الأخ العزيز الريفي،
سيمور هيرش كتب سلسة من المقالات عن فرق الموت في العراق ثم جمعها في كتاب على ما أفهم. وخلاصة الخلاصة في ما كشفه هيرش هو أن فرق الموت التي تعيث في العراق فسادا وقتلا اليوم تم تفعيلها بقرار من الكونغرس .. نعم الكونغرس الذي يمثل مع مجلس الشيوخ اعلى المستويات التشريعية في الولايات المتحدة ..
الأمر إذا لا هو سر ولا هو نظرية مؤامرة بل تم القرار عليه "فوق الطاولة". غير أن الأمر قد لا يعنى الكثير لمن لا يعرفون ما هو "خيار السلفادور".
خيار السلفادور، أخي الكريم، هو سياسة أو بالأحرى استراتيجية أمريكية اتبعتها الولايات المتحدة في فيتنام وأكملت تطويرها في السلفادور في عهد رونالد ريغن. هذه السياسة لها أهداف هرمية أولها مباشر وهو إخضاع أرض المعركة (the terrain) لقوى الإحتلال. أما الأهداف البعيدة المدى فهي تضم إبقاء الأرض المفتوحة (conquered territory) تحت سيطرة الإحتلال الغير مباشر أو القوى الموالية له.
أما وسيلة هذه السياسة فهي الموت .. الموت المناهضين للإحتلال بالإضافة الى الموالين له.
أما سياسة القتل تجاه المناهضين للإحتلال، فهي تهدف الى إضعاف المقاومة عبر تصفية قادتها وكوادرها وأفرادها وإمداداتها عبر تصفية وإرهاب المؤيدين لها والمتعاطفين معها. وتهدف الى تصفية وتخريب البيئة الحاضنة لها عبر عمليات "التطهير السكاني" أو ما يسمى بالتطهير العرقي والمذهبي.
أما سياسة القتل تجاه الموالين للإحتلال فهي تهدف الى تنقيح الصفوف من العناصر المتململة، وإزالة العوائق أمام "الصعود الطبيعي" وهو ارتقاء الـ assets الأمريكية (أي العملاء) الى المراكز المحددة لهم. ويهدف إيضا الى تأليب المدنين ضد الأعداء المناهضين للإحتلال وتأكيد الحاجة لاستمرار الحماية والأمن اللاتي يوفها الإحتلال. ويهدف التاليب أيضا الى تأجيج روح الكراهية بين الفرقاء مما يهدف الى التحريض على العنف الأهلي للوصول الى هدف التطهير السكاني.
وفي السلفادور كان من أهداف فرق الموت تأجيج الحرب الأهلية لإشغال المقاومين وإنهاكهم بحرب عصابات مضادة داخليا.
كما ترى إذا، أخي العزيز، هذه الإستراتيجية معقدة وواسعة جدا وهي أيضا فعالة جدا. والمسؤول عن تدريب و تجهيز فرق الموت العراقية هو جون نغروبونتي (John Negroponte) المسؤول عنها في السلفادور أيضا.
الموضوع طويل ولن يسعني أن اترجم كل ما جاء في الصحافة الأحنبية حولة لأنه فيض واسع جدا. لكنني ساضع رابط الموضوع في نادي العاصفة حيث تداولنا هذا الأمر منذ فترة وفيه عدد من المقالات باللغة العربية، وايضا بعض المقالات في الموضوع من الصحافة الغربية.
هاي موضوعنا في العاصفة:
فرق الموت، أمريكية لا عراقية
وهذه مقالات متنوعة حول الموضوع من الأمريكية
Death Squads in El Salvador
The Salvador Option
Is the U.S. Organizing Salvador-Style Death Squads in Iraq
The Salvadoran Option
-
The spectre of death squads
Amnesty International
Bush's 'Death Squads'
Hersh Exposé
Global Terror by Secret US Death Squads
Phoenix Rising in Iraq
The rise of Iraqi death squads
Negroponte: a Resume of Death Squads, Deceptions and Bribery
SEYMOUR HERSH: We've Been Taken Over By a Cult
يللا بيكفّي هيك.
بالنسبة لتبرأة ذمة الزرقاوي وجماعته فهم أنفسهم لا ينكرون ما يفعلونه. حتى الظواهري ذاته استاء من أفعال الزرقاوي بمعنى أنه لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك. لكن هناك عنف وعنف معاكس في العراق ومن الغباء أن نؤخذ ببروباغندا إدارة wag the dog الإعلامية حول ما يجري فلا نرى الغابة من الأشجار. نترك ذلك لمن هم أكثر منا نباهة وعلما واطلاعا.
تحياتي (f)