زمان كانوا يقولون لنا ليس فقط أن كل المبدعين رجال، بل أن كل الرجال المبدعين كانوا ضد المرأة، ويستشهدون لك بأسماء كبيرة جدا تقطر بل تسيل عنصرية وكراهية واضحة ضد الجنس الآخر ولم يركزوا إن كان هؤلاء "العظماء" شواذا جنسيا أم أسوياء، بعد أن تحركت النساء وأصبحت معاداة المرأة تهمة ولم يعد يجرؤ أحد مهما بلغ ابداعه أن يتفوه بكلام مثل أن المرأة بلا روح وخلاف ذلك، أخذ الأمر منحى آخر فأصبح كل الرجال العظماء والمبدعين عزابا دائبين دائمين ومضربين عن الزواج أو لوطيين، يمكن مقارنة ذلك بالكلام الإيجابي في الغرب عن اليهود ، الغرب الذي يبكي على تشرد اليهود والذي دمر أفريقيا وانتحى أحقر وأشذّ سياسة استعمارية يقولون أن اليهود مبدعين والعرب ليسوا كذلك! ولأن اينشتاين ونيوتن يهود فإن قيمة الدم اليهودي أعلى من قيمة الدم العربي!!

أذكر أن امرأة كبيرة في السن اتصلت بالبي بي سي وقالت انه في أيام شبابها كانت النساء يحصلن على وظائف أفضل وكان الشواذ يخفون شذوذهم .. تجاهلت ضيفة البرنامج التلميح الواضح للسيدة المتصلة أن ظهور الشواذ تزامن مع تراجع حقوق المرأة وأخذ تركز وتؤكد على نقطة اعتراف المجتمعات بهم مؤخرا..

ثم ماذا تعرفون أنتم عن الإبداع؟ لربما تحوي ورقة تحت مخدة عاشق لحبيبته ابداعا يفوق كل ما سجل ووضع في الكتب والانترنت ابداعا، فالأسوياء لا يهمهم أن يظهروا حبهم خارج غرف نومهم.. أما الشواذ فعقدهم النفسية تتضمن الاستعراض ولفت الانتباه..

أنا أجدهم مقرفين وأجد من يدافعون عنهم مقرفون أيضا..