اقتباس:و الفضائيات و برامجها هي نتاج مجتمعاتنا .. لا يمكن أن نتهم به الغرب و نعزوا ما يحدث على أنّه مؤامرة صليبية صهيونية إمبريالية - خذ نفَس - ماسونية . و الحقيقة لا أفهم مالذي يضايقكم "بشدّة" في فتاة تهز ردفيها لدرجة أن تُختصر في مؤخرتها كلّ مشاكل المجتمع ؟!


يا جماعة .. النقاش أخذ منحى بعيد عن الهدف الأساس من الموضوع "برأيي" .. .  


هل يجب على المسلمين مراجعة الذات و قبول الآخر و فهم العالم بشكل صحيح بعيداً عن " لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ...الخ الآية" ؟

أستاذي سليم:
لك أخلص الود.

1. لا أعتقد أن الفضائيات وأسلوبها هي إنتاج مجتمعاتنا لأن مجتمعاتنا تعرف الأصول ولا تحبذ الخلاعة والتهتك. ما يعيب مجتمعاتنا بنظري هو فقدان الثقة بذاتها. تعجبني الفتاة اليهودية وهي ذاهبة للمجمع ولبسها طويل وتغطي رأسها بشكل أنيق وفي ثقة كاملة بذاتها. لو أن المجتمع العربي كان لسان حاله كذلك ودون ميل للتقليد في أي شيء لصار الحال أفضل بكثير. مشكلتنا أننا كشعوب نامية خلطنا الحابل بالنابل ودون أن نسعى لتطوير ذواتنا وإغنائه لبسنا ثوب ليس ثوبنا وياليت الأمر وقف عند الثوب بل صرنا نتنصل لأصولنا. هزة الفتاة لمؤخرتيها مثلما تفعل روبي في إحدى تسجيلاتها والتي رأيتها على النت وصارت موضة لا تزعجني في شيء فكثيرا ما رأيت من المؤخرات والمقدمات. ما يزعج هو المؤشر الذي تدل عليه من أن الناس صارت تبيع وتبيع لأجل الشهرة وبأقل مجهود ممكن وحتى لو كان ذلك معناه التسفل الفني.


2. من جهة الآية القرآنية الكريمة التي أوردت، أعتقد أنه ما يجب على المسلم هو أن ينتصر من وقت لآخر على العقل المؤمراتي فلا يهود ولا نصارى يتربصون به الدوائر ويا ليت الخصوم كانوا اليهود والنصارى ولكن ماذا تقول عندما يكون الأخ ينهش أخاه والناس تبيع بعضها على فلس؟! المأساة هي في تعاملات الناس فيما بينها أولاً وأيضا ثقتها بذاتها ثقة مطلقة دون تذبذب. كثيرا ما يقف الناس عند آية ويقيسون معاملاتهم على هذه الآية. من طريف الأمر في المجتمع المسيحي أنك تجدهم مثلا يقتبسون آية مثل "طوبى للرجل الذي ملء جعبته من الأولاد" وبهذا الاقتباس الحرفي يظنون أن البركة في كثرة الأولاد.. عدد غزير من الأولاد وفي النهاية تصبح لديه مزرعة أرانب! كلام فارغ!