اقتباس:1- لاحظ اولاً أننى سالت عن التفسير "المادى" للاحلام بشكل عام و التى "يتصادف" ان تحدث - الاحلام - كما شاهدها الشخص اثناء نومه بالضبط وكأنها فيلم يعاد مرة اخرى بنفس الاحداث . فهل يا ترى التفسير "المادى" يؤمن بشىء اسمه " الكهانة والعرافة" ؟؟؟ لا اظن يا زميلى . اعتقد ان الكهانة والعرافة نوع من انواع التواصل الروحى - اظن ذلك - والتفكير المادى لايؤمن بهذا . والسؤال - فى الموضوع - عن التفسير المادى .

أخي أتماك:

مرحبتين بك مرة ثانية.

هل يؤمن التفسير المادي بشيء اسمه الكهانة؟ طبعا يا صديقي، يؤمن! ولكن الإيمان هنا له تفسير من واقع علم النفس. في علم النفس هناك الإيحاء وهناك قوى النفس وطاقاتها التي تسمح لشخص ما أن يسير على فحم مشتعل بالنار. قديما عندما مشى بطرس على الماء كانت أعجوبة الأعاجيب! اليوم هناك ما هو أكثر أعجوبة منها ويكفي أن تسافر للهند وترى رجل ينام على سرير من المسامير مثلا. لها تفسير ولكنها مرتبط بعلم النفس. كل شيء وله تفسير تقريبا في هذا الزمن. يتباهى الأقباط بشيء عندهم اسمه الأباء السواح. هذا أيضا له تفسير في علم النفس وهو تجربة السفر خارج الجسد أو Out of the body experience. يمكن أن أعطيك وصلات وكتب لو قراتها لهالك ما تقرأ. اسمح لي أن أقترح عليك كبداية ان تحاول الحصول على كتاب لـ كولن ولسن وترجمته هو "الإنسان وقواه الخفية" فيما أذكر. عالم آخر جدا يا صديقي.

اقتباس:2- انا لا اعرف ما هى "الكهانة" و "العرافة" تحديداً , ويبدو انك تعرف هذه الامور او مارستها فياريت مرجع يوضح لى وللقارىء ما "الكهانة" وما " العرافة" بالضبط . حتى يكون هناك تواصل أكثر .

الكهانة هي التكهن foretelling والعرافة تقريبا هي الكهانة وأدق مصطلح لها هو الـ divination. إخوان الصفا مثلا كنموذج انشغلوا بها. قدرة الإنسان على التنبؤ بأمور مستقبلية هي نوع من أنواع العرافة أو الكهانة. عندما يقول لنا الرسول الكريم: اتقوا فراسة المؤمن، فهو بشكل ما يحدثنا عن قدرة هذا المؤمن أن يستخدم حسه البدهي وقدراته المتصلة بالبديهة ليرى ما لا يراه الناظرون بشكل اعتيادي.

اقتباس:3- انا يا أستاذى لا أسال عن ما قام به الشيخ .. بل اسال عن "الحدث" نفسه الذى فسره الشيخ وحدث بالفعل كما حدث فى المنام . . فلماذا تحشر الشيخ فى الموضوع ؟؟  
الشيخ مجرد مفسر للحلم إنما انا اسال عن سر الحلم نفسه ؟ والتفسير المادى لذلك .. فانت تعرف ان العقلية المادية لا تؤمن بالروح وبتواصل الارواح وإطلاعها على بعض الغيب باذن الله . فهى لا تؤمن بالروح ولا تؤمن بالله .

آسف أسأت فهمك. الحدث نفسه قدمت له تفسير من وجهة نظري ولا أدعي أني أملك الرؤية الصحيحة تماما في تأويل أمر ما ولكني أعتمد على ما وصلني من معرفة إلى حد هذه اللحظة الآن.
نعم، العقلية المادية لا تؤمن بالروح ولكنها تؤمن بما هو يماثل الروح وهو طاقات النفس ومجالات النفس بالتقسيمات الفرويدية/اليونغية الثلاث. لو أمكن أشجعك أن تحاول الحصول على أي كتاب ممكن لـ كارل غوستاف يونغ. تناول هذه المواضيع بتحليل نفسي مدهش!

اقتباس:5- تكرار هذا الحدث اليقينى فى المنام - وهو شىء يحدث للجميع - هو دليل على وجود قوى اخرى غير الجسد تتحكم فى العنصر البشرى وبهذا تسقط النظرة المادية للحياة وللانسان وهذه "فكرة الموضوع" .

تكرار هذا الحدث اليقيني لا يشترط بالضرورة وجود قوى أخرى غير الجسد يا صديقي. أنا مؤمن بالله على فكرة ولا أدعم الإلحاد بمعنى مقاومة ورفض الله. ولكن أختلف معك هنا. حسب أبحاث علم النفس، قد نحلم بشيء وتكون مرجعيته في التاريخ السحيق لنموذج أعلى أسماه يونغ بالـ archtype أي ذلك النموذج الأعلى. هو يقص لنا قصة رجل زنجي أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكنه يرى في الحلم رجل مصلوب على عجلة. فكرة الصلب على عجلة فكرة قديما جداً جداً وتعود بنا لدور "العجلة" في عبادات بعض القبائل القديمة ودورها في التكفير عن السيئات. ولكن ها هو رجل زنجي لم يقرأ في الأساطير يحلم هذا الحلم ويصبح حلمه مصدر مناقشة وأبحاث علماء النفس العالميين.

كي أتحدث عن القوى النفسية في الحلم وغيره، للأسف لا أجد مواد عربية تشرح وجهة نظري بشكل متقن. لكن أقربها هذا الموقع لو تحب أن تتصفح وتبحث تحت خانة دراسات سيكولوجية:
ربنا بيحبك. هذا مقال في صلب الموضوع:
http://maaber.50megs.com/last_issue/depth_..._psychology.htm

بقي أمر هام وهو أني أصدقكك ولا أشكك أبداً فيما تقول ولكني أقدم تفسير شخصي من وجهة نظري. كل عام وأنت بخير. تحياتي المخلصة لك.
صديقك:
إبراهيم