شكرا لك يافانسي على المشاركة ..

نأتي للشق الإيماني في هذا الموضوع أيها الإخوة ...

الله سبحانه وتعالى لفت انتباهنا إلى التفكر في في طبيعة خلق حيوان الجمل المستأنس المسخر لخدمة الإنسان ... مثل ذلك أيضا ماورد في سورة ( العاديات ) والعاديات أي الخيل التي ( تعدو ) وتجري ذهابا وإيابا أيضا في خدمة الإنسان ..

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ( والضبح هو صوت الخيل عند الجري )

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ( اي التي تحدث نارا وشررا عند اصطكاك حوافرها بالصخور )

فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ( اي التي تغير على العدو عند الصباح )

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ( التي تخوض براكبها وسط غبار المعركة )

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ( تدلف بشجاعة في جموع الأعداء غير هيابة ولا وجلة )

[SIZE=4] ماذا اقل الله تعالى بعد ذلك ؟
.
.
.
.

إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( كفور جحود )

وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ( وهو شاهد على كفره غير منكر له ولا مكذب )

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ( الخير هنا هو المال )

أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ( انتهاء معالم الحياة والخروج لحياة أخرى لاينفع فيها المال وانما مافي القلب من ايمان )

وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ( ظهر مافي القلوب من خير أو شر )

إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ( يعلم أحوالهم منذ خلقهم وهو معهم ) ..

هذه النقلة أيها الإخوة الكرام في هذه السورة الكريمة المليئة بالتصوير الفني من الحديث عن الخيل إلى الحديث عن كفر وجحود الإنسان بربه وخالقه ومولاه , ثم التذكير بيوم القيامة وأهواله , هذه النقلة لها سبب ..

هناك رابط خفي يخفي عن الكل إلا عمن تدبر القرآن ... ربما لن تجد هذا الربط في كتب التفسير ... وانما قد تجده في لحظة صفاء وتدبر وخشوع ...

الذي لفت نظري إلى هذا الرابط وهذا السر هو العلامة الوالد أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالى في كتابه ( تأملات في القرآن الكريم ) ....

إن المعنى هكذا .. [SIZE=4]ألم تر أيها الانسان كيف سخرنا لك الخيل تجري بك حيث أردت وتخوض بك الحروب مضحية براحتها بل بحياتها من أجلك ؟

إن كنا خلقنا لك مثل هذا الحيوان الوفي لك , فلماذا أنت كنود كفور ..

مشغول عني بحب المال وجمع حطام الدنيا ..

تزعم أنك لاتطيق القيام بفرائضي وبما أمرتك به مما يصلحك , أفلا يكون لك في وفاء هذا الحيوان أسوة ؟
أفلا تعلم أن مافي صدرك من الكفر والجحود سوف يتجني عاقبته وثمرته يوم يبعثر الناس من قبورهم ؟

إني أنا ربك ومربيك يومئذ خبير بك ..

(f)


بالمثل أيها الإخوة إشارة الله تعالى إلى التفكر في هذا الحيوان الغريب الضخم .. الجمل الذي يعتبر سفينة مزودة بالوقود والزاد الذي لاينفد لخدمة الانسان القدين في الأسفار البعيدة التي تحتاج لمسافات طويلة ..

من الذي سخر لك هذا الحيوان وجعله مطأطيء الرأس لك هكذا ؟ يسحبه الطفل الصغير حيث شاء ...

فهلا تفكرت أيها الانسان في تسخيري إياه لك في خدمتك ثم كفرك بي ونسيانك لي ؟

هذه مجرد خواطر عارضة في حدائق القرآن ... ذلك الكتاب الكوني التربوي ...

:redrose: