عزيزي هيما
شكرا أولا على إهتمامك و روحك الحلوة ..
لا أستطيع أن أجادلك في أن الدبلوماسية أفضل من العنف .. و تلطيف الجو أفضل من كهربته.
بوجه عام طبعا.

المواقف التي تحكيها هي مواقف حياتية يكون فيها الذوق و الأدب و الكياسة عناصر مهمة لانهاء المواقف نهاية مناسبة و سعيدة.
انا هنا يحضرني كيانان : الشخص و الموضوع
الشخص هو الإنسان المسلم و الموضوع هو الإسلام
بالنسبة لي انا أؤمن جدا بفردانية كل إنسان و تميزه و خصوصيته عن بقية الناس .. شاء الإنسان ذلك أم أبى.
كل إنسان هو حالة خاصة .. تجربة حياة مختلفة كليا عن بقية الناس.
لا يمكن أن أتكلم او أفكر مثل قطقط مثلا ..
قطقط يعتقد أن الدين ياخذ حيزا كبيرا من هوية الشخص ..
هو يصنف الناس بحسب اديانهم و يعطي أهمية كبيرة للدين في تقييم الناس و الأمور.
الكثير من الناس تصنف الآخرين تصنيفا متعسفا بحسب ما يملكونه من مال أو علم أو مكانة إجتماعية أو نفوذ .. و نوعهم و عرقهم و ديانتهم.
أشخاص مثل قطقط يصنفون الناس : هذا ارثوذكسي هذا بروتستانتي و هذا غير مسيحي و هذا مسلم.
و المسلم هو الشخصية الشريرة ..
لا حاجة بك لتحكي لي عن مواقف حياتية إستخدمت فيها الكياسة و لم تنطح من هو امامك بعدم فهم .. انا لست حمارا.
أولا انا لا أقيم بالدين و لا باي شيء ..
هل تعرف أن سارتر كان يرفض تسميته بالوجودي قائلا أنه لا يمكن لمفكر وجودي حقيقي أن يقبل أن يتم تصنيفه في فئة معينة .. هذا ضد خصوصية الإنسان.
انا في الحياة العادية أهوى جدا تجاهل الدين في الكلام و التعامل .. و إرجاع كل شيء لدوافع شخصية.
الدين ليس موجودا في الكتب .. وجود الدين هو في وعي الناس و انا لا أحب انا أساعد في أن يتخذ الدين حيزا كبيرا في وعي الناس.
أحب أن أتعامل و كأن الدين ليس موجودا أصلا .. و كأن ألفاظ مثل مسلم و مسيحي هي أشياء بلا معنى بالنسبة لي.
هكذا أكون ملحدا صادقا .. انا اتعامل و كان كل الناس ملاحدة بلا مرجعيات دينية.
و حتى الإلتزامات الدينية التي تكبل الناس حولي أرجعها أنا لإختياراتهم الشخصية .. لاذكرهم بفرديتهم المفقودة.
تاكد يا عزيزي انني لا يمكن و لم يحدث أن اثير مشكلة بسبب الدين في أي مكان .. لأن هذا يعطي الدين أكبر من حجمه و هو ما لا اطيقه.

و لكن الدين بالفعل يتحكم في الكثير من تفكير و مشاعر الشخوص من حولي .. يتخذ حيزا لا يستحقه.
و الناس حتى لا تتعامل معه بطريقة عملية ... هذا ليس مفيدا.
انا لا ألخص الإنسان في دينه و لكن لا يمكن لي أن اتجاهل تأثير الدين الكريه.
المشكلة انني لا أستطيع تقبل ذلك كأمر واقع و كائن فعلا .. مما يصيبني بالغضب في أحيان كثيرة.
انا لا أريد أن يقتطع الدين بوجه عام و الإسلام خصوصا من سمعي و بصري و وعيي يوميا كل هذا.
انا أسمع كلاما فارغا و أقرا كلاما تافها كل يوم هو ضغط علي بأكثر مما احتمل.
[MODERATOREDIT]تفاهات تفاهات و المزيد من التفاهات ..
بدوي جاهل و امي يحيا على القتال و الإستلاب و النكاح و إلقاء الشعر بعد نوبات الصرع منذ 1400 سنة صار كلامه الفارغ ملزما لي في حياتي لانني محاط بآلاف المخابيل الذين يمجدونه و يبجلونه ..
كل هؤلاء الناس يمشون كالنعاج وراء مافون بلا فلسفة و لا فكر و لا أي شيء ذو قيمة و يدافعون عنه بحرقة ..
بل انه صار هويتهم و وعيهم و مشاعرهم .. يفرطون في إنسانيتهم بإختياراهم الحر.[/MODERATOREDIT]
الإسلام بالذات معني بإستلاب هوية الناس ..
سنة الرسول هي مرجع أساسي .. حتى طريقة هذا النبي في ترك لحيته و لبس جلبابه و تنظيف أسنانه.
بل حتى في طريقة صلاتهم لإله ليس موجودا .. يحبون منظرهم و هم ينحنون و يقومون في نفس الوقت أثناء الصلاة و كانهم جنود في عرض عسكري.
و مع ان السنة هم بلا بابا أو بطرك إلا أنه لا يمكن لهم أن ينحرفوا عن آراء معينة و هي غالبا في غاية التخلف ..
جمود جمود جمود ...
عقول مغلقة على تفاهات .. و لا يمكن التفاهم مع هؤلاء او الوصول إلي حلول وسط في مناطقهم المغلقة.
ما أفتى فيه القرآن أو محمد لا يمكن تعديله.
و الأخ محمد افتى في كل شيء حتى طريقة التبول و كيف تجامع زوجتك.

ثم و بعد ان أعتاد التفاهات كحياة يومية أجدهم يثورون من حين لآخر لأن رئيس المسيحيين في العالم لم يشيد بجمال و طراوة الإسلام.
و كأنهم يلومونه لانه ليس مسلما ..
في حين انني أرى يوميا و أسمع في مكبرات الصوت التي تخرق الآذان من المساجد يوميا شتائم يومية في كل أديان الأرض من جرينتش لجرينتش و لكل من لا يتبع سبلهم القويمة.
و الناس بلا فهم او وعي تثور و تغضب ..
سماعي و بدون تحقق من أي شيء ..
و دائما كل شيء يستدعي غضبا و أسبابه مؤامرة على الإسلام ..
الناس غاضبة لان البابا سب الرسول .. مش عارفين حتى هم زعلانين ليه.
و كأن هذا الغضب الأهوج هو فرض عين على كل واحد و بطريقة موسمية غير مرتبطة بالمواقف التي يتحججون بها.
و لازم كل الناس يبقى عندها دين .. إجباري يعني.
ماينفعش واحد يطنش و لا يكبر دماغه .. لأ لازم يكون عنده دين و يغضب.
هوه كده بقا.

لن أقول لك انني لا أنظر لهم بإستعلاء .. سأكون كاذبا.
هؤلاء الناس بلا وعي و قليلي الفهم .. رعاع و سوقة.
و انا هنا لا أعني المسلمين بالذات بل عامة الناس بوجه عام ..
عامة الناس الذين ينسون تفردهم حين يقومون بممارسات على مسئولية الجماعة.
كيف لا أشعر بالإستعلاء .. يعني ناس غلبانة و دماغها على قدها.
طيب ده انا مش بحب أتكلم في الدين مع زمايلي لا ألخبطهم ..
تلك الافكار أكبر منهم ..
يلا خليهم عايشين و خلاص.
هاعمل ايه يعني ؟
مرة بتكلم مع واحد صاحبي فبسأله : تخيل كده إن مفيش حاجة إسمها ربنا و إن إحنا عايشين لوحدنا في الدنيا.
حسيت إن هوه إتخض مني .. صعب عليا.

عموما الشعور بالإستعلاء ليس محببا بالنسبة لي ..
أنا أحب التعامل مع انداد و ليس مع من يغذون عندي مشاعر الإكتفاء.
انا أكره مشاعر الإكتفاء لانها تهبط عزيمتي و توهنني.
ثم أنني لا أحب أن أشعر أنني أقلية حتى و لو كنت الأعقل ..

ما علينا.

أنا أعرف ان الزمن كفيل بعقلنة هؤلاء الناس .. الإنسانية ستتقدم بهم أو بدونهم.
و لكنني أشعر و كانني محاصر في معظم الأحيان و لا أقوى على فعل شيء ..
الناس هيه هيه .. و انا زيي زي قلتي معدوم الحيلة.
بس أنا عايز أعملهم حاجة .. أي حاجة تنفع.
يعني لو الواحد يصرخ في مداخلة في منتدى ع النت يمكن حد يسمع و لا حد يفهم ..
إنشالله يفكر بس حتى ..

ياساتر ..

عارف لو الدين ده مجرد روتين يومي و الناس مع الوقت تتجاهله و تعدي عليه ..
و لكن هذا اللئيم يأبى إلا أن يحيا ملئ حياته في مواقف الناس و حياتهم اليومية ..
حاجة تغيظ.


معلش ع الرغي .. إستحملني بقا مادامنا أصحاب.

سلام.