AbuNatalie
عضو متقدم
   
المشاركات: 344
الانضمام: May 2005
|
نقاش في اسباب حساسية المسلم الدينية
بالنسبة للدولة العثمانية فان الفتوحات ونشر الدين الاسلامي هو واجب الهي غير قابل للنقاش, وبناء على فكرة ان الاسلام هو الاسمى والاعلى واخذين في الاعتبار التقدم العلمي والاستقرار الداخلي الموجود في الحضارة العثمانية فأن العثمانيين لم يكونوا يرون اي قيمة تذكر في اوروبا في ذلك الوقت, لا علميا ولا طبيا ولا حتى ادبيا, القيمة الوحيدة الموجودة عند الاوروبيين كانت في ارضهم وما يمكن ان تنتج اذا استغلت وفي الانسان الاوروبي بصفتة Potential Muslim أو مشروع شخص مسلم, هذه النظرة القائمة على عدم الاعتراف بالخصم كان لها الاثر العميق في انهزام الدولة العثمانية وتقهقرها, مثالا على ذلك تحدث المؤلف عن معركة بحرية جرت بين الاسطول العثماني وما تبقى من اسطول اوروبا (شملت اساطيل البرتغال قراصنة ذلك العصر, واسبانيا وفرنسا وبعض دول اوروبا), في تلك المعركة تمكن الاوروبيين من تدمير كامل الاسطول العثماني المشارك واغراقه فالعثمانيين كانو يستخدمون السفن القديمة المعتمدة على الحجم الضخم بينما كانت سفن الاوروبيين اصغر واسرع وامتن (خاصة البرتغاليين), يشير الكاتب الى تلك الحادثة بعين مستغربة وعين معجبة, الاعجاب كان عن ان العثمانيين لم يخفوا خسارتهم ولم يحاولوا الكذب بل ذكروا ذلك في تاريخهم العسكري على اساس انها ارادة الله , بينما الاستغراب كان من امرين: أولهما ان هذه الحادثة لم تجعل العثمانيين يغييرون من طريقة تفكيرهم ويحاولوا تحليل اسباب الهزيمة ففي عرفهم وحسب تاريخهم الطويل فان هؤلاء الكفار ومهما ازدادت قوتهم لا بد وان سينهزموا امامهم لأن المسلم لا بد منتصر, وثانيهما: هو ان الخليفة العثماني عندما سأل عن سبب الهزيمة كان رد قادته العسكريين ان ما دمر من القوة العسكرية العثمانية لا يضاهي واحد بالمئة مما زال موجودا وانهم اذا شاء الخليفة فبامكانهم ان يعيدوا بناء كل السفن المدمرة من الذهب والفضة وان ما زال عندهم من الجنود ما يكفي لغزوا العالم والدخول في حروب مع كل امم الارض مرة واحدة !!!!!!؟!؟!
يقول الكاتب انه من المضحك المبكي هو ان ما قاله هؤلاء صحيح 100% فالسفن التي غرقت لا تشكل شيء كبير مقارنة مع السطوة العسكرية العثمانية وان هذه الهزيمة لم تؤثر على قوة العثمانيين وجيوشهم المنتصرة المنتشرة في كل مكان; ولكن عندما تخسر معركة امام عدوك فهذا ليس هو التصرف الذي يجب ان يكون.
يتابع الكاتب حديثه عن بداية التفتت الذي حصل ويشير الى مجموعة من المعارك التي حصلت مع الاسطول الروسي الذي تمكن ايضا من هزيمة الاتراك في البحر الاسود واتمكن من استعادة قسم كبير من الاراضي التي كان العثمانيون قد احتلوها, في الوقت الذي كان الاوروبييون قد هزموا العثمانيين عند اسوار فيينا ودحروهم الى غير رجعة
ردة فعل العثمانيين كانت المزيد من التخبط فهم بدأوا يخسرون بقوة ولكن ماذا سيفعلون فهم وحسب تاريخهم وخبرتهم متعودون على الانتصار وفرض شروطهم ولا يجدوا غير القبول من الطرف الاخر , ولا يملكون من الخبرة السياسية اي شيء لتمكنهم من التفاوض من منطلق الخاسر المهزوم, فهل من المطلوب منهم التسليم كليا للاوروبيين.
الحل جاء من بريطانيا التي لم تقبل ان تقف مكتوفة ينما فرنسا والنمسا وروسيا يقومون بهزيمة وربما احتلال المنطقة بدون ان يكون لها نصيب في اللعبة فقامت بريطانيا وعن طريق مراسلات سرية بتدريب العثمانيين على المفاوضات, وقد ادى هذا الى تمكن الدولة العثمانية من الاستمرار بعد ان قدمت تنازلات لفرنسا وروسيا وحلفائهم.
بعد ان استقرت الامور للدولة العثمانية بدأت بارسال موفدين وسفراء لها الى الدول الاوروبية حتى تتعرف عليها وتحاول فهم ما حصل, فالكاتب يشير الى ان موفد الدولة العثمانية الى النمسا كان معه حوالي 100 شخص وكانت مسؤولياتهم مراقبة وتحليل وارسال تقارير عن هذه الدولة وكيفية الحياة فيها
|
|
10-07-2006, 01:42 PM |
|