{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان"
الاعصار غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 213
الانضمام: Sep 2003
مشاركة: #17
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان"
هو الملك الأول المعروف من ملوك مملكة نبتة. بعد سنوات عديدة أعقبت وفاته، تضرع الملوك الى الإله آمون بأن يهبهم عمراً مديداً وحكماً مزدهراً مثل الذى وهبه الى الارا. نعلم من النقوش أنه أصبح ملكاً بعد صراع مرير مع منافسيه، وأنه كرس نفسه لعبادة آمون. يعتقد علماء الآثاريون أن النقشين الذين تم الكشف عنهما فى معبد آمون فى كوة "الواقعة على الضفة الشرقية لمدينة دنقلا العرضي"، ينتميان الى الارا. يشير النقشان الى أنه حكم على الأقل لمدة 23 سنة. ويرى الآثاريون أنه سيطر على كامل النوبة العليا وجعل من مدينة نبتة (جبل البركل) عاصمة دينية لمملكته.


# مملكة "نبتة": البدايات الأولى للتأسيس:-
لازالت غامضة أصول العملية الفعلية التى شكلت الدولة الكوشية النبتية. يبدو أن تلك العملية كانت محلية من حيث أصولها ومن حيث مجمل مسار تطور الدولة اللاحق. وكان الكتاب الإغريق والرومان الذين كتبوا بعد هيرودوت واضحين للغاية فى تأكيدهم بأن دولة نبتة لم تكن نتاج انتقال ثقافي تأصل فى مصر. والحق أن أعضاء الأسرة النبتية قد بدأوا مشروعهم لتحويل كوش الى دولة مركزية بأزمان سابقة على اتصالهم بمصر. بعد تأسيس الدولة وفرت لهم العلاقة مع مصر أدوات ونماذج بالإضافة الى بعض الموارد التى ساعدت فى عملية بناء الدولة احتمالاً. فكما أشار الباحث المجرى لازلو توروك اختار أولئك لحكام جوانب من الديانة المصرية لاستخدامها أداة لتشكيل المجتمع الكوشي فى دولة مركزية معقدة قائمة الى حد ما على النموذج المصري Török,1994. وكما أشار كاتسنلسون فان عالم التصورات، كما يتبدى فى المعمار الجنائزي بالكرو، الذى عكسته مدافن الملوك الكوشيين يلمح الى ثقافة كوشية فى الأساس متطورة بطريقتها الخاصة لكنها استوعبت تأثيراً مصرياً حيثما كان ذلك مرغوبا للكوشيين Katsznelson,1970. كذلك فان مجمل مسار ارتقاء الدولة المتبع تشكل فى الأساس فى ظروف داخلية، حتى الديانة المصريّة كما مارستها النخبة النبتية فإنها اعتمدت على طقوس ومعتقدات محلية كوشية.



لجأ الحكام الكوشيون، نتيجة تناقض الخيارات التى تتبع وراثة العرش وبفعل تنظيم القطر على أساس نظام قائم على المشيخات أو الإمارات، الى تلك الجوانب من عقيدة الملوكية المصرية التى تؤكد على الاختيار الصحيح للملوك. فى المراحل الأولى للعصر النبتي تعكس أشكال الديانة المصرية فى مدافن الكرو معتقدات كوشية محلية. خلافاً للفراعنة المصريين الذين أعلنوا دوماً أن شرعية حكمهم مستمدة من امون رع، شدد الملوك الكوشيون على تحدرهم من سلفهم العظيم الارا وهو ما يعكس أسطورة للحكم تختلف عن الأسطورة المصرية. هكذا فإن الحكام الكوشيين تبنوا أساساً أسطورياًً محلياً مختلف عن الأساس الأسطوري المصري.



تشير أقدم ثلاث عشرة مدفناً فى جبانة الكرو، والخاصة بأسلاف الملك كاشتا، الى الكثير من الشبه البالغ درجة التطابق مع المدافن المميزة لملوك كرمة شكلاً ومضموناً. إنها عبارة عن تلال مستديرة لم يتم النجاح فى تحديد المدفونين بها ذلك أن تلك المدافن كانت قد تعرضت للنهب فى القدم. تتجه المقابر من الشمال الى الجنوب، الرفات التى تم الكشف عنها فى مقبرة واحدة فقط اؤرخت بحوالى 800–780 ق.م. الميلاد. تمدد الجثمان فى وضع أشبه بالنائم على جانبه الأيمن لا فى تابوت وإنما على عنقريب. كل هذا يتطابق تماماً مع العادات الجنائزية المميزة لكرمة وفى مقابر المجموعة الثالثة مع عدم وجود أية دلائل تشير الى التحنيط. لاحقاً استبدل الكوم الترابي التلي الفوقي بشكل أشبه بالمسطبة مع بقاء المقبرة (حجرة الدفن) على ما كانت عليه دون تغيير أصابها، مع ملاحظة أن تلك المساطب شيدت فى الغالب كتلال فوقية. تأتي بعد المدافن التلية الثلاث عشرة ثلاث مساطب (الكرو7 و8 و20) خاصة بالملك كاشتا واثنتين من زوجاته. المسطبتان 7 و 8 أشبه فى شكلهما وخارطتهما بالمدافن التلية السابقة، لكنهما تختلفان من حيث أن حجرة الدفن اتخذت اتجاها شرق- غرب وليس شمال- جنوب. من ثم يتكرر هذا الاتجاه المميز للمدافن المصرية فى مدافن الملوك الكوشيين. لجأ الملك بيَّا والكثيرون من خلفائه، فى سعيهم تقنين شرعيتهم لوراثة التاج المصري، الى استعادة تقاليد المملكة المصرية السالفة وشيدوا لأنفسهم أهراماً بداية فى الكرو ومن ثم فى نوري وأخيراً فى البجراوية ، لكنه تم الإقلاع عن هذا التقليد الوافد مع مرور الزمن، اذ بمجرد أن انقطعت العلاقات مع مصر قويت النزعة الى العودة مجدداً الى تقاليد الدفن الكوشية المحلية...الردميات التلية الفوقية كشواهد على قبور الملوك والأمراء والزعماء.



رغم أن شكل مقبرة بيَّا قد تغير وكذلك خليفتيه شاباكا و شاباتاكا و زوجاتهم فإنهم دفنوا وفق عادات أسلافهم- على عنقريب لا فى تابوت. للأسف فإننا لا نمتلك معلومات عن كاشتا و تانوت امانى. المرة الأولى التى يظهر فيها تقليد الدفن فى تابوت كانت فى عهد تهارقا لكن ظل الدفن الشائع على عنقريب. تم الإقلاع نهائياً عن تقليد الدفن فى تابوت بمجرد انهيار مملكة مروى، وكانت عادة ما يسمى بمدافن شاتي التى لا بدَّ فيها للعبيد أن يرافقوا سيدهم الى العالم الآخر قد أطلت مجدداً بفترة قصيرة قبيل انهيار مروى.



هكذا سادت فى كوش على مدى الآف السنوات طقوس محلية لدفن الموتى. تبدلت هذه الطقوس فقط فى فترة الحكام الأوائل للأسرة الخامسة والعشرين الذين فرضوا سيادتهم على مصر. إلا أن تأثير العادات المصرية لم يدم طويلاًً حيث تمَّ استبعادها عودة الى التقاليد القديمة. وبالقدر نفسه بقيت التقاليد الخاصة بوراثة العرش دون تعديل اذ استمر التعاقب على العرش من الأخ لأخيه ومن الأخير لابن أخته. كما واستمرت بقايا التنظيم الأمومي وهو ما انعكس فى التأثير الذى تمارسه الملكة الأم الكنداكة.



الارا وخليفته كاشتا هما أول ملكين من ملوك نبتة تمَّ تثبيت اسميهما، لكننا لا نعرف عنهما أكثر من ذلك شيئاً. أما أسلافهما فإننا لا نعرف حتى أسماءهم حيث لم يتم العثور فى المدافن التلية وفى المساطب السابقة للملك بيَّا فى الكرو على أية نصوص أو حتى نقوش قصيرة. يظهر اسم الارا وكذلك اسم زوجته- أخته كاساكا فى مسلة ابنتهما زوجة بيَّا الأميرة تابيرى. لقبَّ الارا فى هذه المسلة بالزعيم "أورو" وهو اللقب نفسه الذى أطلقه عليه تهارقا فى مسلتين عثر عليهما فى كوة، وكان تهارقا ابن أخت الارا المبجل. بعد ذلك يُذكر الارا فى نصوص الملكين إيريكى أمانوتى 431–405 ق.م. و نستاسن 335– 310 ق.م. بوصفه ملكاً. على كل فان اسم الارا أحيط فى تلك النصوص بالخرطوش الملكى. هنا قد يثار سؤال حول الاختلاف فى لقبه خاصة وأنه تم التمييز فى مسلة بيَّا بوضوح بين ألقاب الزعيم، والحاكم، والملك.



بالطبع فان إعطاء إجابة محددة فى الوقت الراهن غير ممكنة، لكن يبدو أنه خلال فترة الارا لم تكن عملية توحيد كوش قد اكتملت أو أنها كانت قد اكتملت للتو، ومن ثم لم يستطع الارا إطلاق لقب ملك على نفسه كما فعل ذلك بكل شرعية كاشتا ومن بعده بيَّا. اكتفى الارا بلقب أسلافه كما كان إبان المملكتين الوسطى والحديثة. لاحقاً ومع تثبيت الأسرة فان أحفاد الارا البعيدين أضفوا عليه شرف الملوكية مؤكدين فى الوقت نفسه إضفاء اللقب على أنفسهم مثبتين له. يصعب تحديد الامتداد الشمالي لمملكة نبته فى عهد الارا، وهناك احتمال بأن يكون جزء من النوبة السفلى، إن لم تكن كلها، تابعة له، أما حدودها الجنوبية فاحتمالاً أن تكون قد امتدت الى مروى (البجراوية) حيث وجدت مدافن تتطابق ومدافن الكرو يرجع تاريخها الى فترة الارا. قطعاً فان البطانة قد تمَّ استيعابها فى مملكة نبتة فى أيام كاشتا وبيََّا وهو ما تؤكد عليه الأسماء المروية، فقد كان اسم قائدين فى جيش بيَّا، ليميرسكنى وإريكتاكانا، كما أن محافظ مدينة طيبة المصريَّة فى فترة حكم بيََّا كان اسمه كلباسكن، وتتردد الأسماء المرَّوية بكثرة فى عهد الملك أسبالتا. وفى نقش عثر عليه فى سمنة ورد اسم ملكة كوشيَّة مبكرة هى (( كاديمالو ))* -كاريمالا فى قراءة أخرى-، مما يشير الى أن البطانة كانت قد أصبحت متحدة مع نبتة عبر التزاوج. وكان الباحث موركوت أشار الى أن نشوء مملكة نبتة كان نتاجاً للحرب الأهلية المندلعة بين المشيخات الكوشية المتصارعة على السلطة، ونتاجاً للتزاوج الأسري بين عدد من زعماء المشيخات المختلفة Morkot,1994 ونعتقد أن المعطيات المتوفرة حالياً تؤكد على احتواء البطانة تحت سلطة مملكة نبتة بفترة سابقة لاستيلاء نبتة على مصر. إنه ولانجاز مثل ذلك الاحتواء كان لا بدَّ من وجود إما تحالف سياسي أو تزاوج أسرى أو نشاط عسكري مكثف. لكن ما هى فوائد التوسع جنوباً؟ هل هى فقط الثروات الزراعية والرعوية الكامنة فى البطانة؟ نعتقد أنه بالإضافة الى كل ذلك فان السلع الترفية من أبنوس وعاج وجلود وما الى ذلك شكلت دوماً أهمية فى عمليات التبادل التجاري مع مصر وبقية العالم الخارجي.



تشير سجلات التوسع الآشوري فى غرب آسيا الى السلع التى قدمتها مدن البحر الساحلية، من بين تلك توجد القرود وغيرها من السلع المجلوبة الغريبة، لكن الأبنوس والعاج وجلود الأفيال كانت الأهم من بينها. شهدت فترة القرن العاشر- الثامن ق.م. ازدهار صناعة العاج فى غرب آسيا فى كل المدن الفينيقية الساحلية ومدن شمال سوريا، ومعروف الآن أن الفيل السوري المحلى كان قد انقرض قبل ذلك التاريخ، ومن ثمَّ علينا أن نسأل عن مصدر ذلك العاج. تشير المادة الى أن العاج الذى صنع هناك هو من نوع الفيل الأفريقي الغابي. التجارة بين مصر ومدينة بيبلوس فى عصر الفرعونين ششنق الأول وأسركون الأول مشهودة، وكذلك فى أزمان لاحقة مع اشدود و سيدون و تير. غض النظر عما اذا كانت جلود الأفيال والعاج تجلب الى غرب آسيا عن طريق النيل الى مصر بداية أم مباشرة عبر طريق البحر الأحمر، فان المصدر كان لا بدَّ أن يكون سافانا السودان الأوسط.



تثير الآثار الأشورية، التى لا تجد اهتماما فى الكتابات المتخصصة التى يسطرها علماء الدراسات المصرية المهتمين بتاريخ كوش، العديد من التساؤلات. تشير العديد من الأدلة الى الإسهام الأجنبي فى سلاح الفرسان والمركبات الحربية فى الجيش الأشورى، من بين تلك الأدلة نصوص تشير الى الجياد الكوشية كور- كو- ساسا المخصصة لجر المركبات الكبيرة، ووصفت النقوش المتأخرة تلك الجياد بأنها كبيرة الحجم. بالإضافة الى الجباد الكوشية أشارت النقوش الى عدة الجياد الكوشية، كما أشارت أيضاً لوجود الكوشيين فى البلاط الآشوري فى وقت مبكر من عهد تجلات بليسار كأخصائيين للخيول Morkot,1994. وباعتقادنا أن ربط الأدلة الكوشية بالأدلة الأشورية، والتى لن نسترسل هنا فيها، تشير الى أن الكوشيين كانوا يربون الجياد ويصدرونها، ويبدو أن إقليم دنقلا كان هو المكان الأمثل لمزاولة مثل هذا النشاط. يجب ألا ننسى أنه فى الأزمان الحديثة المبكرة كانت دنقلا مركزاً لتربية الجياد، وأن مك دنقلا دفع جزية لسلطان الفونج فى سنار جياداً.



*(( كاديمالو )):- انظر أسفل الموضوع لمعرفة المزيد المثير عن الملكة (( كــاديمالو ))...
10-01-2006, 04:16 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - بواسطة الاعصار - 10-01-2006, 04:16 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة السومرية & الكائنات الفضائية الفكر الحر 5 10,894 09-25-2011, 08:25 PM
آخر رد: الفكر الحر
  ماسينيسا شخصية بارزة في "تاريخ الأمازيغ" Obama 3 5,138 10-28-2008, 06:02 PM
آخر رد: Obama
  الزميل "الاعصار" / دمج مواضيع "الحضارة الفرعونية في السودان". إدارة النادي 1 5,358 10-04-2006, 02:40 PM
آخر رد: إدارة النادي
  السودان بين التاريخ والحاضر skeptic 16 5,423 09-27-2006, 07:54 AM
آخر رد: الاعصار

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS