(f)الزميل Gramsci أشكرم على هذا الاهتمام
بالنسبة لقولك إننى افترضت أن الأخلاق علما .. إلخ ، أنا يا عزيزى لم أفترض أن للأخلاق علما بل هم الذين أقاموا علما للأخلاق أعنى الفلاسفة حتى الملاحدة منهم على الرغم من اختلافهم فى مفهوم الأخلا ق .
أما بخصوص التزامى بالحديث عن الأخلاق من وجهة النظر الإسلامية وأننى تناولت المصطلح الأخلاقى الفلسفى من منظور إسلامى فهذا هو المطلوب للرد على زميلك ، أما أننى قد اقتصرت على مدرسة الفقهاء فلم يكن تجاهلا لغيرها كما أوضحت للزميل الكندى فراجعه .
طبعا تناولى للمدرسة الفقهية هنا لا يعنى أنه لا يوجد غيرها ولا أنها تضع القواعد وحدها .
أما بالنسبة للغاية من وضع علم مستقل للأخلاق على يد أرسطو فهو يدخل ضمن منظومة منحصرة لما يمكن أن تنقسم إليه العلوم والمعارف الإنسانية أظنك سمعت بها ، ومعلوم أن وظيفة علم الأخلاق هى العمل على إصلاح الأخلاق وتهذيبها كما أن وظيفة علم المنطق هى العمل على إصلاح التفكير وتنظيمة ووظيفة وفائدة علوم الغة هى العمل على ضبط التفاعل بين الناس عن طريق اللغة ..وهكذا والأمر لا يحتاج لبيان .
أعتقد أن فى ذلك ما يكفى للرد على كلامك فكل ما أتيت به هنا يندرج تحت ما سبق باستثناء بعض العبارات غير المفهومة كقلولك :
اقتباس:- جعل غاية الاخلاق في "صلاح الدنيا والاخرة" – على ما تفضل به .. له وجهان أيضا:
أ – اخراج بعض المذاهب الكلامية عن حيز المنظومة الاسلامية .. ممن فسر الاخلاق بمناحي الحسن والقبح، ورأى ان لا نتيجة للاخلاق العملية المتبعة اسلاميا في "صلاح" الآخرة
طبعا لا أنا أخرجت شيئا ، ولا الفقهاء تجاوزوا مسائل التحسين والتقبيح العقلى بل استفاضوا فيها وبنواعليها ، ولا صلاح الدنيا سبة ولا أنا تكلمت عن أخلق غير إسلامية .
أعتقد يا عزيزى أنك أجهدت نفسك كثيرا ولم تكلف نفسك بالرجوع إلى المصادر ولا تحصيل العلم الواجب للخوض فى تلك المسائل فجاء ردك شكليا بحتا أقرب ما يكون للاستهلاك المحلى .
أحب أن أقول فى النهاية مرة أخرى لا أنكر أن للملحد أخلاقا فهو كإنسان كائن أخلاقى وإنما إثبت أن الإلحاد كنظرية يتناقض مع الأخلاق ، وكل ما فعله الزملاء فى الشريط الآخر هو أنهم أكدوا على هذا المعنى بحديثهم عن نسبية الأخلاق وأنها أقرب للعادات والتقاليد والأعرف منها للمثل، وهذا يعنى أن خلق كالعدل والعفة والشجاعة والحكمة والتى هى أمهات الفضائل لست قيما مطلقة بل تختلف من زمان لآخر ومن مجتمع لآخر !!
ثم جاء الزميل العلمانى بهذا الشريط ظنا منه أنه بذلك قد رد اعتبار الملاحدة ورد سبة وعارا قد وجهته إليهم وحول المعركة من شريط إلى شريط شريط يهاجم الإسلام بدلا من شريط يهاجم الإلحاد !!مع العلم بأن القول بأنه لا أخلاق فى الإلحاد ولا إلحاد فى الأخلاق ليس سبة ولا يجب أن يعتبره الملحد سبة ولا أدرى كيف حدث ذلك إلا أن يكون ناتجا عن مبدأ الخلاف على طول الخط فإذا قلنا يمين قال الملاحدة شمال والعكس دائما وأبدا ؟!!
انطلق الزميل العلمانى فى مزايدته هنا من فرضية أن الإنسان كائن أخلاقى بطبعه (وهذا فرضية نتفق عليها )
وفرضية أخرى أن الإنسان ملحد بطبعه (وهذه فرضية تتناقض مع الواقع ولا نتفق معها ونقول بل إن الإلحاد همو العارض والإيمان هو الأصل) .. من مجموع الفرضيتين يستنتج أن الملحد هو الكائن الأخلاقى الكامل وهو الإنسان الأصل والمؤمن انحرف عن ذلك الأصل. .
ونقول له ببساطة نحن لا نقر بفرضية أن الإلحاد هو الأصل وعليك أن تثبتها أولا وهذا دونه خرط القتاد ، ثم إنه حتى ولو ثبت زعمك أن الإلحاد هو الأصل فقد اضاف الإيمان بالله تعالى وازعا جديدا للأخلاق ولم يسلبها ؛ فالإيمان إذن مقو للأخلاق وليس مضعف لها كما تدعى فإنه إن كان لدى الملحد مصادر إلزام تتمثل فى المنفعة أو اللذة كما ذهب النفعيين أو العقل كما ذهب كانط وضمير أو حاسة خلقية كما ذهب أصحاب ذلك المذهب وضوابط أجتماعية كما ذهب الاجتماعيين أو مجموع ذلك على اعتبار أن التجرد والمثالية لا سبيل له ,أن النفس البشرية أشبه ما تكون بالأذن التى تستقبل جميع الأصوات فى وقت واحد أقول فقد اضاف الإيمان مصدرا جديدا يقوى الأخلاق ولم يسلب منها وقد .. ثم إن الإسلام قد اضاف إلى تلك المصادر تشريعا أخلاقيا ينسق الحياة الأخلاقية كأفضل ما تكون من أجل تحقيق السعادتين سعادة الدنيا وسعادة الآخرى وقد أوضحت ذلك فى المقال المشار إليه فى هذا الرابط هذا طبعا مع التسليم له بأن اللإلحاد هو الأصل ومع غض النظر عن حقيقة تناقض الإلحاد كنظرية إن صح أنه نظرية مع الأخلاق .
تحياتى :redrose: