الزميل جورو .. عندما نحلل موقف الإسلام والمسيحية من الدولة أو الوطن فسنجدهما شتان .

الإسلام يدعو إلى أن يكون الدين كله لله ولا ولاية لكافر على مسلم ونظرية الحاكمية بمحاربة كل حاكم فى دولة إسلامية لا يحكم بالشريعة الإسلامية وقتل السادات وصراع الجماعات الإسلامية ضد الأنظمة الحاكمة فى الدول الإسلامية معروف ومسموع ونتج عنه سيول من الدماء والأموال .. وقد تعدى هذا العنف الإسلامى ضد النظام أو الحكم الى خارج حدود الدولة وصار عالمياً على يد العلامة الجهبذ أسامة بن لادن مجدد غزوات محمد الأولى على شكل "غزوة مانهاتن" .


أما المسيحية فتدعو الى الإحترام والخضوع للحكام والنظام معتبرين أن الحاكم مكلف من الله بحفظ النظام .. ولكن إن أراد النظام أو الحاكم إجبار المسيحى على إنكار إيمانه فعليه الرفض حتى الموت دون عنف .

ونجد أنه عندما غزت الديانة المسيحية الدولة الرومانية القديمة بكل مجدها وعزها لم نسمع عن فيالق أو جماعات مسلحة لنشر الدعوة لدين المسيح فى أرجاء الدولة الرومانية مع أنه كان هناك فى الجيش الرومانى آلاف مؤلفة من المسيحيين الأشداء .. ولكننا رأينا هؤلاء الجنود والقواد الأشداء المسلحين فى الجيش الرومانى يطرحون أسلحتهم ودروعهم أرضاً معلنين إعترافهم بملكهم المسيح الإله .. فمن إعترف بالمسيح إلهاً إعترف به المسيح فى السماء إبناً .. ومن أنكره على الأرض ينكره السيد المسيح فى السماء ويصير مصيره فى الظلمة الأبدية .

وهكذا نجد أن فلسفة المسيحية هى حفظ النظام وإحترامه بدون تنازلات .. وعلى العكس فنجد أن فلسفة الإسلام هى التمرد على النظام وهدمه ما دام لا يتفق مع رأى المواطن الدينى .. وهذا ما نادى به سيد قطب ونهجت على منهاجه جماعات الإرهاب الإسلامى التى أشاعت الخوف والقتل والدم فى أرجاء المسكونة .

دين الله يدعو الى النظام والسلام والمحبة .. فإلهنا هو إله نظام وليس إله تشويش ..

المسيحية تدعو رعاياها الى الصلاة من أجل الحكام حتى ولو كانوا غير مسيحيين .. وتدعوا رعاياها الى إعطاء الدولة حقوقها والأمانة فى العمل مهما كانت التضحيات والمعوقات والإحباطات .