا عن مفهوم الاخلاق، ويلغي كل النتاج الفلسفي العملي من غير المنظومة الاسلامية.
3- ذكر "دوافع الفعل الاخلاقي" .. ومن ثم التفضل بذكر "دوافع الايمان" يترك مظنة كون ان الفعل الاخلاقي يساوي الايمان.. وهذا خطأ منهجي.
4 - تركيز على استبعاد المتصوفة وغيرهم عن المنظومة الاخلاقية الاسلامية في قوله "أما ما يتقوى به ذلك ... الخ" .. وحديث الفطرة قد يطول
شكرا على الانتظار..
يتبع
:redrose: