ليلى.... في ذمة الله
الوافية... الواصلة... شمعة البيت
نعم - بهذه الكلمات - القصيرة المعبرة، بكتك والدتنا الفاضلة أم حسن. وكم هي شهادة عظيمة يا ليلى أن تصدر هذه الأوصاف النبيلة في حقك ممن هم أقرب الناس إليك في حبها الذي لا نضب وحنينها الدائم إليك. غيّبك الموت يا ليلى وتركتنا حيارى منكوبين ولوعة فراقك يأ أختي لن تفارقنا جميعاً ما دمنا جميعاً أحياءا، وعزاؤنا الوحيد ذكراك الجميلة في ابنتيك التوأمين: منيرة وعائشة وأحفادك سامي وأمينة وزوجك المخلص البار الأخ عبيدلي يوسف العبيدلي، مؤمنين بقضاء الله وقدره ومدركين يا أختي الحبيبة أن المولى العلي القدير لا يضيع أجر من أحسن عملا.
نعم ليلى الغالية التي ولدت وترعرت، والحمد لله في أسرة ميسورة الحال لكن إخلاصها وصفاء قلبها وإنسانيتها وزهدها وتواضعها في الحياة أملى عليها وهي في ربيع عمرها أن تسلك مساراً آخر ارتضته لنفسها، فتكون في النهاية ليلى الإنسانة المكافحة التي أحبت وخدمت الناس والمعوزين فأحبها دون استثناء كل من عرفها من عامة الناس وأقربائها وذويها.
ليلى التي بذلت الغالي والنفيس من جدها وعرقها، وبعون الله وبمساعدة زوجها، فنجحت في إدخال ابنتيها في أحسن الجامعات الأمريكية، ثم يكرمها الرحمن فتوفق في تزويج ابنتيها الغاليتين وتسعد برؤية أحفادها: سامي وأمينة والحمد لله رب العالمين.
كم أذكر دائما في الصغر أن والدي رحمه الله كان أول من يسأل عنه عند دخوله البيت هو ليلى. ووالدتنا الغالية كانت تتلهف إلى عودة ليلى للبيت أيضاً لأننا كنا نتمتع بسماع أخبارها والحكايات والمداعبات التي كانت تأتي بها من خارج البيت، فهي كانت في الصدارة دائماً.
كنت أرافقك كالظل في الصغر وكنت دائما تشاركينني طعامك بكل حب وحنان وكأنك أمي الثانية.
أذكر كم كنت أعاني من الأرق منذ الصغر وكم كنت أوقظك، بأنانية، في كل مرة فتصبرين على ذلك وتبقين تحادثيني حتى أخلد إلي النوم.
ليلى النبيلة الطاهرة كانت لها دائما المواقف المشرفة مع إخوانها وأخواتها وأبنائهم أيضا دون استثناء.
أنا لن أنسى لك أبداً يا ليلى حبك وولعك وحنانك الذي لا ينضب تجاه أبنائي، ولن أنسى لك أيضاً مرافقتك لي ولزوجتي حتى وأنت في بداية مرضك، أثناء سفرنا إلى أمريكا لعلاج الغالية زوجتي فكنت نعم الأخت والرفيق في السفر.
رحلتك إلى الجنوب العربي وأنت في ريعان شبابك وجهودك الإنسانية وتفانيك في إعلاء شأن أطفال تلك المنطقة ستبقى يا ليلى محط فخرنا واعتزازنا وتزيد من رصيد حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. فقرّي عيناً يا ليلى واسعدي بلقاء ربك واطمئني فهالة النور التي تحيط بروحك ستكون بإذن الله خير شاهد وشفيع لك يوم الجمع في ظل عرش العلي القدير.
ذكريات وخصال يا أختي الغالية لا يسعني إلا ذكر القليل منها - فمهما قيل عن ليلى وسيرتها فهو قليل من كثير يجب أن يقال في حق ليلى.
ليلى الصبورة الحنونة الوفية والبدر المضيئ، ستبقى ذكراك شامخة في قلوبنا. وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أخوكم عصام فخرو
http://www.alayam.com/ArticleDetail.asp?Ca...rticleId=212646