اقتباس:وكيى أكون صريحة معكم أكثر أخاف من الارتباط بعقل شرقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فانا ارى أنه لا فضل للرجل على المرأة و لا المرأة على الرجل كلاهما متساويين في الحقوق و الواجبات
أخاف أن يأتي رجل ليكذب عليّ و يوهمني بمدى انفتاحه و عقله المتنوّر و من ثم أتزوجه و أُفاجىء كم هو متخلف و عفن
أخاف من الحب لأني أخاف من الندم ،أخاف أخاف

يا ليال:

المفتاح هو الصداقة. صادقي الرجال لذات الصداقة وتعرفي بهن وفي الصداقة يمكن صياغة الرجل ليصبح كما تريد له المرأة. أنا يا ليال تربيت وسط فلاحين وعندنا المرأة هي التي تعمل كل شيء. نحن نأكل والحريم يشيلوا الصينية ويشيلوها للمطبخ أو لمكان بعيد عن مكان جلوس أصحاب العزة اي الرجال. هذه تربيتي. ولكن شيء دائما بداخلي جعلني ساخط على هذا النظام. ومن خلال احتكاكي بأسر غير عربية وشاهدت رجل إنكليزي يخدم زوجته حيث هي جالسة تدردش معي هو يعمل لنا الشاي ويحضره. كان هذان زوجان في القاهرة وانبهرت بذلك انبهار شديد. وقررت أن أكون مثلهما. طبعا هناك أمور مغروسة في العقل الباطن ولكن أنا من داخلي قررت أن أصبح إنسان مختلف عما أنا عليه من قبل. أحياناً يظهر العقل الصعيد الغبي فيّ ولكن أعود وأذكر نفسي بأني إنسان مختلف عما كنت عليه من قبل. أتقزز عندما أجد رجل يجلس ويملي الطلبات على زوجته وكأنها هي الخدامة. لا يجب أن نلوم هذا الرجل يا ليال الذي تغير فجأة فهناك فرق بين الرغبة في المثالية وبين تأصلها في أعماقنا كمباديء نلزم أنفسنا بها. لو أن زوجته ذكية لما صدمت بذلك وجارته وسعت لتلبية رغبته لا أن تعامله معاملة الند بالند وكأنه تزوج رجل مثله.. الرجل يا ليال يحب أن يجد إمرأة حانية تعمل له أشياء لا يمكن لإنسانة أخرى أن تعملها سواها. هنا تأتي الزوجة العبقرية وتستغل الموقف لصالحها وتترك بصماتها. هي تشعره أنها خادمته ولكن هي في الحقيقة تعده تدريجياً لينمو ويحقق ذاته كرجل تقدمي ويجتاز هذه العقبات. أحب أن تكون المرأة مثلي ولا أراها أقل مني ولكن لا أريدها أن "تعمل راسها براسي" وإلا فلما تزوجت؟! لابد من تقديم تنازلات في الزواج يا ليال. فلو وجدتِ شاب يخفق له قلبك وشعرتِ أنه فعلا صديق تستريح له نفسك وأنه ابن حلال مش فرعون فخليك طويلة البال وريحيه ولاتستعجل عامة على الزواج منه إلى أن تستقر أنفسكما إلى بعضكما البعض. من الخطورة بمكان أن يظن الرجل أنه يبتاع زوجة ويحصل على مراده وأن تظن المرأة أنها أخيراً حققت حلمها وظفرت بزوج يقوم بواجباته وإلتزاماته وكأن رحلة الشقاء جاءت لربط الثور في الساقية. المرأة الشرقية قد تريد العيش مع رجل تشعر أنها تريد أن يكون مساوي لها ولكن هل هي حقاً مستعدة للتنازل على الكماليات أم أنها تشترط وتريد وتريد إلخ؟ أتمنى لك السعادة في الحياة عموما.
:redrose: