إن الكتابة القصيرة جدا جدا جدا بدعوى التماشي مع الإيقاع السريع للعصر هي دعوة طريفة , لأنها – مع عدم قناعتي الشخصية بها – وان كانت ملائمة لكل الشعوب فيجب أن نستثني أنفسنا منها لان التكنولوجيا منحتنا نحن دول العالم الثالث وقت فراغ اكبر من ذي قبل , وبالتالي يجب أن نوظفه في شيء مفيد , وسؤالي لأصحاب هذه الدعوة : بماذا نحن مشغولون وهل نحن بحاجة لمزيد من الوقت كي نوفره من عمر الأدب؟ هل نحن مشغولين مثلاً بالأبحاث العلمية أو تطوير السلاح النووي العربي أو رسم خطط عسكرية لغزو كاليفورنيا!!!!؟

اتفق مع الرأي القائل بأن الأدب لا يقاس بالمسطرة , ولكن كي يكون الأدب أدباً لا اقل من أن نعطيه حقه بأن يكون مشتملاً على كل عناصر البناء القصصي , وأن نضمنه فكرة ما حتى وان كانت شخصية جداً , لا ضير , المهم أن نوصلها للناس مستخدمين كل الأدوات اللازمة من وصف ورمز ...........الخ.

أن تكون القصة قصيرة .... هذا شيء جميل جداً لأن كتابة القصة القصيرة فن راقي وربما كان أكثر صعوبة من كتابة رواية , ولكن أن يتم الاختصار لتصبح القصة سطرين ومن ثم تتطور لتصبح غداً سطراً واحداً ويتم نشر مجموعة قصصية في دفتر جيب , هذا غير معقول!!!!!

إن أي جملة قد تفتح باباً لتخيل حدث ما , فهل ممكن أن أقول مثلاً :

[CENTER]سافرت إلى الأندلس , وأعجبتني[/CENTER]
لتكون بديلاً عن أدب الرحلات , بحيث اترك للقارئ أن يتخيل الرحلة ؟؟!!!! أن تكتب شيئاً رمزياً جداً ولا يستطيع احد أن يفهمه غيرك هو خاطرة وليس أي شيء آخر..

مع الشكر