أنظر للموضوع من زاوية أخرى ..
فإن صحت هذه الدراسة - وهي على الأغلب صحيحة - فهو دليل على (( نجاعة )) تعامل صدام حسين مع الطبيعة العراقية بالغة التعقيد .. وإن كذبت وكان العدد 50 ألف كما قال بوش ، فهذا يعني أننا كنا - ولازلنا - نعيش أكذوبة التكفيريين والهولوكوست الإسلامي من جهة ، وفرق الإغتيالات من جهة أخرى .

من سيتحمل مسؤولية هذا العدد المهول من البشر ناهيك عن مليون ونصف ماتوا صبرا قبل سقوط بغداد ؟
المنتقدون للوجود السوري في لبنان حملوا سوريا مسؤولية مقتل الحريري ومن بعده حتى بعد أن خرجت سوريا من لبنان ، فمن سيتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة ؟

لست معنيا بجني الألقاب : أمريكا والقوى (( الشيعية )) التي ساندت أمريكا أثناء الحصار وعلى رأسها ما يسمى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ، ثم التي شرعنت للاحتلال ونتائجه من القوى الدينية والمرجعية والسياسية الشيعية ، وبدرجة أقل الأحزاب الكردية ذات الأجندة المعروفة والتي لا تخرج عن مطالب قومية ووعود سوف لن تنجز على أرض الواقع .
سقف المطالب الشيعية أعلى بكثير ولم تعد سرا ولم يعد من قبيل التغطي بقشرة الشعارات الواهية ونبذ الطائفية أن نتعامى عن الواقع وعن لغة (( الثأر )) والنزعة الإنفصالية الإقصائية الواضحة والمعلنة .. للشيعة مطالب ثأرية وانفصالية تعمل القوى الشيعية بمقتضاها بكل ما استطاعت وبكل الوسائل بدءا بالاستيلاء على الأوقاف السنية ، نهاية إلى مجازر ترتكب بحق حتى أصحاب الأسماء التي يراها الشيعة سنية كعمر وعثمان .

القوى السلفية والصداميون والتكفيريون : ربما ..
من البديهي جدا أن تتهم المقاومة العراقية - الشريف منها والمغرض - بالتسبب بقتل كل هؤلاء ، إلا أن رقما ضخما كهذا عجز صدام ذاته بكل جبروته عن حصده خلال 24 عاما ، لا يمكن لجماعات تتخفى وراء بيانات وأقنعه أن تصنعه وإلا فإننا نتحدث عن خراف وليس عن بشر .

ربما .. أقول ربما أنه من الإجحاف رمي التهمة على طرف دون الآخر ، لكن من المنطق أن من يمتلك بدر وفرق الموت وجيش المهدي والسلاح البريطاني والأمريكي والفارسي والجيش والأمن والمعتقلات أقدر على التحكم بقواعد اللعبة على الأرض وأقدر على (( القتل المنظم )) تحت ذرائع حرب الإرهابيين والتكفيريين ، وأقدر على مسح مدن بأكملها من أشباح حاربها يوما صدام ، وأوجدها الإحتلال ذاته ..