AbuNatalie
عضو متقدم
   
المشاركات: 344
الانضمام: May 2005
|
نقاش في اسباب حساسية المسلم الدينية
ما الذي حصل
فاذا كانت الدولة العثمانية قد حاولت التعويض عن اخفاقها بان تدرس الاوروبيين في بداية نهضتهم, فما الذي حصل وما الذي جعلها تخفق في اللحاق بهم
الذي حصل يبدو ظاهرا بقوة في احد المراسلات الداخلية والتي تشير الى حالة من الاحباط التي انتشرت عند السؤولين العثمانيين بسبب عدم قدرتهم على الاستمرار في تقليد الغرب ونسخ اكتشافاته وذلك بسبب كثرتها بحيث اصبح هناك شيء جديد كل يوم تقريبا, يتكلم الكاتب عن هذا التقرير باستغراب حيث ان العثمانيين لم يجدوا اي مشكلة في الاعتراف بانهم يقلدون الغرب في اكتشافاته العلمية بل انهم لم يجدوا اي تناقض بين انهم يحاولون تقليد الاكتشافات العلمية أو حتى شراءها وبنفس الوقت لم يقوموا بتغيير عقيدتهم السياسية المبنية على اساس الفتوحات ونشر الدين الاسلامي في تلك الدول التي يحاولون تقليد ابتكاراتها, وهم لم يجدوا اي تناقض او مشكلة فالاكتشافات العلمية كانت ما تزال تعتبر في ذلك الوقت شيء غير اساسي ولا يمكن اعتباره مقياس للنجاح.
بعد ان فشل العثمانيين في التفوق او حتى تقليد الغرب علميا (خاصة بعد الثورة الفرنسية) بدأ العثمانييون محاولة التقليد في الامور العسكرية !؟!؟!؟ من حيث فرض زي عسكري مقارب للزي الاوروبي, واستخدام الرتب العسكرية الاوروبية بل واستحضار خبراء اوروبيين لتدريب الجيوش (بعضهم اسلم وعرض خدماته على الدولة), ولكن حتى هذا لم يعطي النجاح المطلوب واستمرت الهزائم.
المحاولة الاخرى كانت في تقليد الغرب سياسيا لعل وعسى, ولكن هذه المحاولة ايضا بائت بالفشل
وهنا ظهر فريقان احدهما يقول بانه اذا اراد السلمون العودة الى زمن الانتصارات فانه يتعين عليهم ان يعودوا الى الاسلام الاصيل ويتخلوا عن تقليد الغرب, الفريق الاخر وقف على النقيض حيث طالب بالتخلي عن كل الارث القديم
والتمسك بالقيم الغربية حتى تعود الدولة الى ايام عزها ومجدها, وبدأت الناس تسأل Who did this to us? وغيرهم سأل Where did we go wrong
هذا التخبط من ناجية العثمانيين في السعي وراء الاوروبيين ومحاولة فهم السر اللغز الذي جعل الاوروبيين يصبحون اقوى, ادى الى مشاكل جانبية تمثلت في تعطل الكثير من الخد مات التي كانت موجودة فتراجع الطب وتراجعت الحياة العامة في الدولة العثمانية وبدأ الفساد يتغلل مستغلا حالة الاحباط التي عمت وفي هذه الفترة بدأت الناس تتوجه الى نظرية المؤامرة.
لن ننكر نظرية المؤامرة هنا 100% فالدول الاوروبية وحتى بعد تحررسلطتها السياسية لم تنسى ان هذا الرجل العجوز المنهك (الامبراطورية العثمانية) كان قبل اقل من 200 سنة فقط يحتل جزء كبير من اراضيها وهي لا تنفك ترى انه لم يستنكر لماضيه ولا يخفي طموحه في ان يعيده (هذا تحليلي ان وليس تحليل الكاتب)
محاولة اخرى لتقليد الاوروبيين كانت اقتصاديا وذلك عن طريق بناء المصانع وتحسين الوضع الاقتصادي, ولكن وبسبب غياب سياسة اقتصادية سياسية فاعلة كانت النتيجة فشل اخر وتقوقع على الذات وخسارة الدولة للكثير من هيبتها.
لا بفوتنا ان نذكر انه وبعد الثورة الفرنسية بفترة اعتمدت كل دول اوروبا قانون تحرير العبيد وتحريم التعامل معهم, بل انهم اصبحوا يحاكمون ويحبسون كل من يتعامل من العبيد, هذا التصرف وتفرد القوى البحرية الاوروبية باعالي البحار وخطوط التجارة العالمية ادى الى ان تقوم الدولة العثمانية وكل الدويلات الاسلامية الصغيرة باتباع نفس القانون ليس عن قناعة ولكن عن اكراه
بعد ذلك الوقت وفي اواخر 1800 بدأ الكثير من المفكرين المتنورين العرب / العثمانيين الذين زاروا اوروبا بدأو يتكلوا عن حرية المرأة ومشاركتها وبدأو يتكلموا عن الحريات الاجتماعية على اساس انها هي السبب الرئيسي في تفوق الغرب علينا, وهنا بدأت ردات فعل المجتمع وبدأت تتضخم نظرية المؤامرة, فالمجتمع الاسلامي الذي عايش طوال اجيال محاوالات كثيرة للحاق بالغرب عن طريق تقليده عسكريا اقتصاديا وسياسيا وتحمل الفشل تلو الفشل لم يتحمل فكرة التحرر الاجتماعي ومشاركة المرأة مباشرة, وقد تطلبت المجتنعات العربية فترة طويلة (لم تنتهي بعد وما زلنا نعيشها) حتى تفهم ان تحرر المرأة لا يعني بالضرورة تسيب المرأة وان عمل المرأة ومشاركتها هو شيء طبيعي, واتى التحليل المناسب للعقلية الاسلامية ان الدين الاسلامي اساس هو من طلب هذا فهؤلاء الاوروبيين لم يأتوا بجديد بل هم يتصرفون حسب ديننا ؟ ؟!؟!
|
|
10-07-2006, 01:42 PM |
|