تنوع المقال إلى عدة اتجاهات..

-الإتجاه الأول ينفي وقوع هذه المجازر (ويقود هذا الاتجاه ابن العرب)..
-الإتجاه الثاني يقارن بين ما تلك المجازر وبين ما فعله المسلمون ليحاول ان يظهر ان ما فعله المسلمين اشد فظاظة (ويقوده هذا الاتجاه قطقط وابن العرب)..
- الإتجاه الثالث يقول ان ما فعله الأسبان حق من حقوقهم باعتبار ان العرب احتلوا بلادهم.. (ويقوده العراب وابن العرب)..

الإتجاه الأول..
اعتقد لا يحتاج لكثير من النقاش..
محاكم التفتيش معروفة وشهيرة واحد المداخلات هنا قالت ان الكنيسة اعتذرت عنها..
موضوع ان الرهبان يتبعون للملك وليس الكنيسة لا معنى لها..
فشهادة الضابط الفرنسي كانت ايام الاحتلال الفرنسي وبالتالي لم يكن هناك سلطة سياسية فعلية وكان الرهبان يتصرفون من تلقاء انفسهم..
المهم ان هذه المجازر والتعذيب وقعت ضد الجميع سواء مسلمين او يهود او حتى مسيحيين مخالفين (يسمونهم هراطقة)..
وبرنامج الجزيرة الذي تتحدث عنه هاجر شاهدت جزءا منه وتحدث اسبان بانفسهم عن سخافة الاجراءات التي كان تقوم بها السلطات الأسبانية للتأكد من تنصر المسلمين في الأندلس..
وعلى فكرة طائفة المورسكين ما زالت موجودة الى يومنا هذا في اسبانيا..
يعني لا فائدة من انكار مجازر يعترف بها العالم..

نأتي للإتجاه الثاني..
قطقط ينشر قصص فردية..لا نعرف تفاصيلها او حتى مدى صحتها..ولا نعرف اسماء من ورد فيها وهل هم حقيقة ام لا..
وهي قصص وقعت على يد سلطة سياسية لا تتبع للسلطة الدينية..وليس العكس كما حصل في الأندلس..ناهيك انها قصص قتل وليس تعذيب واجبار على تغيير الدين كما حصل في اسبانيا..
لذا كل ما اورده قطقط لا يقارن بما هو منشور هنا..
ابن العرب قال انه حتى لو استخدم الأسبان نشر المسيحية بالسيف فالعرب استخدموها في كل مكان..
كما ذكرت في مداخلة سابقة انه بعد 500 عام على فتح الشام وعند بداية الحروب الصليبية كان عدد المسلمين في بلاد الشام يمثلون 20% من السكان فقط..جزء كبير منهم يعود للفاتحين العرب يعني خلال 500 سنة لم يسلم سوى 10% من سكان الشام..
وحتى يومنا هذا بعد مرور 1400 سنة ما يزال هناك 6-10% مسيحيين في مصر وحوالي 15% في سوريا و30% من الشعب اللبناني..
اما في اسبانيا فقد تم تحويل كل المسلمين الى مسيحين في بضعة سنين لا غير..
ثم يأتي المرء ليقارن..
اعذروني ولكن اليست هذه وقاحة..؟
حتى لو قلتم ان المسلمين في الأندلس رحلوا برغبتهم ودون ضغط..
الا يعني هذا ان ا لشريعة الإسلامية توفر مناخا جيدا لمعيشة غير المسلمين فيما الشريعة المسيحية توفر مناخا سيئا جدا لغير المسيحيين وبالتالي رحل الجميع..
المقارنة هنا غير منطقية ايضا..

نأتي للاتجاه الثالث..
جزء كبير من اهل الأندلس لم يكونوا مسلمين من الغزاة كما يسمونهم..
كان هناك يهود وكان هناك مسلمين من اهل البلاد الأصلية والذين تحولوا للاسلام (وهم الغالبية)..
بل المثير للسخرية ان نعرف ان فرناند وايزابيلا هما ملكا قشتالة وليون..يعني جيوشهم في الأساس تتبع لشمال اسبانيا وهم ليسوا اهل اسبانيا الأصليين بل يعتبرون محتلين ايضا (ليون مثلا فرنسية)..
اللهم الا اذا كان كونهم مسيحيين يجعلهم وصيين على كل اراضي اوروبا..
مع العلم انه قبل وصول المسلمين كان ملوك تلك المناطق يحاولون غزو اسبانيا ايضا وهذا ما دفع احد امرائها للاستعانة بموسى بن نصير خوفا على بلاده..
لذا ما حصل ليس تحرير لأسبانيا بل هو ببساطة غزو جديد..

ما سألته للعراب ولم يجب عليه هو ..ما دمت تبرر مجازر وتعذيب بهذا الحجم والذي طال مئات الالاف فانت بالتأكيد تبرر احداث سبتمبر (ولم أسألك اذا كان بن لادن يمثل المسلمين)..

هل يا عراب ترى ان احداث سبتمبر مبررة اذا وبن لادن له الحق بالقيام بها..؟