شهادات من أصحابه ورفاق دربه

انطون مقدسي من المفكرين العرب القلائل الذين أدركوا أهمية مسألة الديموقراطية
في الخطاب القومي بوصفه وعياً حداثياً بالوجود والتاريخ

المستقبل - دمشق ـ سالار أوسي

انطون مقدسي الذي رحل بصمت، كما عاش بصمت، من تلك القامات النادرة في الفكر العربي، قامة منفتحة، مشرعة على كل احتمال، وعلى كل تحول. انتمى الى الفكر القومي كقضية مفتوحة، وكانتساب حي، وكهوية تتجدد في المستقبل، في علاقتها بمختلف المفاهيم والظواهر، فالعروبة بالنسبة اليه، أكبر من أن تتجمد في قالب نظري، وأكبر من أن تكون مجرد اسم، ويافطة، وحزباً، بل هي مجموعة قيم أساسية تغتذي بقدر ما تتقبل وتبدع (نفسها)، وتتجاوز أطرها المحددة. فالعروبة كفكرة تتجدد لا يمكن أن تنفصل حتى في بعض ثوابتها عن الحداثة. إذ لا يمكن أن تكون ثورية بملامح تتجمد، ولا جامدة بارثها العريق. والأهم أن انطون مقدسي، حاول وفي هذا الإطار التجديدي فتح الفكر القومي على مختلف الإنجازات التاريخية والحداثية من الماركسية الى الحداثية وما بعدها، لتكون ايديولوجيا تنفي نفسها باستمرار، لتستعيد ولاداتها غير المحدودة.
هذا الراحل الكبير الذي اختصر عصراً بكل تحولاته وآماله وظواهره وانتكاساته، وبقي في الظل، خارج المظاهر، والتنازلات، قريباً من ضوء المعرفة، قريباً من العقلانية المتوهجة، قريباً من ذلك الالتزام، الذي وبقدر ما هو صارم، ومحدد، ودقيق، مشرع على الإنسان وفي خدمة الإنسان، حيثما كان وأياً كان.
هنا شهادات لعدد من المثقفين السوريين.

يوسف سلامة (مفكر وأستاذ فلسفة)

فيلسوف
عرفت استاذنا انطون مقدسي، منذ أيام الطلبة الأولى عندما كنت واحداً من طلابه في جامعة دمشق. ولا أظنني أنسى حتى آخر يوم في حياتي ما استمعت اليه من أفكار ورؤى متجددة، متطورة، من محاضرة الى أخرى ومن درس الى الذي يليه. لم يكن انطون مدرساً، ولا مجرد أستاذ، لقد كان فيلسوفاً يمتلك وجهة نظر خاصة به. وكانت الفلسفات التي يعرضها على الطلاب في المحاضرات، أو ضمن المقالات التي كان ينشرها على فترات متباعدة، مجرد مناسبات ليكشف عن مواقفه الفلسفية الخاصة. كان يفكر على الفلاسفة مثلما كان يمتلك فكره الخاص، غير أن أفكارنا الخاصة في كثير من الأحيان قد تحتاج الى ما يقدمها ويبرزها، فكان فلسفات أفلاطون وأرسطو وكانط وهيغل وغيرهم، مناسبات للتأمل الفلسفي لطالما استمتعنا بالاستماع الى أفكاره حولها، أو قراءته لها، استماعاً يجمع بين العقل والعاطفة في وقت واحد.
لقد كان أنطون مقدسي يعيش دهشة دائمة ممتزجة بنوع من السخرية المهذبة التي تذكر بسقراط، وإن كان للمقدسي نكهة سورية يبرودية خاصة تخلع عليه طابع الفيلسوف الحق الخارج من بيئته والمنتج لأفكاره انطلاقاً من ذاته وعصره وأمته.
ولقد تطور فكر أنطون مقدسي على نحو لافت للانتباه على امتداد ستة عقود أو يزيد. ومن هنا فإن ما قد يبدو تناقضاً بين أفكار أنتجها في البداية، وأخرى انتجها في المراحل التالية من حياته، ربما لم يكن هذا إلا نوعاً من التكامل والنمو الذي لا بد للفيلسوف الحق من أن يمر به ويعانيه تجربة حية متجددة على مر السنين والأيام.
لقد كان المقدسي فيلسوفاً بحق، خرج من التراب السوري وعاد اليه، وما عودته تلك إلا نذير بانبجاس أفكاره في صورة أخرى. لعلها أن تكون أكثر تقدماً في "النبوات" القليلة التي ربما كان المقدسي على ايمان بأنه قد أنتجها قبل أن يزفز زفزة الفلسفة الأخيرة، زفرة الغضب، زفرة النقد، زفرة عدم الرضى على كل شيء.
تكلم شهادة محبة وتقدير وعرفان نحو الإنسان الذي كان أول من تعلمت منه الخطوة الأولى في عالم الفلسفة، وفي تيارها الجارف يوم كنت لا أزال في المدرسة الثانوية.
وإنني لأشعر اليوم، وأنا أستاذ جامعي، عندما أتذكر رحيل الأستاذ، أنني منشدّ الى تلك اللحظة الأولى، اللحظة البكر التي قادني اليها أنطون مقدسي بمحبة الأب وحكمة الفيلسوف وصبر المعلم.

عبد الرزاق عيد (مفكر وباحث):

مرآة لتجربة الحداثة
أنطون مقدسي قامة ثقافية طاولت زمنها الثقافي السوري على مدى أكثر من نصف قرن، أو لنقل على مدى ستة عقود، حيث يمكن اعتباره مرآة لتجربة الحداثة السياسية والثقافية في سوريا خلال هذه الحقبة الطويلة بوصفه واحداً من رواد الفكر القومي العلماني الديموقراطي الحداثي الذي انتهى الى لاءات الحداثة التي تؤمن بكل شيء على قاعدة انهياراته، أي من رؤية نضالية رومانطيقية واثقة من فاعليتها الذاتية الى برزخ سديمي حيث لا ذات ولا موضوع، ولا مادية، ولا مثالية، حيث القلق والخوف وإرادة كلية القدرة يصنعها الغرب الذي هو خطة واختصاصي مفعل.
هذه الصياغة هي ما انتهيت اليه في دراسة مطولة عن الراحل في كتاب "قضايا وشهادات" الفصلي ـ العدد الثاني ـ صيف 1990.
وقد قام الراحل ونوس في العدد التالي من "قضايا وشهادات" عن "الحداثة" ـ شتاء 1991، بإجراء حوار مطوّل معه بدأه في الرد على اطروحتي هذه بما بدا وكأنها شهادة إدانة، فاندفع الراحل سعدالله لإجراء حوار كان بمثابة افتتاح للعدد الثالث في ما اعتبر في حينه رد اعتبار ثقافياً وفكرياً وسياسياً للراحل.
لكن في واقع الأمر، إن الرجل الذي كان يفترض أنه يعيش في ظل سلطة الايديولوجيا التي بالتأسيس لها، وهي ايديولوجيا البعث، كان رغم كل ذلك، وعبر مراحل حياته يدافع عن نفحة ليبرالية ثقافية تعكس مدى عمق اتصاله بالثقافة العالمية، وقد ساعدته هذه الروح الليبرالية، على اتخاذ المسافة المناسبة والضرورية تجاه منشورات وزارة الثقافة، التي كان له الفضل الأكبر في جعلها على هذه الدرجة من التنوع والغنى والعالمية، حيث أتيح للمثقف السوري والعربي أن يشكّل مكتبة ثرية من الانتاجات العالمية المترجمة، بسبب رخص الكتاب الصادر عن الوزارة، ولعل ليبراليته هذه كانت وراء رسائله المتوالية ـ بعد تقاعده ـ الموجهة الى الرئيس السوري الشاب يدعوه فيها الى استعادة سوريا كفضاء تاريخي وثقافي وسياسي في الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
هذا الأفق الليبرالي الديموقراطي الواسع كان يتيح له القدرة على تحمّل راديكالياتنا اليسارية الشابة منذ السبعينات كما أن قامته السامقة أتاحت له حيزاً مستقلاً عن تدخل الجهات الرسمية الرقابية خارج الوزارة، ولم ندرك أهمية هذا الدور وقيمته إلا بعد أن غادر موقعه في وزارة الثقافة كرئيس للتأليف والترجمة، لتخلفه قامات قصيرة يخضعون للقرارات الخارجية الهابطة من الأعلى. إن من دواعي سروري أن الراحل قد ترك لي توقيعه على أول كتاب صدر لي في أواخر السبعينات عن الرواية العربية، وقد علمت أنه هو من كتب كلمة الغلاف لكتابي الشاب الأول، إذ يسجل هذا المقطع الطليعي السباق في قدرته على إدارة الاختلاف البنّاء مع كاتب شاب يختلف معه في المنظور والرؤيا، إذ يكتب الراحل على غلاف الكتاب: "قد تختلف مع عبد الرزاق عيد في بعض استنتاجاته وربما فيها كلها، ولكن لا يمكنك إلا أن تعترف بأنه أضاف شيئاً جديداً الى ما تعرفه عن الروائيين الذي يحلل... وقراءته ليست مجرد تسجيل، لما جاء في هذا العمل أو ذاك، بل هي كشف عن دلالة والدلالة كانت ولا تزال وستبقى دوماً خلافية، إلا أن الفكر ـ أدبياً كان أم فلسفياً ـ يتقدم عبر صراعاته، كما أن الحرية تتقدم عبر الحوار".
هذا الخطاب المنتج في سبعينات القرن الماضي يبدو اليوم وكأنه غريب عن ساحات الرؤيا الفكرية والثقافية القائمة، والتي تضيق وتضيق لتشعرنا بمدى الخسارة التي لحقت بالثقافة الوطنية والديموقراطية السورية برحيل أنطون مقدسي.

سربست نبي (أستاذ فلسفة):

ضرورة الديموقراطية
من وجهة نظر معينة، يُعد غياب الوعي بضرورة الديموقراطية أحد المثالب الكبرى في الخطاب القومي العربي في نماذجه الكلاسيكية، وقد عنى المثقفون والمفكرون القوميون العرب باستمرار بقضية حرية الأمة سياسياً على حساب المبدأ الأول (ضرورة الديموقراطية)، ولعل أهمية أنطون مقدسي تأتي في هذا السياق، حيث كان من المفكرين الرواد القلائل الذين أدركوا أهمية مسألة الديموقراطية (نظرية وممارسة) في الخطاب القومي، بوصفه وعياً حداثياً بالوجود والتاريخ.
إن هذا الجانب النقدي في إدراك أنطون مقدسي تفسره الذهنية التنويرية التي امتلكها بصورة مبكرة في سياق علاقته مع ماركس والماركسية النقدية كما نفترض.
إن مقداراً هاماً من الوعي القومي ذي الطابع التاريخي الحداثي يمكننا اكتشافه في فكر أنطون مقدسي، وبخاصة في المرحلة المتأخرة من حياته، حين شرع بالتعاطي النقدي الايجابي مع المسألة الوطنية بوصفها مسألة ديموقراطية بالدرجة الأولى، لكن هذا الشروع لم يحقق لنفسه انتشاراً وشيوعاً يفسره جمود المناخ الثقافي والسياسي السائدين، وقد عزز أيضاً هذا الانحسار انكفاء المفكر بالذات عن العقل السياسي المباشر. إن الحاجة الى الدراسة النقدية للتجربة الفكرية والسياسية لمقدسي ورعيله تُعد مدخلاً أكثر من بيوغرافي لمسيرة رواد الفكر القومي الكلاسيكي. ولهذا السبب يعد مقدمة أساسية الى القراءة التاريخية النقدية لايديولوجيا القومية العربية التي باتت تثير أكثر من تساؤل حولها الآن، وقد غدت موضوعاً للبحث عن أكثر من مستوى. لكن يظل هاماً الإشارة الى الوعي القومي لدى أنطون مقدسي وسواه قد شابهوا (من حيث المنشأ والتكوين) المثالب الايديولوجية ذاتها التي طبعت الخطاب القومي الكلاسيكي بطابعها، ومن هذا القبيل: اللاتاريخانية، ومأزق العلمانية، وغياب البعد الديموقراطي، التي تشرحها جملة البنية الميتافيزيقية ذاتها للخطاب القومي، وليس في مقدورنا الإشارة في هذا السياق الى أحد استطاع أن يتخطى بجدارة هذه "المآزق" سوى الياس مرقص الذي وعى الى حد كبير هذه المشكلات التي يمكن وصفها بهشاشة الوعي الحداثي لدى المفكرين القوميين العرب. وأنطون مقدسي يناظر الياس مرقص من حيث الأهمية والمكانة في الفكر القومي.
إن رحيل آخر المفكرين القوميين الكلاسيكيين الكبار في هذه المرحلة يثير مجدداً لدى الجميع أهمية المراجعة النقدية الجدية للفكر القومي العربي الذي لم يكن إنموذجاً يمكن القول عنه،... إنه الأفضل دون الاكتراث بالأهمية المنطقية والتاريخية للمسائل السالفة.

أحمد برقاوي (مفكر ورئيس قسم الفلسفة):

هزيمة الواقع
ـ "أنا أعلم أن الصورة قاتمة ومحبطة، لكني ـ ما دامت لدي القدرة ـ سأظل أعمل وأبدي رأيي. تمر لحظات قصيرة أشعر فيها باليأس، لكني سرعان ما أنحيها قائلاً لنفسي: سأواصل المحاولة حتى مماتي".
القول هذا لأنطون مقدسي في حوار جرى صيف 1990، والمحاور سعدالله ونوس، والكتاب "قضايا وشهادات".
غاب أنطون وغابت معه محاولاته، ورحل سعدالله ونوس ورحل معه أمله، وأُخفقَ مشروعنا "قضايا وشهادات" لكنّا ما زلنا نحلم ونأمل ونحاول.
هُزم الواقع ولم ينهزم أنطون الشخص المثقف العضوي. احتفظ بالروح الناقد والمتأمل والآمل والمتمرد على عالمه المعيش.
عاش بين جدران أربعة حراً، يفكر بحرية وظلّ مشدوداً للمستقبل، يتأمل تجربة الماضي بجمالها وقبحها، بيقظتها وسباتها، بانتصارها وهزيمتها. يتجاوز وعيه بالعالم دائماً، لكنه ظلّ مشدوداً الى الحداثة والعقلانية والديموقراطية.
مثقف الممكن، لم يأسر نفسه في النزعة الأكاديمية الخادعة، ولم ينكص الى ذاتية يائسة تنال من أحلام الناس، بل ظل مشروعاً يرسم الوجود الآتي.
أحب أفلاطون دون عبيد، ومال الى ماركس دون ماركسية، واحتفظ بالمسيح دون مسيحية، وظل عروبياً دون تعصب. أحب الأرسوزي ولم يكن أرسوزياً.
هاجسه الإنسان الحر في الشرق والغرب فلم يتغرب ولم يتشرق.
أذكره أستاذاً محاضراً في قسم الفلسفة في سبعينات القرن الماضي. علّمنا الفلسفة اليونانية كفيلسوف ينتمي الى أثينا. يستعيد محاورات أفلاطون بطقس من الحوار. لم يتأفف يوماً من أسئلتنا، نحن ثلة من اليساريين الشباب الذين تحلقوا حول نايف بلّوز، رافضين مثالية أفلاطون وهيغل وبرغسون منتمين الى ماركس ولابسين قبعة غيفارا. حجبنا الأيديولوجيا يومها عن الأستاذ. كيف لا ونحن نمتلك الحقيقة مبكرين؟!
في مكتبه الصغير في وزارة الثقافة كان يرسم مشروعاً للوعي عبر الترجمة، وتأتي كتب آلان تورين، والتوسير وهنري لوفيفر، وشاتليه، ورأس مال ماركس. كأنما أراد تجاوز فقرنا الروحي بإثرائنا بالوعي الغربي بالعالم. لكن أنطون ناقد شرس لحداثة الغرب التي أفقرت الإنسان عبر الرأسمالية. أرادها حداثة دون اغتراب لأنه مع الإنسان الذي حلم به ماركس والمسيح.
حسبك أن تستمع إليه حين قال: "لقد فجر الإنسان كل غرائزه: الآلة، المجتمع الاستهلاكي، الصور، السينما، التلفزيون.. كل هذا فجّر غرائز الإنسان جميعاً، فصار فقيراً. لم يعد لديه ذلك الفائض. وهنا نقطة ضعف الحداثة. الإنسان في حقيقته فائض عن ذاته. في هذه المجانية التي تطفر منه. الآن ضاعت المجانية. كل قيمة المسيحية أنها استغلت هذه المجانية الى أبعد حد، أو أرادت أن تهبها. فالفكرة المسيحية، وهي تختلف عن النظام الكنسي والتديّن، مبنية على أن كل ما في الدنيا مجاني، لا ثمن له. لأن الرب مجاني. كل ما في الطبيعة مجاني. الله يحب، يعني أنه يعطي كل شيء. هذه المجانية تلاشت واندثرت... ما من شيء مجاني في واقعنا الراهن. كلها أسعار وحسابات. حتى الكتابة صارت جزءاً من العملية التجارية الواسعة.. هنا مأزق الرأسمالية، ومكمن الفساد. هذا الوضع أفقر الإنسان".
هو ماركس يتحدث بلسان المسيح، أو المسيح يتحدث بلسان ماركس. إنها طوباوية ولا شك، لكنها طوباوية التمرد، طوباوية أفضل من واقعية آسنة تدافع عن الواقع.
مات الطوباوي المقدسي، فلا تُميتوا الطوبا أيها العائشون.


حنا مينة (روائي):

أفلاطوني
ـ يقول الحديث الشريف: "اذكروا محاسن موتاكم"، وعليّ أن أذكر المرحوم أنطون مقدسي المفكر والكاتب بالخير، ما دام صار في ذمة الموت، لقد كان أفلاطونياً متعنتاً، وكلنا يعرف مثالية أفلاطون، التي درّسها المرحوم في جامعة دمشق على مدى عقود من الزمن، وكرّس نفسه لتخريج أجيال من الطلاب يأخذون بالميتافيزقا الأفلاطونية، وكان بارعاً في تدريس هذه المادة الفلسفية. رحم الله الأستاذ أنطون مقدسي وجزاه خيراً على ما بذل من جهد كبير في ضبط ترجمة كتاب رأس المال في عدة أجزاء، والذي يُعدّ في الفكر العالمي أعظم ما كتبه ماركس. فلأول مرة يصدر كتاب بهذه الأهمية في الوطن العربي، خالٍ من الأخطاء والعثرات، وكان ضبط هذه الترجمة لهذا الكتاب الضخم بالاشتراك مع الدكتورة نجاح العطار. وفي ما أعلم فإن سوريا هي وحدها التي ترجمت ترجمة دقيقة لكتاب رأس المال الى العربية، وكان ذلك بفضل المرحوم المقدسي وجهوده.