{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
اهداء للزميل العراب
داعية السلام مع الله غير متصل
وما كنا غائبين ..
*****

المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
مشاركة: #4
اهداء للزميل العراب

شكرا لك ياعراب على حسن تلقيك وقبولك (f)

وشكرا لك يانسمة على روحك الطيبة (f)

نستكمل اذن ..

يقول الدكتور محمد حفظه الله :

وليس من حق طرف واحد أن يستَبِدّ بالساحة الإسلامية كلها ويستأثر بالتفكير وباتخاذ قراراتٍ كل الأمة الإسلامية تحمل تبعاتها رغماً عنها ورغم أنفها.

فعملية استعداء عدو لا تحتمله الأمة في هذه الظروف الراهنة، وتصعيد العداء معه أكثر من ذلك لشدة ضعف المسلمين ولعوامل كثيرة خارجية وداخلية، ناهيك عما يحدث من تعبئة شعوب بأسرها ضد المسلمين وما يحصل بسبب ذلك من الصد عن سبيل الله تبارك تعالى.

أذكركم بحادثة كنا ذكرناها من قبل تحت عنوان (فوائد دراسة أشراط الساعة) ذكرنا أن من فوائد دراسة أشراط الساعة [تعلم الكيفية الصحيحة التي دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كي نتعامل بها مع بعض الأحداث المقبلة التي قد يلتبس علينا وجه الحق فيها.

يقول الله سبحانه وتعالى: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (128) سورة التوبة، وفي الحديث: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تُنكرونها، وتجيء فتنة، فيرقِّق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يُزحزح عن النار ويُدخَلَ الجنة فلتأته منيَّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) وهذا الحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي.

فالرسول صلى الله عليه وسلم كان من بركة السنة ومن شدة حرصه على أمته أنه علمهم كيف يواجهون الفتن المقبلة والأحداث المقبلة وكيف يكون التصرف فيها

فقد بشر عثمان رضي الله عنه بالجنة على بلوى ستصيبه، وأخبر عماراً أنه تقتله الفئة الباغية، وأمر أبا ذر رضي الله عنه أن يعتزل الفتنة وأن لا يقاتل، ولو قتل وكان حذيفة يسأله عن الشر مخافة أن يدركه ودله صلى الله عليه وسلم كيف يفعل في الفتن، ونهى المسلمين عن أخذ شيء من جبل الذهب الذي سوف ينحسر عنه الفرات، وبصّر أمته صلى الله عليه وسلم بفتنة الدجال وأفاض في وصفها وبين لهم ما يعصمهم منها، وامتدت شفقة النبي صلى الله عليه وسلم لتشمل إخوانه الذين يأتون من بعده ولم يروه، فبذل لهم النصح ودلهم على ما فيه نجاتهم وحسن عاقبتهم.

فمن ذلك –وهذا هو الشاهد من الكلام- قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود في كتاب الملاحم في باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة حديث يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (اتركوا الترك ما تركوكم ودعوا الحبشة ما ودعوكم) أي ما تركوكم.

فمن ثم أمسك المسلمون عن استفزاز واستثارة الترك، والترك لا تشمل أهل تركيا فقط، بل تشمل جزء كبير من شمال آسيا، فأمسك المسلمون عن استفزاز واستثارة الترك فسلموا من غائلتهم، ببركة اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن خالفوا التوجيه النبوي، ولما خالفوا هذا الحديث جاء الشؤم والشر والبلاء المستطير الذي يُضرب به المثل، الذي دمر الأخضر واليابس وفَعَل من الجرائم ما هو معلوم.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: (وقد قتل جنكيز خان من الخلائق ما لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم، ولكن كان البداءة من خوارزم شاه) الملك (فإنه لما أرسل جنكيز خان تجاراً من جهته معهم بضائع كثيرة من بلاده فانتهوا إلى إيران) يعني هو وفد دبلوماسي معهم بضائع كثيرة من بلادهم وجلبوا البضائع (فانتهوا إلى إيران، فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه) محافظ المكان أو الوالي، وهو مندوب من؟ خوارزم شاه الملك، (فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه، وأخذ جميع ما كان معهم) نفس المنطق أنني قدرت عليهم فلا أضيع الفرصة وأهتدرها بدون انضباط ولا بصر في العواقب ولا في النتائج (فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه وأخذ جميع ما كان معهم، فأرسل جنكيز خان إلى خوارزم شاه يستعلمه: هل وقع هذا الأمر عن رضىً منه، أم أنه لم يعلم به فأنكره؟) أي ما موقفه طبعاً خطاب دبلوماسي، نفس اللغة الدبلوماسية، هل هذا الأمر وقع بغير رضا منك -حادثة عابرة- أم أنك عرفت به وأقررته ولم تنكره (وقال فيما أرسل إليه: من المعهود من الملوك أن التجار لا يُقتلون، لأنهم عمارة الأقاليم، وهم الذي يحملون إلى الملوك ما فيه التحف والأشياء النفيسة، ثم إن هؤلاء التجار كانوا على دينك) كانوا مسلمين (ثم إن هؤلاء التجار كانوا على دينك فقتلهم نائبك، فإن كان أمراً أمرتَ به طلبنا بدمائهم، وإلا فأنت تنكره وتقتصُّ من نائبك.

فلما سمع خوارزم شاه ذلك من رسول جنكيز خان، لم يكن له جواب سوى أنه أمر بضرب عنقه) أمر بضرب الرسول حامل رسالة جنكيز خان، الغباء السياسي والحماقة التي لا تحسب ولا تتبصر في العواقب (فلم يكن له جواب سوى أنه أمر بضرب عنقه فأساء التدبير، وقد كان خرَّف، وكبرت سنه، وقد ورد في الحديث: اتركوا الترك ما تركوكم، فلما بلغ ذلك جنكيز خان تجهز لقتاله وأخذ بلاده، فكان بقدر الله تعالى ما كان من الأمور التي لم يسمع بأغرب منها ولا أبشع).

فهنا نرى أن المسلمين لما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترك الترك جاءت العاقبة عنيفة مروعة مريرة حيث اجتاح التتار ديار الإسلام في كارثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

وفي أكثر من موضع ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وقائع القتال بين المسلمين والتتار، وبيَّن أن المسلمين لم يكونوا يتعقبون التتار إذا فروا هاربين أمامهم، )

كانوا دائماً إذا قُدر صدام مع التتار فكان بخلاف الشأن مع الكفار الآخرين -إذا فروا يُتتبع هاربهم ويجهز عليه- لكن مع التتار بالذات كان المسلمون على وعي وانضباط بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره إياهم: (اتركوا الترك ما تركوكم) فكان المسلمون لا يتعقبون التتار إذا فروا هاربين أمامهم ولو كانت الرماح تنالُهم، ومثال ذلك ما ذكره في حوادث سنة ثلاث وأربعين وست مائة يقول: (وفي هذه السنة كانت وقعة عظيمة بين جيش الخليفة وبين التتار لعنهم الله، فكسرهم المسلمون كسرة عظيمة، وفرقوا شملهم، وهُزموا من بين أيديهم فلم يلحقوهم) المسلمون لم يطاردوهم (ولم يتبعوهم خوفاً من غائلة مكرهم وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: اتركوا الترك ما تركوكم)

فهذه عبرة من عبر التاريخ أنه لا يكون من مصلحة المسلمين خاصة في مثل هذه الأوضاع التي نحن فيها الآن أن يكون هناك استعداء واستفزاز لأمم لا نقوى على مواجهتها بالمثل، بل بالعكس الوضع لا يخفى على أحد.

وليس معنى ذلك أننا نثبط عن الدفاع عن بلاد المسلمين أو المقاومة المشروعة، لكن نتكلم عن مثل هذه الاجتهادات التي تأتي بعواقب، وتعطي للقوم مسوِّغات، ومزيد من التنكيل، ومزيد من الحرب على الإسلام وأهله.

بُعد آخر في الحقيقة، وهو مؤلم في غاية الألم، حينما تحصل مثل هذه الحوادث، ونرى بصورة تلقائية كرد الفعل المنعكس مباشرةً (أن هذا الإرهاب والمسلمون، والإسلام بريء من الإرهاب)، وهذه النبرة العجيبة التي تشيع جداً في داخل بلاد المسلمين وفي خارجها، ولكن مع ذلك هذه التصرفات تكون مثل الوقود الذي يَزيد النار اشتعالاً، ويعلي هذه النبرة: نبرة وصف الإسلام بالإرهاب ونحو ذلك من هذه الأشياء.

موضوع البُعد الدعائي -خاصة في مثل هذا الزمان الآن- لابد أن يوضع في الاعتبار، يعني هذا عصر الدعاية، الآن أصبح العالم فعلاً ليس قرية واحدة بل حجرة واحدة، فعصر الدعاية الآن الدعاية فيه لها تأثير في غاية القوة والعمق.

فهذا العنصر الدعائي لم يهمله النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، حيث إنه صلى الله عليه وسلم لما حصل من ذي الخويصرة التميمي ما حصل وقال: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، قال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل له: إنه ليس منافقاً، لا، لأنه آذى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه أذية وطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا بلا شك من النفاق، لكن انظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم البعد الدعائي وأثره في الدعوة قال: (لا، دعه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)إذا قتل واحداً من جيشه، هو في الظاهر واحد من المسلمين، فبالتالي إذا شاع في الجزيرة العربية أنه يقتل من يلحق بدينه، ومن يدخل في دينه ويعتنق الإسلام فإنه لا ينجو من القتل، لأنهم لا يعرفون التفاصيل، لكن سيلتقطون الرسالة بطريقة تخويف الناس، وأن من يدخل في الإسلام شوف يُقتل.

فمن ثَم وضع النبي -وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم والمؤيَّد بالوحي- العنصر الدعائي في اعتباره حينما وزن الأمر، فقال: (لا، دعه، لا يتحدث الناس أن محمداً صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه.

فموضوع ربط الإسلام بالدماء أحياناً نحن نتصرف بلا وعي، بصورة ليس فيها وعي كاف، ونُزكِي ( أي نزيد ) هذا التشويه، هناك فرق بين أن تستجلب أنت البلاء لنفسك بتصرف إرادي منك، وبين أن يفرض عليك البلاء، فهناك فرق بين الإثنين، فأحياناً نحن لما نُتهم بالإرهاب وهذه الأشياء، ويكون ذلك ظلماً وعدواناً على شرع الله سبحانه وتعالى، غير لما نُعطي نحن المسوِّغات التي تقوي هذه الأوهام عند أعدائنا.


فهناك تصرفات نحن نرتكبها تخدم هذا الهدف، لا يوجد اعتبار للصدى النفسي ورنين هذا التصرف على تخويف الناس أكثر من الإسلام، وصدهم عن سبيل الله، مكثتُ مدة طويلة أحاول أن أجد دليلاً مباشراً على أثر حسن الخلق في جذب الناس للإسلام، وأثر سوء الخلق في تنفيرهم عن الإسلام، فظفرتُ وأنا أقرأ في تفسير ابن كثير منذ عدة سنوات عند تفسير آية في سورة النحل، وهي قول الله تبارك وتعالى: (وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ} (94) سورة النحل، فالشاهد هنا أن الحافظ ابن كثير أشار إلى معنى طيب جداً، وهو المعنى الذي كنت أبحث عنه، فإنه قال إن المسلمين إذا عاهدوا غيرهم عهداً ثم نقضوه وغدروا به فهذا يجتلب لهم نوعين من الشر: الأول شر لازم الشخص نفسه (فتزل قدم بعد ثبوتها) انحراف عن منهج الشرع الشريف، أما الخطأ الثاني أو الشيء الثاني الذي يعاقب عليه: (وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم) تذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله شرَحَها ابن كثير فقال في تفسير سورة النحل: بما صددتم عن سبيل الله أنكم حينما تحلفون وتعاهدون ثم تغدرون فإن هذا يكون فتنة للكفار حينما يقولون: لو كان في دينهم خير ما نقضوا العهد وما غدروا، فيُصدون عن الدخول في الإسلام بسبب سوء مسلكهم.


يتبع ياعراب .. خليك معي ..الجزء القادم هو الجزء الأخير ..

:redrose:





10-06-2006, 11:19 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
اهداء للزميل العراب - بواسطة The Godfather - 10-06-2006, 11:09 AM,
اهداء للزميل العراب - بواسطة نسمه عطرة - 10-06-2006, 12:04 PM,
اهداء للزميل العراب - بواسطة داعية السلام مع الله - 10-06-2006, 11:19 PM
اهداء للزميل العراب - بواسطة The Godfather - 10-09-2006, 06:58 AM,
اهداء للزميل العراب - بواسطة خوليــــو - 10-09-2006, 07:22 PM,
اهداء للزميل العراب - بواسطة The Godfather - 10-10-2006, 12:24 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عائشة كرمز تأسيسي لمرحلة جديدة "للزميل لامنتمي" محمد يوسف 22 4,528 11-01-2008, 11:13 PM
آخر رد: Al gadeer
  سؤال للزميل أمون ـ تنمية neutral 3 1,144 01-17-2008, 02:15 AM
آخر رد: neutral
  مقال فى القدس العربى للزميل المهاجر الفلسطينى..نموذج للتفكير بالتمنى فضل 9 1,928 05-31-2007, 05:40 AM
آخر رد: المهاجر الفلسطيني
  نقل موضوع للزميل أبو خليل Averroes 1 657 05-16-2007, 11:38 PM
آخر رد: Averroes
  اهداء الى الرفيقThunder...etc Truth 1 571 12-19-2006, 06:16 PM
آخر رد: Truth

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS