{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أدباء من العالم يكتبون نصوصاً من أجل أطفال لبنان
ياريموثا غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,523
الانضمام: Dec 2005
مشاركة: #8
أدباء من العالم يكتبون نصوصاً من أجل أطفال لبنان
[CENTER]الكلاب



حنيف قريشي **



أمطرت الدنيا ليلاً لكنها استطاعت التمسك بدرابزين واقع على جانب الأدراج الحجرية المنحدرة. وهي أمسكت معصم ابنها بيدها الطليقة وسحبته إليها كلّما تعثّر. وكان رفعه عن الأرض خطيراً بسبب ثقل وزنه بالنسبة إلى فتى في سنّ الخامسة.

وتناثرت على الدرجات أغصان مثقلة بأوراق الشجر اللزجة، وقد صدّت طريقهما أحياناً وحثّتهما على العبور فوقها أو تحتها. حتى الدرجات اتبعت مساراً حلزونياًً وكانت قديمة أو مكسورة في معظم الأحيان. لم يسبق أن مرت بوضع كهذا، لكن أحدهم أخبرها بأنه الطريق الوحيد وبأن الرجل سينتظرها عند الطرف الآخر من المنطقة.

عندما وصلا إلى أسفل الأدراج، تحسن مزاج ابنها وقال: «الحقي بي». كانت هذه لعبته المفضّلة وانطلق مسرعاً على العشب، فأصيبت بالهلع، مع أنها لم تشأ تنقل إليه خوفها. لحقت به في الممر الضيق المحاط بالأشجار أمامها، وأضاعته لهنيهة. حتى أنها اضطرت إلى مناداته مرّات عدّة حتى سمعته يجيبها في نهاية المطاف.

بقيت قدماهما تغرقان في الأرض الكثيرة النباتات، لكن سرعان ما ظهر طريق ووصلا إلى فسحة شاسعة، هي أشبه بالمتنزه، يتطلب اجتيازها 40 دقيقة تقريباً. وهذا ما قيل لها.

مع أن المسافة كانت لا تزال طويلة وهي لم تجتز إلا جزءاً ضئيلاً منها، لحظت الكلب على الفور. وبدا لها أكبر حجماً مما هو عليه، علماً أنه من النوع الصغير القصير القوائم. وعرفت أن الكلاب تنتمي إلى فصائل مختلفة: الدالماسي والشيواوا وإلى ما هنالك، لكنها لم تحفظ أسماءها يوماً. وفيما كان الكلب يقترب منها ومن ابنها، تساءلت حول ما إذا كان يبحث عن كرة مخبأة وسط الأعشاب. لكنها لم ترَ أي كرة، والكلب المسرع الذي أحيط عنقه بطوق مكسو بمسامير جاء من حيث لا تدري، وراح يقفز في الأفق كالظل، ثم اتجه إليهما. لم يكن صاحبه موجوداً وهي لم ترَ أيّ أثر لكائن بشري.

رأى الفتى الكلب وتوقف، ناظراً إليه بفضول أولاً، ثمّ بهلع. لم يسع أمه غير الصراخ والبدء بالركض... فالكلب أوقع ابنها أرضاً وبدأ يعضّه، بل وينهشه بشراسة.

كانت تنتعل حذاءً ثقيلاً لم تحكم ربطه وأمكنها ضرب الكلب بقوة على جانبه، ما بدّد تركيزه وبدا محتاراً. فسحبت الفتى إليها، لكن استحال عليها تفحص جراحه لأنها اضطرّت إلى رفعه بأعلى ما يمكن وهي تركض متعثرة، والكلب لا يزال إلى جانبها، نابحاً وقافزاً وملتوياً في الهواء.

وهي لم تفهم لماذا لم يصبها الكلب بأي ذهول.

وبدأت تصرخ وتنادي وتعرب عن هلعها، لأنها لن تعجز عن حمل ابنها الى هذه المسافة البعيدة. وشعرت بالتعب، فتوقفت وركلت الكلب مجدداً، لكنها أصابت فمه في هذه المرة، ما جعله يفقد الأمل.

وسرعان ما تحرك كلب كبير صوفه طويل من بين النباتات الأبعد مسافةً، وركض باتجاههما. وفيما باشر هجومه على الفتى، أدركت وجود كلاب كثيرة من حولها، من الألوان والأحجام كافةً، وهي خرجت من بين النباتات الأرضية المحيطة بها... من الذي ناداها؟ ولمَ كانت هناك؟

فقدت توازنـها بعد أن تعـرضت للدفع، ثم وقعت على الأرض، محـاولـةً تـغطيـة ابـنها. التـفـت الحيـوانات حولها ضاجّةّ على شكل دائري وكان على الكلاب تمزيقها للوصول إلى ابنها، وما كان ذلك ليستغرق وقتاً طويلاً، فعددها كان كبيراً. هي تتضوّر جوعاً.



____________________________
**حنيف قريشي .. كل ما اعرفه عنه انه كاتب بريطاني المولد باكستاني الجذور .. للأسف لم اقرأ له من قبل, هذه اول مرة.
09-27-2006, 07:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أدباء من العالم يكتبون نصوصاً من أجل أطفال لبنان - بواسطة ياريموثا - 09-27-2006, 07:03 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أطفال منتصف الليل - سلمان رشدي ali alik 0 909 01-21-2012, 06:02 PM
آخر رد: ali alik
  كتاب العالم مستوي العالم مسطح ...توماس فريدمان " نسخة جديدة " ali alik 0 2,259 02-20-2010, 09:42 PM
آخر رد: ali alik

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS