بغض النظر عم ذكرت حول تحول الماركسية الى صنم محنط ، عزيزي شحيتاوي ، فلا مانع من ان يوجه البعض نقدهم الى هذه النظرية التي ما زالت تصارع البقاء . لكن ان يوجه النقد اليها ذلك المسيري المعفن ، و بذلك الاسلوب المبتذل من المغالطات ، فتلك من أسخف النقديات التي سمعت ! مع ذلك سنرد عليه اذ ان هناك من يحمل وجهات نظره و يعتبرها مسلمات لا تناقش !

1. يتحدث المسيري عن " التمركز حول الذات الغربية " لدى الماركسية . أما عندما يتحدث هو عن اسلاميته المغرقة في تمحورها الطفولي و الهمجي ، حول الذات الرعوية ، فينسى نفسه !!
2. ينتقد المسيري " معرفة ماركس وإنجلز بالتاريخ " مستدعيا هوبزبوم ، و كان المدعو هوبز ذاك ابن عم المؤرخ خيرودوتس القديم ، أو كانه شخصية معروفة و جديرة بالاحترام أصلا . و لو كان المسيري يفهم ما يعنيه فعلا ، لكان عليه ان يذكر لنا امثلة من كتابات مارس و انجلس تبين صدق نظريته . لكنه ، و بكل تاكيد لم يقرا حرفا من ماركس ، بل قرا الكثير عنه !! و هو كالبدوي الذي تحدث كثيرا عن لذة الحلاوة و في النهاية قال بانه سمع عنها !!!
3. و عندما يحدثنا المسيري بغباءه الملحوظ ، نظرا لنتانة فكره الاسلاموي المعروف بسطحيته ، عن " رأي ماركس وإنجلز في المسألة اليهودية " و ان معرفة ماركس باليهود كانت محدودة ، نكتشف فورا بان المسيري لم يقرا كتيب المسالة اليهودية او ربما لم يقرا عنه ، بل ربما انه ينسى بان ماركس نفسه هو يهودي ابن يهود !

فاهم ما جاء فيه ، انه كي تحل المسالة اليهودية ، فما على اليهودي الا ان يتخلى عن يهوديته و بذلك يتخلص من انعزاليته و قوقعته و ردة فعل العالم من حوله على سلوكه ذاك ... لكن ما الذي قدمه لنا الفكر الاسلاموي المسيراتي عن حل المشكلة اليهودية سوى انهم ابناء القردة و الخنازير .....الخ و انهم سيرمون في نار تحرقهم خالدين فيها !!

و يتهم ماركس بالعنصرية ، و لو كان ماركس عنصريا كالمسيري نفسه لكان اول ما هاجم المسلمين بالذات .

4. ثم ينتقد المسيري فكرة أن " آمن ماركس وإنجلز بأن العرق هو أحد العوامل المؤثرة في التطور الاجتماعي للمجتمعات الإنسانية." محاولا الايحاء بان ماركس كان عرقيا . لكنه و لغباءه الاسلاموي المعهود ، لم يسأل نفسه يوما : لماذا ظلت قبائل افريقيا ، خاصة تلك التي تعيش في ادغال كلها خير و بركة ، ان تظل منذ بداية الظهور البشري و حتى اليوم ، في افريقيا ، دون ان تصل في تطورها الى مرحلة العرق الانساني الابيض في اوروبا ، مثلا !!! اوليس هذا بدليل على ان للعرق دورا في ذلك ؟!!!

5. ثم يصل المسيري في افتراضاته الى النتيجة التالية :
" لكل هذا كان تأييد إنجلز للاستعمار الفرنسي في الجزائر وتأييد ماركس للغزو البريطاني للهند " و أضيف عليه بالقول : و لهذا السبب نفسه يكون تاييدي شخصيا للغزو الامريكي للعراق ، بله ، للشرق الاوسط كليا ، بقضه و قضيضه اذا امكن !

6. و ينتتقل المسيري الى انتقاد خاطىء و مبتسر بل ومجافي للحقيقة ، اذ يقول :
" وكان ماركس وإنجلز شاهدين ليس فقط على العدوان الغربي (الآري)، ولكن أيضاً على المقاومة في كل مكان. ولكن موقفهما من صراعات التحرر القومية والدفاع عن النفس كان أبعد ما يكون من الثورية والتقدمية والإنسانية."

فهو هنا ينسى او يتناسى ، و لربما هو أقل ذكاءا من ان يعرف بان ما كان يشغل بال ماركس يومها هو البروليتاريا حيث كان ينظر اليها على انها قوة الانتاج التاريخية بل القوة التي ادركت ذاتها و التي تحمل بيدها مصير الانسانية الاخير للوصول الى مجتمع الرفاهية و السعادة . فكل من قرا لماركس يعرف موقفه من حركات التحرر بشكل عام و انه مع نشر الفكر البرجوازي الديموقراطي كمرحلة اولية و ضرورية للوصول الى نشر الفكر البروليتاري . و كثيرا ما كرر تلميذه النجيب ، فلاديمير ايليتش لينين ، الفكرة ذاتها عندما كان يقول : ثورتنا ( في روسيا السوفيتية ) هي ثورة ديموقراطية اشتراكية .... علينا نشر الفكر الديموقراطي البرجوازي و الفكر الاشتراكي في الآن نفسه ، فشعبنا تفصله عن الافكار الديموقراطية مرحلة حضارية كاملة متمثلة بما انجزته البرجوازية الاوروبية ... الخ ! "

وحول محاولة اوكرينيا الانفصال عن قيصر روسيا ، اختلف ماركس مع الكثيرين من زملاءه ، في رايه حول ذلك ، اذ أيد الانفصال قائلا : ان روسيا متخلفة جدا ، و الحكم فيها ديكتاتوري ، بينما ان أوكرينيا اكثر تطورا و ثقافة و نظامها ديموقراطي ، فكيف نسمح أخلاقيا بتاييد القيصر في السيطرة عليها و ارجاع مجتمعها الى الخلف حضاريا ؟!!!!

اذا كانت لماركس مواقف متميزة و حضارية في نظرته لتمردات الدول التي عاصرها . و كان موقفه دوما ابعد من مجرد استقلال او احتلال ! ترى ، لو كان ماركس حيا ، فهل كان سيؤيد الغزو الامريكي للعراق كما يفعل الحزب الشيوعي العراقي الممثل في الحكومة ، ام سيلعن سنسفيل الامريكيين ( خطابيا فقط ) كما يفعل حزب الكادر الشيوعي الذي يؤيد الارهاب العراقي ( ملاحظة ، عدد افراده لا يتجاوز الثلاثين ) ؟؟؟!!!!!

7. ثم ينقلنا المسيري بشطحة تثبت غباءه السياسي و الاقتصادي ، فيقول :
" وكان التفسير الماركسي للتاريخ يساوي بين نظام العبودية في الأميركتين ونظام العبودية الذي سيطر على المجتمع الإغريقي – الروماني. "
فهو يتجاهل او بالاحرى اغبى من ان يتجاوز فكره الاسلاموي الغيبي ، ليعرف بان الرق في الجزيرة العربية نفسها ، كان من اهم العناصر التي اعتمد عليها محمد القرشي في نشر فكره الفلسفي و الاجتماعي و الديني في الجزيرة العربية ، ولولا اولئك " العبيد المستضعفين " لما كان لما يسمى بالدين الاسلامي أي امل بالنهوض . و هذا تماما ما حدث لدى اليانكيز الامريكيين ،الذين لولا اعلانهم عن مبدا تحرير العبيد لما نجحت ثورتهم و حربهم الاهلية ضد الجنوب القوي ، الكبير و الغني ! و لكن انى لامثال المسيري أن يخرجوا من شرنقة فكرهم البدائي الغيبي !!

8. ثم يسعى المسيري الى التضليل و خلق المواقف الخاطئة ليبرز وجهة نظر ما ، فيقول :
" وقد روَّج ماركس وإنجلز لوجهة نظرهما المؤيدة للعبودية " فالغبي يعرف بان ماركس و كافة الكتاب الماركسيين انما كانوا يصدرون حكم وجود و ليس حكم وجوب في وصفهما لدور الرق في الحضارة الانسانية ، و انهما لم يؤيدان الرق ابدا ، و هما يعرفان كما اعرف انا و كل ذي مخ ، بينما المسيري بالتاكيد لا يعرف ، بان لو ايدنا الرق او لم نؤيده فانه قد حقق دوره في التاريخ ، و التاريخ لا يعود الى الخلف !

9. لدينا هنا تناقض غريب في الاقتباس التالي من المسيري ، بل و مريب ، ولا يدل الا على غباء من ناحية و خبث من ناحية اخرى :
" لقد ربط ماركس وإنجلز احتمال الاشتراكية في الغرب باستعباد وقتل ملايين السود وتدمير مجتمعاتهم "الراكدة". ولذلك فليس ثمة غرابة في نظرتهما إلى الإمبريالية وتجارة العبيد ونظام المزارع في الأميركتين باعتبارها "ثورية" و"تقدمية" .

10. أخيرا ، و بعد كل ذلك العي ، و بعد ان تكلم المسيري كثيرا و لكنه لم يقل شيئا ذي قيمة ، نجده يقول :

" وفي النهاية لابد من طرح هذا السؤال: إذا كانت مثل هذه الأيديولوجية مفصلة حسب النموذج الغربي فقط، ومصممة لخدمة مصالح البروليتاريا الغربية الآرية فقط،... " نستغرب فعلا كيف وجد ذلك العبيط ، و العبيط اسم من اسماء الحيوان المعروف بالحمار ، بان الماركسية مصممة لخدمة البروليتاريا الغربية الآرية . و دلالة على انه لم يقرا شيئا في الماركسية بل قضى عمره يقرا عنها من خصومها و مشوهي صورتها ، نذكره بان غيره ممن كان باعه في نقد الماركسية اطول ، سبق له ان اتهمها بانها صممت على مقاسات البروليتاريا الانكليزية و ليس الالمانية ! و السبب هو ان ماركس نفسه مات و هو يعتقد بان الثورة الشيوعية ستقوم في دولة راسمالية تعج بالطبقة العاملة التي خبرت النضال ضد الراسمالية ، الا وهي البروليتاريا الانكليزية !

و نقول للمسيري الذي ما زال يرعبه الخطر الشيوعي ، و قد ملا مخه بالتفاهات : روح شخ و نام و اخلص من هذا المنام !!!!

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ...	العلماني	30	1,094	09-22-2014, 02:54 AM آخر رد: Dr.xXxXx
	مشاريع وطنيه مخلصه لنفخ الذات	الوطن العربي	1	262	08-22-2014, 06:29 PM آخر رد: الوطن العربي
	الولايات المتحدة والولع بالمؤخرة الايرانية.. المخابرات الغربية وصناعة دولة الملالي	أسير الماضي	0	234	08-12-2014, 11:14 PM آخر رد: أسير الماضي
	الولايات المتحدة والولع بالمؤخرة الايرانية.. المخابرات الغربية وصناعة دولة الملالي	أسير الماضي	0	208	08-12-2014, 11:03 PM آخر رد: أسير الماضي
	حوار حول مواضيع الفرض الثقافي للثقافة الغربية ، كشف كذبة الحرية في الغرب ، سرقة الغر	الــورّاق	0	492	01-03-2013, 02:22 PM آخر رد: الــورّاق