{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
المسيح، حقيقة أم خيال؟
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #13
المسيح، حقيقة أم خيال؟
أكمل إذن أطروحة روبيرت برايس بعنوان "المسيح خيال"

يقول برايس: علي ان اقول أنني أعتقد أنه هناك اربعة من المعاني التي يمكن أن يقال فيها أن يسوع المسيح كان "خيالا".

أولا - واحذر القاريء أن هذا لن يكون واضحا وسهل القبول- أنه من الممكن جدا، بالرغم من عدم أمكانية إثبات الأمر أو إثبات عكسه، من الممكن جدا أن الشخصية المركزية في الإنجيل لا ترتكز على شخصية تاريخية حقيقية. بعبارة أخرى، إنه من الأرجح أن شخصية "مسيح الإيمان" هي شخصية لاهوتية رمزية كشخصية "العم سام". لكننا لو كان لدينا سوبرمان قادر على السفر عبر الزمن الى الناصرة في القرن الأول فلن يستطيع أن يجد هناك يسوع الناصري. هناك ثلاثه اسباب لأعتمد عليها في هذا الإدعاء علي أن أختصرها وأبسطها لضيق الوقت ...

1- في خطوطها العريضه وفي التفاصيل، نلاحظ أن حياة يسوع كما صورت في الانجيل تتفق مع "طبيعة البطل الأسطوري" العالمية فهو خارق للطبيعة في حمله وولادته، وهو خارق للطبيعة كطفل في هروبه البطولي من محاولات قتله، وهو البطل الذي أظهر حكمته في طفولته، ثم تلقى وظيفته الهية، وهزم الشياطين، وحقق الإنتصارات، وأعلن ملكا، وتمت خيانته، ثم فقد الدعم الشعبي، وقتل كما يقتل الأبطال عادة على رأس جبل، ثم تم الأقرار ببرائته وصعد الى السماء.

هذه السمات موجودة تقريبا في كل الأساطير والملاحم البطولية في كل ارجاء العالم. وكلما اقترب البطل الأسطوري، كهرقل أو أبولو أو سامبافا أو بوذا، كلما اقترب البطل من هذه "الصيغة القوالبية" كلما زاد الاحتمال أن المؤرخين سيستنتجون أنها شخصية حوّلت صياغتها الأسطورة.

وفي حالة يسوع المسيح، حيث تكاد كل تفاصيل القصه تلاءم قصة البطل الاسطوري المثالي بدون إدخارأية تفاصيل، وبدون أية سيرة مستقلة أو معلومات "علمانيه"، إذا جاز التعبير، يصبح من التعسف التأكيد أن هناك شخصية تاريخية حقيقية قابعة خلف شخصية الاسطورة. من الممكن طبعا وجود هذه الشخصية التاريخية، مع الإشارة الى ترجيح عدم احتمال وجودها، ومع الإشارة الى ضرورة استعداد كل المؤرخين للتعامل مع الإحتمالات.

من الممكن طبعا أنه كان هناك بالفعل شخصية تاريخية هي الملك ارثر (ملك الطاولة المستديرة في السطورة الإنكليزية)، لكن ليس لدينا أسباب معينة للإصرار على الإعتقاد بذلك. وقد يكون يسوع الناصري شخصية تاريخية حقيقية ايضا، لكنني خلافا لمعظم زملائي في هذا الإجتماع لا اعتقد انه بإمكاننا مجرد افتراض وجوده.

2- إن قصص آلام وعذاب السيد المسيح التي تنقلها الأناجيل تبدو لي وكأنها مشتقة بشكل مباشر من الأساطير السائدة وقتها عن آلهة الموت وعودة الحياة بما فيها أوزيريس وتموز وبعل، وأتيس وأدونيس وهرقل واسكلبيوس. كما المسيح، كل هذه الشخصيات قيل أنها عاشت يوما حياة كحياة الإنسان على الأرض، قـُـتلت، ثم قامت من الموت بعد فترة وجيزة. طقوس الموت والحياة كانت تمارس في معظم الأحيان في فصل الربيع (الفصح) مع عودة الأرض الى الحياة. وفي كل هذه الأساطير، يتم توكيل مهمّة دفن جسد المخلّص الى نساء طاهرات ثم ما تلبث الجثة أن عادت الى الحياة بعد ايام معدودات.

وكذلك أيضا نجد أن تفاصيل الصلب والدفن والقيامة مماثلة بشكل مذهل الى احداث اقاصيص شعبية سائدة في الفترة الزمنية ذاتها عن عاشقين افترقا ثم دفنت البطلة حية بالخطأ. وحسب الاسطورة فإن بعض سارقي القبور وجدوها حية في القبر فاختطفوها. فلماوجد حبيبها القبر وجده فارغا وثيابها في مكانها فحسب أنها قامت من الموت وصعدت الى السماء. بعدها، انتبه الى ما قد حصل وعاود البحث عنها. لكن مغامرته تلك قادته الى خشبة الصليب، فحوكم وصلب لكنه هرب من الموت. وفي النهاية التقى العاشقان بعد عناء شديد وقد اعتقد كل منهما ان الآخر قد مات فظنا أن من يرونه إنما هو شبح عاشقه جاء ليقول لحبيبه الوداع.

وإزاء هذه الدلائل نجد نوعين من الردود لدى "أهل الإثبات" (المدافعين عن المسيحية):

الاول يزعم ان جميع هذه الاساطير هي نسخة مشوهة عن الإنجيل اقتبسها الوثنيون المقلدون وشوهوها مقترحين أن الكثير من هذه الدلائل يعود تاريخها الى ما بعد المسيحية. غير أن الكثير من الدلائل في الحقيقة تعود الى ما قبل المسيحية. ومن الجدير الذكر ان المدافعين الاوائل عن الفكر المسيحي كانوا يقولون أن هذه التفاصيل المزورة تمت صياغتها قبل الميلاد بواسطة الشيطان ذاته الذي كان يعلم أن يسوع الحقيقي قادم فأراد استباق تضليل البشر. هذه المحاولات اليائسة تشبه محاولات بعض الاصوليين في القرن التاسع عشر ادعاء "ان الشيطان قد انشأ عظام ديناصورات مزوره لكي يخدع البشر فلا يؤمنوا بسفر التكوين". في اي حال، لم يكن للباحثين أن يتطرقوا الى ما نتطرق اليه هنا لو أن هذه الأساطير الوثنية تنتمي الى فترة ما بعد المسيحية.

أما النوع الثاني فهو اختلاف شكلي فقط عن النوع الأول. يزعم سي إس لويس (مؤلف قصة "تاريخ نارنيا" الشهيرة The chronicles of Narnia) أن في حالة يسوع "تحولت الاسطورة الى حقيقة". فلويس تقبّل موضوع التشابه بين قصة المسيح وقصص أبطال الخرافة الوثنية، غير أنه جعل هذا التشابه نوع من النبوة، أو تصورات قلوب تائقة لقدوم يسوع ، أو تحرّق لقيام المخلّص. بالنسبة له، كل القصص البطولية الأخرى كانت فعلا اساطير وخرافة سوى قصة المسيح.

في الاجابه علي ذلك، تحضرني الآن مقالة طريفة لزميلي بروس شيلتون، الذي وقف يوما في غرفة الحمام في منزل أحد اصدقاءه الذي كان مليئا بمناشف من فنادق الهيلتون والهولداي إن والرامادا إن. وعندما سأله صديقة عن سبب دهشته أجاب أنها تعود الى كون هذه الفنادق كلها سرقت وزورت تصاميم المناشف في غرفة الحمام. أم أن صديقه هو من سرق مناشفه كلها من تلك الفنادق؟

إن حجة لويس هي من اليأس بشكل أنه لا يمكن لإنسان عاقل التفكير بتقديمها الا إذا كان مصرا أن أبطالا كالرجل الوطواط والبرق والكابتن العجيب كلهم خرافيين ما عدا سوبرمان فهو حقيقي.

3- من الممكن قراءة العهد الجديد - وبشكل طبيعي جدا - مفترضين أنه يمثل فترة زمنية لم يكن المسيحيين يعتقدون فيها أن مخلصهم الرب كان شخصية تمشي على الأرض في التاريخ الحديث. بولص، مثلا، لم يذكر المسيح ابدا وهو يقوم بشفاء المرضى ولم يذكره أيضا كمعلم. وفي مرتين يذكر تعبير "كلمة الرب" مما دعى باحثي العهد الجديد المحافظون الى القول أن "كلمة الرب" تشير الى وحي نبوي من السماء. أما بطرس، فهو يقول أن موت المسيح لم يكن سببه الحكومتين الرومانية أو اليهودية، وإنما كان تصميما من تصميم الملائكة الشريرة التي تحكم هذا العالم الساقط. "الرومان و 1 بطرس"، كلاهما يحذران المسيحيين أن يراقبوا خطاهم، مذكريهم أن الحكومة الرومانية لا تعاقب ابدا الطيبين، إنما هي تعاقب الاشرار فقط. هل بالأمكان تقديم مثل هذا المزاعم لو كانا على علم بقصة الحاكم الروماني "بيلاطس البنطي" ؟ (الذي غسل يديه من دم الصديق).

وباستثناء حالتين فقط، فإن كل ما جاء لم يتهم بيلاطس أو اليهود بموت المسيح إنما جاء ليؤكد القاعدة أعلاه. كل ما شذ بالإمكان إظهاره "غير بولصي" وأكثر حداثة من الأنجيل.

في نهاية الأمر تم "تأريخ" يسوع وإعادة رسمه كإنسان من الأولين كشمشوم وعاد وكل ما تمّ تشخيصه من آلهة اليهود القديمة. وكجزء من هذه العمليه، كانت هناك محاولات مختلفه لوضع يسوع في التاريخ الحديث بوضع سبب موته على عاتق أطراف معقولة كمستبدين من نوع هيرود أنتيباس أو بيلاطس البنطي أو حتى الأسكندر الجنوسي (؟) في القرن الأول.

لكن هنا يحضرتا سؤال مهم: إذا كان موت المسيح حدثا تاريخيا معروفا لشهود عيان، فلماذا تختلف فيه الروايات التي وصلتنا بهذا الشكل الجذري؟ ولو أن المسيحيين تذكروا فعلا آلام المسيح كسلسلة من الأحداث الحديثة، فلماذا يذكر أقدم الأسفار صلب المسيح مستخدما مقاطع منقولة من دون مرجع من المزامير 22 ؟ لماذا لا يذكر 1 بطرس أية تفاصيل تزيد عن ما ذكره اسحاق 53 ليوثق بها آلام المسيح وعذابه؟ ولماذا يوثق متى رواية مرقس بالمزيد من النقل من زكريا وحكمة سليمان وليس بواسطة الأحداث التاريخية وروايات الشهود العيان؟

لهذه الأسباب كلها أجد نفسي مجذوبا الى نظرية تم تداولها في ما مضى بجدية بين الباحثين وهي أنه لا يوجد يسوع تاريخي خلف زجاج الإنجيل الملون. المسيح خيال.

(انتهى مقال روبرت برايس)

وللموضوع تتمة ..
10-05-2006, 04:26 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-04-2006, 12:06 AM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة إبراهيم - 10-04-2006, 02:33 AM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-04-2006, 03:35 AM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة إبراهيم - 10-04-2006, 04:32 AM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-04-2006, 05:09 AM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-04-2006, 05:10 AM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة إبراهيم - 10-04-2006, 07:00 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة قطقط - 10-04-2006, 08:39 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة العلماني - 10-04-2006, 11:29 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-05-2006, 03:17 AM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-05-2006, 04:26 AM
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة وضاح رؤى - 10-21-2006, 02:10 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة ابن العرب - 10-21-2006, 11:00 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة أبو علي - 10-25-2006, 07:45 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-25-2006, 09:01 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة Hajer - 10-26-2006, 04:31 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة وضاح رؤى - 10-26-2006, 05:10 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة Hajer - 10-26-2006, 05:22 PM,
المسيح، حقيقة أم خيال؟ - بواسطة الكندي - 10-26-2006, 07:37 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حقيقة وعد بلفور فارس اللواء 17 1,911 04-19-2014, 09:16 AM
آخر رد: عاشق الكلمه
  للتحميل: لماذا النشوء والتطور حقيقة راهب العلم 6 2,078 05-11-2012, 04:05 PM
آخر رد: راهب العلم
  حقيقة وراء قناة الجزيرة‏ ... observer 11 3,195 10-28-2011, 04:39 PM
آخر رد: نيو فريند
  جمهورية اليهود ...حقيقة تاريخية والحل بيد الليدي ميشيل نسمه عطرة 1 1,969 01-10-2011, 10:43 PM
آخر رد: أسامة مطر
  أنا أتحدى الجهة السلبية من العالم الأخر ( وهم أم حقيقة ) مؤمن مصلح 1 1,187 08-31-2010, 01:55 PM
آخر رد: مؤمن مصلح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS