{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #91
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
عزيزي ابن العرب .(f)
كل تقدير .
ربما سيكون هناك تكرار لآراء أبديتها حول محاضرة البابا و ربما موضوعات متناثرة فأرجوا المعذرة لأنه لن يمكن شرح وجهة نظري سوى استنادا إلى تلك الملاحظات .
لا يمكن فهم أي نص بمعزل عن سياقه ، و كما هو واضح لدينا محاضرة في فلسفة العقيدة المسيحية لمتخصصين ، و كان من الواجب أن تبقى كذلك بدون أن نحملها مالا تحتمل ، فلم يكن هدف البابا طرح أفكارا للحوار الإسلامي المسيحي ، أو حتى نقد العنف الإسلامي و إهانة عقيدة المسلمين . إن الفكرة المحورية للمحاضرة تدور حول تأثر المسيحبة بالعقلانية التي ميزت الثقافة الإغريقية ،وهي فكرة أراها صحيحة فالمسيحية وهي مجرد نحلة يهودية أعيد انتاجها وفقا للمقايس الهيللينيستية حيث نمت و تبلورت كديانة مستقلة مبتعدة عن جذورها السامية ، و قد ساهم في ذلك التحرر شخصية المسيح الغامضة و شديدة العمومية و اللغة الأدبية التي ميزت مواعظه المنقولة خلال الحواريين وهي بطبيعتها الرمزية تقبل كل التفسيرات كأي أنصوص رمزية ،أيضا لأن المسيح لم يكن مضطرا لإنخاذ قرارات سياسية يمكن الحكم عليها كما فعل محمد وموسى مثلا .
لا عقلانية فكرة الإله في الإسلام كما وردت في أقوال الإمبراطور و استشهد فيها بأقوال ابن حزم بأن الإله لا تحده حتى كلمته، و أنه لا يوجد شيء ليجبره على كشف الحقيقة لنا. فلو كانت تلك مشيئة الإله، لكان علينا حتى أن نمارس عبادة الأصنام.هذه الأقوال لا تعني أن الإله دون العقل و لكنها تعني أن الإله فوق العقل و غير محدود به ، هذه الفكرة مطروحة إسلاميا بل و حتى فلسفيا بين الإلهيين ،وهي فكرة لا تقل حجية عن فكرة عقلانية الإله ،و علينا أن نفهم بالطبع ماهي العقلانية كمذهب فلسفي و ليس كمعنى ضده الجنون أو العته أو الغباء كما يفهم البعض . لقد اقتبس البابا عبارات الإمبراطورالقاسية ضد الإسلام في معرض شرح فكرة لا عقلانية الإله الإسلامي في مواجهة فكرة عقلانية الإله الهيلينيستي المسيحي ، و ليس في معرض نقد شخصي للإسلام ، ومثل هذه المحاورات القديمة بين الأديان تقتبس كثيرا بواسطة فقهاء مسلمين و لكن لتأكيد قوة الفكر الإسلامي و تساميه .
رغم هذا أرى أن البابا افتقد اللباقة و الحس السياسي ، كنت أتمنى أن يعرض البابا محاضرته على مستشار يفهم الإسلام و حساسياته ،و لو كنت مكان البابا لعينت فورا مستشارا مسلما لشؤون الأديان ، لو سأل البابا بهجت مثلا لقال له :" دعك من الإمبراطور البيزنطي المحاصر فلن يكون منصفا ، لماذا لا تستشهد مباشرة بأقوال ابن حزم لتوضيح الفكرة ، بل هناك أقوال غيره ممن يؤكدون أن الله لا تدركه العقول و أن منطق الله غير منطق البشر ، لا تنس أن الإله العبري كما عرفه يسوع الناصري نفسه كان أيضا لا عقلاني كإله المسلمين تماما ، سمه فوق العقلانية أو أي اسم كهنوتي مشابه ، لماذا تتحمس لإله هيلينيستي عقلاني rationalist( أكرر هذا غير وصف عاقل sane ; coherent) و تتخلى عن إله بني إسرائيل الذي أيضا لم يكن عقلانيا و محبا للدماء ؟.لماذا و أنت الآن بابا لا تقرأ العهد القديم ؟.ثم ماهي العقلانية في ان يصلب الإله نفسه أو يقتل ابنه ، أليست تلك قسوة مفرطة و لماذا يلجأ الإله لهذه الحيل الصبيانية ؟.
يا عزيزي إنني لا أتعرض للاهوت و الحب و العقائد إلا من جانب معرفي فقط و بناء على طرح البابا ، فالبابا متحمس لإله هيليني عقلاني بعيد عن إله بني إسرائيل الذي تحدث عنه العهد القديم ، إن فكرة الله تقفز قفزا مدهشا في التوراة ومن ثم القرآن من إله نوح العنيف الهمجي المولع بالذبائح ، إلى إله أكثر رقيا هو إله ( أيوب ) الأكاديمي المتحضر الذي يراهن الشيطان ، متحديا أنه لن يستطيع أن يغري أيوب الضائع على اليأس من رحمة الله .هذا الإله يستكمل تطوره و يرتقي إلى إله ميخا ، وهو لم يعد الإله الدموي المحب للأضاحي ، بل هو يقول أن الله لا يريد منك أن تضحي بشيء ، فقط هو يريدك أن :" تراعي العدل في عملك ،و أن تحب الرحمة ،و تسير مع الله في تواضع !".. إنه إله رائع حقا لن تعرف الأديان له نظيرا ، حتى يظهر إله الفلاسفة و العلماء ( الإله الكامن في المادة .. التطور الخلاق ) .و لكن هناك خلط بين الآلهة ، ففي الكتب الدينية تختلط المياه النقية بالمياه الملوثة القديمة ،و تعرض كل تلك الآلهة كأنها نفس الإله الواحد .وما زال الأطفال يتعلمون أن إله نوح هو نفسه إله ميخا و يسوع و محمد.
شهدت فكرة الله قفزة هائلة على يد يسوع الذي بشر بأن الألوهية هي شيء يمكن أن يتجسد في الإنسان ، و فيه هو بالذات ،و هكذا فالإنسان ليس في حاجة لإله خارجه ، بل هو الذي يوجه ذاته خلال انبثاق الألوهية في نفسه ، و لكن تلك الفكرة سرعان ما رفضها الجمهور المذعور ، فقد اعتقدوا أنه يحاول أن يتقمص شخصية يهواه نفسه . لم تجد هذه الفكرة -حتى بين الحواريين - من يتفهمها ، لهذا سرعان ما عبدوا يسوع نفسه كإله .إن هذه الفكرة هي الفرق الكبير بين العهد القديم و العهد الجديد .و لكن تلك الفكرة تم تدميرها بواسطة بطرس الذي قدم المسيح كمخلص للبشرية خلال تضحية جسدية ، وهكذا أعاد المسيحية إلى إله نوح العنيف مرة أخرى . لقد تم إلغاء ميخا و يسوع ، وهكذا بنيت المسيحية التاريخية فوق مذبح التضحية ليهواه ،فما عسى ميخا و يسوع يقولان لو عادا مرة أخرى ليجدا اسميهما و تراثيهما قد ربطا للأبد بكل الوثنيات التي كانا يكرهانها ، مثل هذا السؤال يمكن تصوره فقط بواسطة كل المتعاطفين مع تعاليمهما الأساسية .
لم يكن أحد من الحواريين على مستوى فهم المسيح ، و هكذا لم يكن هناك بينهم مسيحيا حقيقيا، و إذا كان هناك ما يلام عليه يسوع فهو سوء اختياره لحوارييه ، هذا إذا كان ثمة اختيار حقيقي . لقد كانت قواه العقلية و رؤيته الثاقبة تتجاوز فهمهم . عبد الحواريون يسوع كظاهرة فوق بشرية و فوق طبيعية ، وجعلوا ذكراه مركزا لمعتقداتهم البدائية في السحر ، وفي النوحية المدمرة ،ولعواطفهم المفرطة ،و لتطهرهم المازوكي . ربما كان الكثير من تلك التخيلات طيبا و كريما ،و لكنه لا يرقى أبدا لذكاء يسوع .
ساهم موت يسوع العنيف في شهرته الشعبية و في إضفاء الغموض على عقيدته . كان الرومان يعاقبون مواطنيهم من السياسيين بأن يلقونهم من فوق صخرة ( تاربيان ) ، أما العبيد فيقومون بصلبهم و تعذيبهم كما حدث في ثورة سبارتاكوس التي صلب فيها الرومان ستة آلاف من المصارعين المتمردين قبل مائة عام من ظهور يسوع .كان الصلب هو أيضا عقاب يسوع نتيجة ما فعله اليهود عندما صوروه كمتمرد و مثير للفتن من نفس نوعية سبارتاكوس ، و هكذا عذب بنفس الأسلوب العنيف الكريه . عندما أسست الديانة المسيحية بعد 300 سنة من حادثة الصلب ، كان الصليب و أدوات التعذيب هي رمز المسيحية نفسها ،و هكذا اختلطت المياه النقية لحياة المسيح بأقذر ما اعتقده أجداده من تضحيات بشرية .
أضحت القضية أكثر تعقيدا عندما نجح بطرس في إقناع يسوع أنه المسيح المنتظر ،و أن حتى الموت لن يقهره و أنه سيعود ليحكم العالم إلى الأبد . كان التعذيب الوحشي و الألم الصاعق و الإحساس بالضياع السياسي ، مضافا إليه ما شعر به يسوع من الكراهية و العنف و الضعة التي يرسخ فيها البشر ، أيضا مع عبادة أتباعه له ، كل هذا كان عاملا حاسما في اقتناع يسوع برأي بطرس ، و عندما مر 1000 عام دون ظهور المسيح ، انتظر الناس ال 1000 الثانية ،وهم الآن ينتظرون ال 1000 الثالثة بلا ملل ، و كلما مر الزمن بدون عودة المسيح زادت الثقة في عودته ، فهذا التناقض جزء من معضلة العقل البشري .
بعد 600 سنة من حياة عيسى ظهر محمد حاملا رؤية كونية مستنيرة عن الله . كانت تلك الرؤية بمثابة ثورة روحية كاملة ، و لكن هذه الرؤية الباهرة طمست نتيجة تحول النبي إلى حاكم و فاتح ، مما دفعه ليفرط في استخدام أدوات الحكم ، و اضطراره إلى إطلاق الوعود الجزافية بالنعيم المقيم لرجاله و الجحيم المستعر لأعدائه .و رغم رفض محمد أي وضع أسطوري إلا أن أتباعه قدسوه ،و بالتعارض مع تعاليمه جعلوا من تصرفاته و أقواله دينا . و كي ينهض الإسلام من جديد لابد من إعادة اكتشاف محمد هذا الرجل الكبير تماما كما يعاد اكتشاف المسيح الديمقراطي و موسى الضحية البرئ المحروق في الهولكوست .
يا عزيزي لن يتفق المسلمون فيم بينهم و لن يتفق المسيحيون و يجب ألا يتفقوا ، يا عزيزي الثقافة هي التي تقرأ الدين و ليس العكس ، الثقافة الأصولية تنتج دينا أصوليا و الثقافة الليبرالية تنتج دينا ليبراليا كشأن ذاتي بلا تأثير عام كبير ، الأصولية العربية تقرأ الإسلام و المسيحية كلاهما بشكل أصولي متعصب ، و لهذا لا أكف عن نقد الأصولية و الطائفية بشكل متصل لا هوادة فيه ، لأني أدرك خطورة الأصولية و أنها قرحة روحية و سرطان عقلي و إيدز نفسي ، و أدعوا عقلاء المسلمين و المسيحيين إلى التوقف عن المجادلات الدينية العقيمة و تجميل ديانات قديمة يهودية المنبع و الإنضمام إلينا في مقاومة التعصب و الأصولية و الكراهية العرقية و الدينية .
إن مواجهة العنف الإسلامي و المسيحي الغربي و اليهودي الأصولي ليس مسؤولية البابا و لا رجال الدين فهؤلاء جزء من المشكلة و وقودها ، و لكنها مسؤولية كل الرجال و النساء المحترمين و العقلاء من مختلف الأديان ، مسؤولية المثقفين المتحررين و العلمانيين و الليبراليين الذي صنعوا هذه الحضارة العظيمة و عليهم اليوم القتال كي يحافظوا عليها ، يقاتلوا كل أعداء البشرية .. عليهم اليوم أن يواجهوا بن لادن و بوش و أحمدي نجاد و خلفاء شارون بحزم و على قدم المساواة .
09-27-2006, 06:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار - - بواسطة بهجت - 09-27-2006, 06:30 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 0 677 09-06-2012, 12:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  بلدان الإسلام وادعاء "الإسلام هو الحل" زيني عبّاس 2 1,089 04-11-2012, 12:46 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  دعوة الأعضال للتصويت في مسابقة أفضل المدونات العربية زيني عبّاس 0 664 04-03-2012, 01:45 PM
آخر رد: زيني عبّاس
  بروفيسور مصري يعمل في جامعة ميونخ يتوقع انهيار العالم الاسلامي خلال 30 عاما SH4EVER 53 12,583 10-18-2011, 11:40 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  دار الفتوى اللبنانية ترفض "حماية المرأة من العنف الأسري السلام الروحي 6 2,731 07-04-2011, 11:10 AM
آخر رد: tornado

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS