{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هي أكثر كثيراً من مطربة, وأقل قليلاً من أسطورة ..
bassel غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #3
هي أكثر كثيراً من مطربة, وأقل قليلاً من أسطورة ..
فيروز تتربع على عرش المسرح الغنائي العربي

شكلت المسرحيات الغنائية التي قدمتها السيدة فيروز جزءاً لا يتجزأ من ذاكرتنا المعاصرة، ولم يكن هذا المسرح ليشابه أياً من تجارب المسرح الغنائي العربي الأخرى بل شكل نقلة نوعية في هذا المضمار. فقد استطاعت هذه التجربة أن تجمع بين جميع العناصر الفنية، الأدبية، الثقافية، والاستعراضية التي يمكن أن تؤدى على خشبة مسرح ما.

اعتمدت المسرحيات التي قدمتها السيدة فيروز على عنصر الحكاية. حكاية قد تكون غير موجودة أساساً ولا تمت إلى الواقع أو الجغرافيا بصلة. ولكنها ترمز في نهاية المطاف إلى واقع معين من خلال الدلالات والإسقاطات. وهكذا ولدت شخصيات زيّون، غربة، لولو السويعاتية، زاد الخيـر، بتـرا، هيفا.. وغيرها. ويمكن القول إن الفنتازيا في الدراما العربية رأت النور في مسرحيات السيدة فيروز.

وتعتبر سمات السلاسة في الحوار، العمق الفكري، الفخامة الصوتية واللحنية، والاستعراض المبهر من أهم السمات التي أضفت على هذا المسرح صبغة التميز والابتكار. حيث أعطت هذا الإمكانيات مزيداً من المساحة للغناء والحوار، ومكّنت فيروز أن تهب كامل حضورها لما تقدم من أغانٍ وتجعلها قادرة على التمتع بحرية كاملة في التنقل عبر مساحات اللحن. وقد قدمت فيروز خمسة عشر عملاً مسرحياً غنائياً في مسارح عديدة فوصلت بها إلى مستوى الأعمال المسرحية العالمية التي تقدم على أعرق المسارح الأوروبية.

أما في السينما، فقد اكتفت السيدة ببطولة 3 أفلام فقط، إلا أنها لاتزال إلى يومنا هذا بعضاً من أكثر الأفلام شعبية بين المشاهدين. وقد نجحت في تقديمها لشخصيات "ريما" في بياع الخواتم، و"عدلا" في سفر برلك، و"نجمة" في بنت الحارس، في تجسيد الكثير من القيم الإنسانية والأخلاقية الرفيعة، كالوطنية والثورية والحض على المقاومة ورفض الظلم.

فيروز وقضايا الإنسان العربي

شكلت الأغنية الفيروزية منذ بداياتها الأولى إطاراً للدعوة إلى التحرر والتماسك والوحدة في مواجهة الظلم. ولم يرتبط هذا الصوت الثائر بنواحٍ ظرفيةٍ عابرة أو بمناسبات معينة - كما هو حال الفن اليوم - بل ارتبط بالرغبة المستمرة بالنهوض وإيجاد مناخ من التحفز والأمل بالوصول إلى الأهداف السامية للأمة.

لقد نذرت هذه الفنانة العظيمة صوتها لقضايا الإنسان العربي بشكل خاص، فأنشدت الكثير لوطنها الصغير - الكبير، لبنان، وأنشدت للعواصم والمدن العربية وأتقنت استخدام الدلالات الرمزية للوطنية كما في أغنياتها للإمارات ومصر ودمشق وبغداد ومعظم الدول العربية، ولم يعرف هذا الصوت حدوداً في تفانيه وإخلاصه للقضايا، فحرض الإنسان، كل إنسان، على تقديس الحرية حتى لا يسود حكم الطغاة.

ففي لبنان الأخضر الحلو، أضحت فيروز أيقونة الوطن الطاهر، أيقونة الثورة على أعداء المحبة الذين اغتالوا كلما هو جميل. وكما هي عادة الأبطال المناضلين، خاضت فيروز معركتها من داخل الوطن، ضد الذين "سكروا الشوارع وزرعوا المدافع"، معركة ضد الذين قتلوا المستقبل في عيون شادي، ومعركة في مواجهة شذاذ الآفاق الذين اغتصبوا الجنوب، وخرجت من الحرب منتصرة، مكللة بمحبة أبناء وطنها وأمتها.

وفي مجال أغنية القضية الفلسطينية، أصبح صوت السيدة مرتبطاً بفلسطين في ذاكرة الإنسان العربي، ولعل ما قاله الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش يعتبر أفضل ما يمكن الاستشهاد به في هذا المقام، إذ يقول: "قدمت فيروز والرحابنة فنياً لفلسطين ما لم يقدمه الفلسطينيون أنفسهم, ولقد أشهر الفلسطيني هويته الجمالية بالأغنية الفيروزية حتى صارت هي إطار قلوبنا المرجعي, هي الوطن المستعاد وحافز السير على طريق القوافل".

ويكفي السيدة فيروز فخراً، ويكفينا فخراً بها، أن يصل الحقد "الإسرائيلي" إلى حد القيام بحملة إعلامية شرسة ضد فنانتنا العظيمة التي ألهبت مشاعر الثورة في نفوس المقاومين بغنائها. فقد كتب صحفي من صحيفة معاريف "الإسرائيلية" قائلاً: "اسم (فيروز) يدل على البخل، فصاحبة هذا الاسم لم تعط هارون الرشيد في ألف ليلة شيئا إلا بصعوبة بالغة! وهي بالفعل تغني في حفل عام كل خمس سنوات." واعترف الكاتب مباشرة أن صوت فيروز يشبه "أمواج من البحر العربي الذي يريد أن يغرقنا." وأضاف قائلاً "لم احب أبدا صوتها, انه صوت يهدر من جبال الظلام التي لم نكن لنصل إليها إلا بعد اتفاقيات السلام. إنها لا تتحرك على المسرح أمام الجمهور المتحمس, كأنها كتلة من الملح أو الثلج!" ثم كشف الصحفي عن سر غضبته والإسرائيليين من فيروز بقوله: "أكتب هذا الانتقاد وأنا حزين فهذا يدل على أن اندماجنا في المنطقة حلم حزين, إن أغانيها تصيبني بالدوار فهي الأغاني التي تنادى بقذفنا للبحر."

ومن المهم أن نذكر هنا بأن الأعمال المسرحية العظيمة التي قدمتها السيدة فيروز قد عززت غريزة الحرية والعدل وكراهية الظلم في نفس الإنسان فهي تسرد لنا قصص الثورة على الطغاة، العسكريتاريا، حكم المخابرات، الاحتلال، والفساد. ومن المثير أن نعرف بأن بعض تلك المسرحيات ما تزال ممنوعة من العرض على شاشات بعض محطات التلفزة العربية
10-11-2006, 12:48 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هي أكثر كثيراً من مطربة, وأقل قليلاً من أسطورة .. - بواسطة bassel - 10-11-2006, 12:48 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لا أستطيع أن أضيء عتمتك أكثر من هذا محارب النور 2 844 04-03-2008, 03:33 AM
آخر رد: زمن الصمت
  منتدى موسيقي أكثر من رائع .. للسميعة فقط شهاب الدمشقي 5 1,878 08-30-2006, 02:17 AM
آخر رد: إبراهيم
  يوم قهقهت وضحكت كثيراً Jupiter 1 599 07-26-2005, 05:47 AM
آخر رد: Jupiter

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS