لا يا إبراهيم ...

تركيزك الشديد على تركك للإسلام وذكرك لهذا بمناسبة وبدون مناسبة ليس له تفسير إلا إن في مشكلة ... ومشكلة كبيرة كمان في نظرتك لنفسك ..

أنا شخصيا شايف كده ...

يعني مثلا أنا أعرف صديق عزيز عليّ جدا , انسان شهم ورجل شخصيته قوية وباعتبره أكتر من أخ , أخويا ده كان نصراني وأسلم وأسلمت وراه أسرته كلها مع إنها كانت أسرة قبطية وما أدراك مامدلول كلمة قبطية !

الرجل لايكاد يذكر ماضيه أبدا لأنه ببساطة حاسس من داخله إنه ماضي غير مشرف ولايستحق تمريره على طرف لسانه , هو يستحي حتى إذا حد فتح معاه الموضوع ده ويتضايق جدا ..

ومثل أخويا ده أي واحد كان نصراني ( أربعة ريشة :D ) وأسلم ... لايكاد يذكر ( عاره ) القديم الذي غسله بمية نار !

تعالى بقى على العكس ؟

ياقادر يارب , كل مرتد عن الاسلام لعبادة الصليب أو غيره تحت تأثير إغراء مالي أو جنسي أو أو أيا كان : تجده يصيح على رؤوس قمم الجبال ويصعد أعلى قمة إفرست ويصرخ في مذياع ( أنا كنت مسلم ياعالم ! أنا كنــــت مســـــلم ... ياناس ياهووووووووه ... أنا كنت مسلم , وأنا مش نادم على كده )

طبعا ده حوار للذات وخطاب الى اللاوعي والعقل الباطن لاكتساب بعض الراحة والرضا عن النفس ...وما أقدرش أفسر أكتر من كده ..

لكن الجدير بالحث هنا والشيء اللافت للنظر : تلك المفارقة الحقيقية بين من ترك الاسلام الى النصرانية وبين الاخر الذي ترك النصرانية الى الاسلام ...

انظر كيف ينظر الأول بأهمية إلى ماضيه , وانظر كيف ينظر الاخر إلى ( عاره ) وخيبة أمله التي وأدها ولايسمح بمجرد ذكرها كلاما فقط حتى على الاقل ..

الأمر فيه سر كبير يرجع الى الفرق بين عظمة الله وحده , وبين المخلوقات المعبودة معه ...السر هو : أن هذا يعبد العظيم وذاك يعبد الوهم ...

ذاك ترك عبادة العظيم ويشعر في قرارة نفسه أنه ترك شيئا كبيرا جدا !
وهذا ترك ( الوهم ) , ولذلك هو لايكاد يعبأ به ولايلتفت اليه فضلا عن أن يفخر به , بل بالاحرى هو يخجل منه ويستحي ..

بخلاف الاخر الذي لايكلّ ولا يمل من ذكر انتسابه للماضي الذي يفخر به شاء أم أبى



:97:

معلش أنا ساعات قول الحقيقة بيقف في حلقي ولا استطيع ازدراده إلا أن اتفوه به

:redrose: