بعث الله الأنبياء في كل الأمم في الشرق الأوسط والأقصى والأدنى والغرب الأوسط والأدنى والأقصى.والجنوب والشمال. عند الأفارقة السودان منهم والبيضان والهنود الحمر والأزتيك والانكا والمايا. وعند السلت والجرمان والساكسون واللاتين والصقالبة واليونان والهون، وعند الترك والمغول والصينيون والهنود والفرس والبشتون واليابان والأندونيسيين، وعند شعب أستراليا الأصلي وشعوب الجزر الأقيونياسية، وعند العرب والسريان والكنعانيين والعبريين والأشوريين والكلدان والسومريين. وذلك لقوله تعالى (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ*).

وكان كل نبي يبعث بلسان من أرسل إليهم:
(وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم*)

وخلاصة دعوة كل الأنبياء هي دعوتهم قومهم أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت، وأن ينصروا رسول الله الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم إن بعث بين ظهرانيهم:
(ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين*)
(واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين*)

وليس من ضرورة أن يقص الله علينا نبأ كل نبي أرسل، فالعبرة بالقصص هي العبرة والموعظة والتسلية عن البلاء الذي يلقاه النبي وحملة الدعوة، وقد عرضت نماذج من الأنبياء كافية لذلك:
(وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا* رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا*)
(لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون*)

ومن لم يصله الرسوب أو النبي فليس عليه حساب ولا عذاب:
(من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا*)

إذ لا طاقة بالانسان ليعلم ما يريده منه مولاه تبارك وتعالى إلا إن أخبره بذلك ببعثه نبيا أو رسولا.

صلى الله وسلم على سيدنا وسيد الرسل والخلق أجمعين، النبي الأمي الخاتم، محمد بن عبد الله الطيب الطاهر، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، وعلى سيدنا وأبينا إبراهيم خليل الله وآله،وعلى سادتنا أنبياء الله ورسله من علمنا منهم ومن لم نعلم.