عزيزي السرياني،

شكرا لمداخلتك وتعليقاتك التي أقدّرها كثيراً.

فعلاً، حفظ وديعة الإيمان ملقاة على كاهل الكنيسة الشرقية والغربية على السواء. بما أن محاكم التحقيق تتعلق بالكنيسة الكاثوليكية، لذلك وردت لفظة "كاثوليك" في سياق الإطار العام ولا يقصد منها التخصيص.

لست أحاول إلقاء الشرعية على سلبيات محاكم التحقيق، لكن هدف المقال واضح وهو نفض "التهويل" وتبيان الواقع من الخيال والحقيقة من الأسطورة.

فحص الهرطقة من التعليم الصحيح هو واجب الكنيسة. التحقيق مع أصحاب البدع هو واجب ملقى على كاهل السلطات الدينية. نبذ الهراطقة الذين يصرون على بدعهم وكشفهم أمام جماعة المؤمنين هو أيضاً واجب الكنيسة لتجنب وقوع النفوس الساذجة في مكائد الهراطقة وأخطائهم.

نحن نعترض على العقوبة، سواء التعذيب أو الإعدام.

لكن تشابك الواقع السياسي والاجتماعي بالواقع الديني أدى إلى الخلط بين قانون الكنيسة والقانون المدني. وقد تبين أن قرار الإعدام كعقوبة للهرطوقي هو قرار سياسي لا ديني كما توضحه تحديداً "محاكم التحقيق الإسبانية" وهي التي يستخدمها الأغلبية لتشويه صورة الكنيسة الكاثوليكية، بينما الكنيسة ليست ملومة في هذا الشأن.

تذكر أنه إزاء البدع الأولى، حتى في أيام قسطنطين وتحول المسيحية إلى ديانة دولة، لم يكن يتم إعدام الهراطقة.

هذا مختصر مفيد أرجو ألا أكون قد بالغت في تبسيطه.

تحياتي القلبية