معلومات تاريخية تفيد النقاش في هذا الموضوع يطرحها كاتب عراقي حول تاريخ الاكراد في ايران والمناطق المحاذية للعراق
من جهة الحدود مع ايران ~

---------------

[CENTER]الفدرالية فقرة مفخخه في الدستور العراقي .. الكرد نموذجا[/CENTER]



كتابات - تيسير سعيد الأسدي



بسم الله الرحمن الرحيم

لقد اخطأت بعض الأحزاب العراقية اسلامية كانت ام قومية بقبولها الفدرالية التي وضعها الدستور البر يمري الذي فرض على العراق من قبل دولة محتلة والذي اعطى هذا القانون حق الأنفصال لأي قطر او ولاية ثم يتم توحيد هذه الولايات باسم الفدرالية كما حصل في شمال العراق عام 1991 , لقد طرحوا علينا هذا المفهوم وربطوا معه الديمقراطية كشعار يسعى العراقيون اليه منذ زمن بعيد من أجل تطوير بلدهم بالرغم من اننا بأمكاننا تطوير العراق وتحقيق الديمقراطية اذا استخدمنا مبدأ اللامركزية الأدارية عوضا عن الفدرالية فهذا المفهوم يقلص سلطات المركز ويمنح الكثير منها ادارة المحافظات لتطويرها كما يفسح المجال للحريات وخاصة منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية .. لقد انتشرت عدوى الأنفصال من بعض الكرد الدخلاء على العراق واعني اشخاصا لا اعني شعبا . الى بعض الأنفصاليين لأقامة اقليم الوسط والجنوب فالانفصاليون الكرد قد قرروا انزال العلم العراقي في شمال العراق وبذرائع شتى ولا أعلم متى يقرر انزال العلم العراقي في الوسط والجنوب ايضا وبنفس الذرائع !! .

ان الفدرالية التي فرضت في شمال العراق من قبل اناس نزحوا الى العراقالآن يأقليم الحضر العربي من أجل ضمه ايضا الى كردستان المزعومة

وعندما نعود الى تاريخ الكرد لم نجد اي دولة او قطر باسم كردستان في ارضهم ايران سوى محافظة واحدة فقط كما انهم تجاهلوا امارة بني حمدان وامارة بني عقيل وعبادة وكذلك ارض الجزيرة وديار بكر بن وائل وديار ربيعة في الموصل وديار مضر في اربيل وجبال العراق الشاهقة كما تجاهلوا امارات العباسيين في العمادية وصلاح الدين وغيرهاان نزوح اكراد ايران الى شمال العراق في جباله ودهوك واربيل وصلاح الدين والعمادية حصل بعد فشل ثورة المرحوم مصطفى البرزاني في مهاباد ايران عام 1945 في ايران لأقامة مدينة كردستانية فهرب الى جبال زاكروس الأيرانية ولكن الفرس اعقبوه فهرب الى شمال العراق واستقر فيها كلاجيء سياسي هو واعضاء حزبه الديمقراطي الكردستاني وقد رحب به الشعب العراقي العربي الآشوري في شمال العراق ولكن الضغط الأيراني على الحكومة البريطانية قد ازداد من أجل طرد الكرد من شمال العراق لهذا فقد هاجر الى الأتحاد السوفيتي كلاجيء سياسي مع اعضاء حزبه وبعد ثورة عام 1958 وبروز المرحوم عبد الكريم قاسم كزعيم سياسي للعراق عاد الكرد الى العراق لأنه بلدا محررا واستقروا في شمال العراق وقد رحبت بهم الدولة والشعب واستوطنوا في مدن الشمال ,


هذا هو موجز من تاريخ الأستيطان الكردي في جبال العراق مع العرب والآشوريين وفي شرق الموصل ودهوك واربيل اما في السليمانية فقد استقرت اسرة البابانيين في سهل السليمانية عام 1979 هذا بالنسبة للأكراد النازحين من ايران اما اكراد تركيا فبعد تهجير الآشوريين من قبل البريطانيين المحتلين عام 1933 كونهم من الديانة المسيحية الى اوربا وسوريا ولبنان وقسم منهم الى بغداد وضم ديار بكر وهيكاري الى تركيا وهما مدينتين عراقيتين زحف اكراد تركيا وايران من العاطلين عن العمل الى هيكاري وديار بكر ثم الى دهوك وشرقي الموصل وجبال العراق واربيل كما زحف اكراد السليمانية الى شرقي كركوك والى سهل شهرزور ولم تتدخل بريطانية في حينها لهذا الزحف رغم مقاومة العرب والآشوريين لهذه الموجات المحتلة

وهنا يسأل سائل اين موقع كردستان اذا

ان الأجابة عن هذا السؤال اصبح ضرورة لكل عراقي مستقل غير متحزب لا يجاري الأحزاب المتسلطة في العراق ولا يمارس النفاق السياسي ويريد الحفاظ على وحدة وسلامة اراضي الدولة العراقية وعلى العالم المتحضر ان يعرف بعض الحقائق التاريخية والجغرافية والبشرية لكردستان فبعد التجاوز الذي حصل على العراق من قبل مسعود البرزاني الذي اصدر قراره الشخصي بانزال العلم العراقي من على مباني المحافظات الشمالية ومطالبته بضم قصبات واقضية الى اقليمه المزعوم , لابد ان أطرح بعض الحقائق سواء في هذا المقال ام في غيره ان كردستان مدينة في شمال ايران والكرد هناك يتكاثرون بشدة منذ اول دولة ايرانية اخمينية اما العراق فليس لهم وجود يذكر حتى عام 1958 لأن شمال العراق سامي عربي .

ارتبط تاريخ الكرد مع الفرس منذ ان سيطر القائد الأخميني كورش الثاني على امارة الميديين في جنوب القوقاز ووحد قبيلتي فارس والميديين ثم قادهم نحو الجنوب واحتل بلاد ايران عام 537 قبل الميلاد واخضع سكانها من الكيشيين والحوريين والفيليين واستمر الكرد المنحدرين من الميدينيين تحت القيادة الفارسية منذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحالي اي منذ 2540 سنة لم يتمكنوا من تكوين دولة خاصة بهم او اقليم مستقل وفي عهد رضا بهلوي تجزأت اراضي الفيلية الى ثلاثة مناطق استيطانية هي ( لرستان , بشتكوه , ايلام ) وهذه هي مدنهم المجاورة الى حدود العراق الوسطى

ومن خلال هذا الموجز لتاريخ الكرد يحق لهم المطالبة بتأسيس دولة كردية في ايران لا في العراق وان يطلقوا اسم كردستان على الأرض سوف تمنحها لهم ايران اما في العراق فلا يحق لهم المطالبة بمحافظة واحدة لا ان يكونوا دولة في شمال العراق وان يجردوا سماء الشمال العراقي من علمه المتعارف عليه حاليا ولكن .... انا لله وانا اليه راجعون .