التشكي والتظلم والتخوين والاتهام بالمؤامرات عبارة عن جزء من "سيمفونية" يسمعها الشعب الفلسطيني كل يوم من كافة الأطراف منذ أكثر من 50 عاماً.

"حماس" في السلطة منذ 9 أشهر، ووجود "حماس" في السلطة بحد ذاته هو "أزمة للديمقراطية في فلسطين" (ولكن هذا سوف نتركه الآن). ما أنجزته "حماس" حتى الآن للشعب الفلسطيني هو "زيادة عدد الدول التي قاطعتنا وزيادة عدد الأشخاص والمؤسسات في العالم التي أصبحت ترى في فلسطين جزءاً لا يتجزأ من تنظيم "القاعدة" أو ما يشبهها. وانتقلنا "بعون حماس وبركاتها" من حركة تحرير وطني كاد العالم جميعه يعترف بها في فترة من الفترات إلى "عصابات إرهابية" تريد تدمير كل شيء في وجهها.

9 أشهر "جوعّت" فيها "حماس" الشعب الفلسطيني وعزّزت المحسوبيات (فللحمساوي ما ليس لغيره) ولم تحل أي مشكلة عالقة.

9 أشهر زاد فيها الاستقطاب الديني وتم إحراق الكنائس المتبقية في فلسطين.

9 أشهر لم يصرف فيها للموظفين رواتبهم.

9 أشهر بدون معونات دولية.

9 أشهر بدون أي مشروع سياسي إلا مشروع "حماس" القديم الجديد والذي يمكن اختصاره بكلمتي: "ما بدناش" ... "فحماس" تعرف ما لا تريد ولا تعرف ما تريده.

9 أشهر زاد بها الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وأوشك ما تبقى من فلسطين أن يقدم على حرب أهلية.

9 أشهر عجفاء، والكره زاد والجوع زاد والحقد زاد والتدين زاد، في المقابل كل شيء في فلسطين يشير إلى "النقص" والتعثر من الحالة الاقتصادية إلى الحالة الاجتماعية إلى الحالة السياسية.

9 شهور من "الفشل" في جميع الميادين، وما زال الحمساويون يلقون باللائمة على "عباس" وغير "عباس". فعندما لا تستطيع أن تقدم أعمالاً جيدة فإنك تروح تبحث عن سيئات الآخرين.

أخيراً، وبعد هذا كله، ما الذي تريده "حماس" حقاً من البحث عن "شماعة" تعلق عليها أخطاءها؟ أوليس الأجدر بها أن تستقيل أو أن تحاول الخلاص من خلال مشاريع حقيقية تنهض بالشعب الفلسطيني من محنته عوضاً عن إلقاء اللائمة على كاهل "فلان أو علان"؟

ماذا ينفع الفلسطيني اليوم لو كان "عباس" لا يريد "حماس" ويسعى لإفشالها؟ أوليس الأجدر "بحماس" أن تبحث لهذا "المعثر" الفلسطيني الذي لا يجد ما يسد جوعه غير "الزعتر والدقة" عن لقمة خبز كريمة؟ أوليس الأفضل لها وللفلسطينيين أن تكون على قدر المسؤولية وعندما "تفشل" في ما جاءت إليه ..أن ترحل .. ببساطة؟

إذا كانت حماس عاجزة عن تخطي العقبات، فهل سوف يشبع الفلسطيني من مقولة "تكسرت المؤامرات على صخرة الصمود والتصدي"؟ أوليس من الأفضل لها أن تستقيل كي تريح الشعب من "البلاء" الذي عم البلاد من يوم أن جاءت إلى السلطة؟

مجرد تساؤلات ...

واسلموا لي
العلماني