يا أخ داعية:

مساء الورد(f) ما تحاول تمتص غضبه وتشوف هو زعلان ليه وتصحح له المفهوم بلباقة من ناحيتك؟ ذات مرة وعندما هبطت إلى الولاية التي اتخذتها موطناً لي في الجنوب الأميركي قررت أن أذهب للمسجد هنا وأفش غلي فيهم وأشتمهم. وما إن دخلت المسجد قلت لبعض الواقفين: ليه الإسلام متعطش للدماء؟ ورد عليّ شاب بتهكم أيوة احنا متعطشين دماء و.. وفجأة ظهر رجل ملتحي مشرق الوجه تعلوه سمرة جميلة وابتسامة لا تفارقه واصطحبني وأجلسني إليه وجعل يتحدث لي حديثاً حلواً لم ولن أنساه ما حييت وأشعرني بتفاهتي وبعظمته في الوقت نفسه. ومن يومها تعلمت الدرس وبفضله. هذا الرجل كان شيخ الجامع شخصيا. لو كنت أخشى على نفسي من شيء في هذا الرجل فلم أكن أخشى منه العنف ولكن كنت أخشى أن يغلبني بلطفه وبأخلاقه ويستميلني لصفه ويغلبني بذلك. طبعا الوقت تغير والزمن تغير ولو نظرت الآن لهذا الشيخ لانحنيت على يده وقبلتها كما أفعل عادة مع جميع رجال الدين وحدثته حديث النظير للنظر دون خشية أن يؤثر على عواطفي ويستميلني بقوة طيبة قلبه. لكن للطيبة مفعول السحر وهذه هي تجربتي مع شيخ الجامع الطيوب ذي الملامح البشوشة؛ وكم افتقده.

:redrose: